امتحانات الكفاءة المهنية من تطوير اداء المدرس الى الى تكريس الغش
بقلم : عبد المالك اهلال
إذا كان المشرع قد شرع الامتحانات المهنية نظريا لتفرز المستحقين المتمكنين فعلا من عدتهم المعرفيةوالبيداغوجية،فان الاجواء التي تمر فيها هذه الاختبارات داخل مراكز الامتحانات تجعلنا نقر ونعترف انها عمليا تفرز الانتهازيين الميكافليين الغشاشين.( مع حرصي الشديد على عدم التعميم)
فهذا استاذ يحث تلاميذه في الوسط الصفي على الاعتماد على النفس وعلى الجد والاجتهاد والابتعاد عن الغش ،وقد تجده يكرر امام المتعلمين حديث سيد المعلمين محمد صلى الله عليه وسلم "من عشنا فليس منا"،وقد يصل الى مرحلة كتابة تقرير عن متعلم في مستوى معين لانه ارتكب جريمة الغش، وهي كذلك.فاذا بنفس الاستاذ والذي بلغ من الكبر عتيا واشتعل رأسه شيبا ، يقدم على السلوك نفسه في امتحانات مهنية .بدعوى الغاية تبرر الوسيلة وهو عذر اقبح من ذنب، اذ الغايات المشروعة تبررها الوسائل المشروعة.
ان الغش ظاهرة سيئة بصفة عامة وعندما يرتكبها الاستاذ فهي اسوأ بكثير حيث انها تعطل قدراته التحليلية وتشوه سمعته امام زملائه وتتسبب في غياب منطق تكافؤ الفرص امام المتبارين،حيث نسبة 11% )النسبة المخصصة للموظفين المستوفين لشروط الترقية (هي الفيصل فيكافأ الغشاش بالنجاح ويعاقب النزيه بالرسوب.
ان الغايات التي من اجلها شرعت الامتحانات المهنية وهي التحفيز وتجويد الفعل التربوي وابراز الكفاءات لن تتحقق الا باتخاذ اجراءات صارمة ضد الغشاشات والغشاشين الذين يفقدون هذه الاختبارات مشروعيتها بسلوكاتهم غير السوية.
ان التصدي لهذه الظاهرة مسؤولية الجميع من الوزارة الوصية الى الاستاذ المكلف بالحراسة مرورا بالاكاديميات والنيابات، وهذا التصدي هو الحل الوحيد الذي يمكن ان يعيد للامتحانات المهنية بريقها ورونقها بعد ان خدش الغش حياءها.