عبد العزيز المولوع : يسود تذمر واسع وسط أرباب سائقي سيارات الأجرة والنقل المزدوج بعد أن استفحل بشكل مهول النقل السري بدائرة دمنات إقليم ازيلال بعد احتضان المدينة محطة عشوائية لهؤلاء "الخطافة" الذين يعملون بتوقيت مداوم يخلط الليل بالنهار بنية نقل الراغبين في التوجه صوب "دواوير الجماعات المجاورة " . و عرف هذا الأسطول خلال الآونة الأخيرة زيادة مهولة في عدد السيارات المستعملة لهذا الغرض ، مقابل تأزم الوضعية الاجتماعية للمشتغلين في القطاع بصورة قانونية، في الوقت الذي يسجل فيه المتضررون غياب شبه مطلق لتفعيل السلطات المحلية والأمنية بكل أنواعها لإجراءات تحد من الظاهرة خصوصا من قبل المسؤولين عن السير والجولان وكذا رجالات السلطة الإدارية الذين يحابون النقالين غير المشروعين . وفي لقاء بالمتضررين، صرحوا لنا بأنهم يعانون من التوسع اليومي لرقعة النقل السري (سري على القانون)الذي يهدد استقرار عائلاتهم، وأن منهم من يضطر لبيع سيارته لتسديد الديون المتراكمة عليه، والضرائب التي تفتك بجيوبهم، ويضيفون-وهم يتحسرون على ضياع زمن عز الحرفة- بأن تقهقرهم الاجتماعي يقابله ثراء من اختار العمل بالنقل السري، وثراء من يوفر الحماية والغطاء القانونين لأرباب هذا الأسطول.. واستنكرت فئة أخرى من سائقي سيارات الأجرة الموقف السلبي للمجلس البلدي والسلطة المحلية اللذان وفرا لهذا النوع من النقل محطات قانونية في قلب المدينة.كما نددوا بتساهل رجال أمن مع هؤلاء، وعدم اتخاذهم أي إجراء لمواجهة هذا السيل الجارف على القطاع المنظم. إلى ذلك تعرف المدينة، فضلا عن النقل السري المشار إليه، تجاوزات أرباب النقل العمومي والنقل المزدوج، المتمثلة في تجاوز العدد القانوني للركاب، وعدم احترام أوقات الانطلاق، وعدم الالتزام بالمسارات المحددة.
تجدر الإشارة إلى أن مدبري شؤون النقل بإقليم ازيلال قد عمدوا منذ مدة إلى التغاضي عن ظاهرة النقل السري التي أضحت تغرق كل جماعات الإقليم ، حيث يرى هؤلاء بأن هذا العمل يؤدي إلى تدبير أزمة النقل رغما عن عدم مشروعيته.. كما يوفر الربط بين مناطق مكلفة إذا ما أريد الانتقال إليها عبر شبكة الخطوط المحددة رسميا.. إضافة لتوفر نشطاء النقل السري على زبائن قارين.