بقلم : عبد المجيد العرسيوي
عندما يخيم الظلام، و يغتال نور الثقافة، و ينحرف الذوق و الادب، و تصبح الأخلاق في التراجع و التدني الى عمق الحضيض و يصمت صوت اصحاب الضمير و العقل والنبل و يعلو صوت المتخلفين و الأميين و الجهلة هنا تتبدد المقاييس و المفاهيم و تبدأ في التغيير لتسلك طريقا غير سوي سيما عندما ياخد الجاهل مكان العالم و الجبان محل الشجاع المتخلق هنا ينقلب المسار الصحيح الى الجهة الأخرى و يبدؤون يمجدون الأخلاق الرديئة و المنحرفة و يجعلونها في المقدمة على القيم النبيلة الطاهرة، لكي تفقد قيمتها الجوهرية النفيسة، و يقدمونها على طبق ملغوم للأجيال الشبابية لكي ترسخ في عقولها شعور بالياس و الاحباط و ينسوا بأنهم هم القاعدة الأساسية، و كل ما يجيء و رائهم سوى أستتناءات، هذا ما أضحى يحز في النفس اليوم و الخوف من غد نفقد فيه مستقبلا زاهرا و مشرقا بالامل و الطمئنينة لشبابنا.
من المفروض عندما نريد ان نبني مجتمعا قويا يعتمد على قوة شبابه يجب على كل حزب سياسي و بمنتخبيه عليه ان ياخد على عاتقه و ان يضع صوب أعينه بان يتحمل كامل مسؤوليته بجدية و بمنتهى الحنكة السياسية المطلوبة و حب الوطن كأنهم براعم الربيع اللذين سيصبحون أزهار المجتمع لأن هذه الفترة الزمنية هي مرحلة لامعة في عمر الشباب لذا يلزم على المسؤولين اللدين يتحكمون في زمام الأمور ان يكون لديهم رؤية شمولية دات بعد أجتماعي و أقتصادي تصب لمصلحة هذه الفئة الشبابية المثقفة التي هي العمود الفقري لمجتمعنا ولكي تقوم و تشارك في المشهد السياسي الهادف حثى يصبحوا اعمدة التغيير و النهوض بالرقي و التقدم لهذا المجتمع الدي نعيش فيه، لا ان تبدد احلامهم و سعادتهم بقرارات فاسدة و فاشلة لا تخدم مصالحهم حثى لا ندفع بهم الى مسارات خاطئة و سوداوية ثم يصبحون فاقدين للامل، او شماعة لأي فشل يمكن ان يقودهم نحو الانحراف، و الجريمة بشتى أصنافها لان هذا الأنحدار نحو الحضيض أصبح من القضايا التي تشغل بال نسبة كبيرة من الشباب هذه الايام خصوصا عندما توصد امامهم أبواب الامل في المستقبل بسبب من اختاروا من ينوب عنهم ووضعوا فيهم الثقة بعد ما باعوا لهم الاوهام مرة اخرى و الوعود الكاذبة في سوق السراب حثى ظنوا أن ابواب الفرج فتحت بفضل احزاب ليبيرالية و ليست اسلامية هذه المرة، ومهدوا لهم الطريق حتى اوصلوهم الى كراسي اتخاد القرارات بفضل اصواتهم اللدين عبروا بها في صناديق الأقتراع المنصرم لسنة 2021 غير ابهين بان أختيارهم لم يكن في المستوى المطلوب و الاحسن الذي يؤدي الى الرقي، و الكرامة، و الازدهار، و التعليم و الصحة، و العيش الكريم هذه المتطلبات التي يبحث عنها المجتمع المغربي اصبحت اليوم في خبر كان من طرف السياسين و المنتخبين اللذين في اغلبيتهم اميون و اقزام في السياسة جاهلين لما يترتب على قراراتهم الجوفاء من سوء العواقب التي لا تحمد عقباها لانهم لايعطون أهمية كبرى و أولويات تضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع، بل لمصالحهم الخاصة فقط الكل يبحث عن الاغتناء غير شرعي على اصوات التعساء وهذا لايخفى على احد و لا يفكرون في مخطط يكون على المدى البعيد للاجيال القادمة لانهم يمسكون دائما في ايديهم رمح أعوج عندما يريدون ارساله نحو الهدف المنشود، تراه يتحاشى و ينحرف و يمضي نحو المجهول لأن السداد يكون على خطأ و هكذا تبقى اللعبة تتكرر جيل بعد جيل.
انا لا اعمم لأن هناك رجال سياسيون و لهم باع طويل في السياسة ولكن يمشون في الظل لهذا افسحوا المجال بان نقول كلمة الرجل المناسب في المكان المناسب اصبحت ليست من شعارنا فهي مفقودة عندنا تماما.
شيء مؤسف و مضحك في آن واحد هو عندما تصبح ترى بأن الأمية ارخت بضلالها على المشهد السياسي و اوصلت أصحابها الى كراسي المسؤولية و أتخاد القرارات فاقرأ الفاتحة.