بين ليليث و الأم الأولى للأمازيغ
في هذا المنشور أود الإشارة إلى نقاط مهمة لاحظتها بين أسطورة ليليث عند اليهود و أسطورة انثروبوغونية أمازيغية قديمة تتحدث عن خلق البشر
كانت الأم الأولى عند الأمازيغ و في أول ممارسة جنسية لها مع زوجها تعتليه أثناء ممارسة الجنس بعدما علمته كيفية ذلك أين يشير هذا الأمر إلى قيادة المرأة في فترات زمنية قديمة لينقلب ذلك و يصبح الرجل هو من يعتلي المرأة بحيث أنه رمز يدل على تسلط الرجل على المرأة و التحكم بها عن طريق التحكم في جسدها أما ليليث فلم تقبل بهذه الوضعية الجنسية و قالت : لماذا يتعين أن أستلقي تحتك أنا الأخرى جبلت بالتراب . و قد هربت من آدم بعد ذلك .
إن ليليث و بحسب الأساطير تمردت على أمور عديدة لتفوز باستقلاليتها و ربما أساطير ليليث حسب رأيي التي كانت من خيال الرجال الجمعي الذين تعمدوا جعلها شخصية تحاول عمل انقلاب من جديد على المجتمع الأبوي و قد خسرت بعد ذلك و تحولت إلى مجرد شيطانة و ساحرة ليؤكد الرجل على بقاءه في السلطة و أن أي فتاة تحاول الخروج عن هذا فإن مصيرها سيغدو مثل ليليث خاصة أن ليليث و بحسب هذه الأساطير قد خلقت من طين و تفل ( بصاق ) الإله ما يشير إلى أن حتى طريقة خلقها كانت غير صحيحة و لذا فالأصح هي حواء التي خلقت من ضلع آدم أو من التراب و الماء بالشكل الصحيح و التي قدر لها أن تكون تحت سلطته .
ليليث هي حواء الأمازيغ من هذه الناحية فكلتاهما كانت الزوجة الأولى التي فضلت وضعية الإعتلاء فحواء الأمازيغ هي من اعتلت زوجها الرجل و ليليث لم تسمح لآدم بفعل ذلك و حينها جاءت بنات حواء الأمازيغ اللواتي مارسن الجنس بنفس وضعية والدتهن غير أنهن بعد ذلك رضخن لقلب هذا بعدما رأى الرجال أن اعتلاء المراة خطأ و معيب أما حواء التي جاءت بعد ليليث فقد رضت بهذا الأمر و هذه هي أوجه المشابهة في رأيي فلدينا هنا
- وضعية الإعتلاء من المرأة = قيادة المرأة
- محاولة الإنقلاب في الوضعية = محاولة لقيادة الرجل و تحكمه
- بقاء حواء في وضعية الإعتلاء و رفض ليليث و هروبها = بقاء قيادة المرأة من جهة أساطير الأمازيغ و تمرد المرأة في الأساطير اليهودية و المشرقية و إخفاق الرجل
- مجيء بنات أم الأمازيغ و مجيء حواء و رضوخهم للرجل = الإنقلاب الأبوي
#اختلاف و تشابه في آن واحد
ليليث شيطانة ملعونة أما الأم في الأسطورة الأمازيغية لم تلعن و لم يحاول الرجل قلب الوضعية و ما أرى هو أنهن واحدة مع وجهين مختلفين فنفس الأم التي حافظت على قدسيتها همشت بعدها في أسطورة ليليث كما أن حواء و بنات الأم فمع أهميتهن إلا أنهم في الوعي الأبوي و الجمعي مجرد شخصيات راضخة على الهامش
المصادر : كتاب في الميثولوجيا الأمازيغية ، تقشير نص اسطورة انانا جلجامش و شجرة الخالوب