عبد العزيز غياتي
هل قدر الممرض أن يعيش كلّ حياته المهنيّة تحت رحمة المراسيم التي إن لم تُخلق مشوهة يتمّ تنزيلها بصورة معيبة؟ هل قدره أن يستهلك كثيرا من وقته وعمره مطاردةُ خيوط الدّخان التي تبعثها حكومة تلو حكومة تلو أخرى؟ هل قدر الممرّض أن يخلّف كلّ مرسوم صدر ضحايا من هذه الفئة أو من تلك؟
هكذا حدث مع المرسوم 2.17.535 المشؤوم الذي صدر سنة 2017 والذي كان أهمّ أسباب نزوله نظام إ م د (LMD) بمعنى معادلة دبلوم ممرض مجاز من الدولة تكوين ثلاث سنوات بالإجازة ودبلوم السلك الثاني بالماستر، وبالتالي منح الممرضين وتقنيي الصّحة المرتبين في السلم 9 (السلك الأول) والسلم 10 (السلك الثاني) قبل صدور المرسوم السلم 10 والسلم 11، وفي المقابل حرم وضحّى بالممرضين وتقنيي الصحة المجازين من الدولة ذوي ثلاث سنوات تكوين المرتبين في السلم 10 و11 قبل صدور المرسوم، ومنحهم أقدمية سنتين اعتباريتين لا تسمنان ولا تغنيان من جوع.
وها هو مرسوم جديد ينزل هذه السنة كخيط دخان تحت رقم 2.22.681 يحيط به الكثير من الغموض ويثير تأويله الكثير من الجدل من قبل المهنيين، ويخلق حوله التوجس والترقب خاصّة من قبل ضحايا مرسوم 2017 الذين عبّروا عن ذلك من خلال بيان موجّه للوزارة الوصية و للرأي العام والشركاء السياسيين والاجتماعيين صادر عن التنسيقية الوطنية للممرضين وتقني الصحة ذوي ثلاث سنوات تكوين المرتبين في السلم 10 و 11 قبل صدور المرسوم 2.17.535، حيث أبانوا عن نفس إيجابي وأعربوا عن تشبثهم بمخرجات اتفاق 24 فبراير 2022 الواردة في المرسوم 2.22.681 على هزالته، والذي تدّعي الحكومة من خلاله سعيها إلى تسريع ترقية الممرضين وفق معيار جديد بإضافة 3 و4 و5 سنوات اعتبارية كلّ حسب تاريخ توظيفه كما جاء في المادة الثانية منه، والذي يمنح ثلاث (3) سنوات اعتبارية للممرضين وتقنيي الصحة الذين تم توظيفهم ابتداء من فاتح يناير 1999 فما فوق، والتي عرفت تأويلات متناقضة نظرا للّبس الذي أحيطت به، ومن أجل قطع الشّك باليقين أكد البيان أنّه لاعلاقة لها بالسنتين (2) المستفادتين سابقا من طرف المعنيين، لأن الأمر يتعلق باتفاق جديد مع حكومة جديدة، ومعيار جديد هو الأقدمية في التوظيف وليس الإجازة كما كان عليه الأمر سنة 2017 وفق المادة 27 التي تم تعديلها وفق المرسوم الجديد.
وقد ذكّر البيان بموقف التنسيقيّة الثابت من مرسوم 2.17.535، وبالتالي مطلبها المنطقي والمستحقّ لإنصاف ذوي ثلاث سنوات من الضّرر الذي تسبّب فيه، والذي هو الترقية إلى السلالم الموالية أسوة بزملائهم الممرضين وتقنيي الصحة.