

عبد القادر الهلالي
يموت الشاعر، تتوقف أحلامه من اجل ...أن يحلم الآخرون.
1- عبد القادر الحاوفي، ابن سيدي افني[1]، الذي ينام الآن من غير أن يحلم، أخد معه قصائده وأوراقه وراح (من الروح)، لا ينفع أن نناديه، لأن الروح إذا راحت راح معها كل شيء، ماذا يبقى من الأحلام إذا راحت الروح؟
من قال: الموت نوم من غير أحلام، تعمد أن يقتل أحلامه. يموت الشاعر ويبقى...الأحلام (للآخرين)
2- "إذا عض كلب رجلاً فهذا ليس خبرا ... ولكن عندما يعض إنسان كلباً فهذا هو الخبر." ( جون بوجارت).
أما لو ضربنا الكلب بمسطرة (التسطير تحت الكلمة) فالكلب سينبح فوق السطر، عندها سيتحول الإعلان الإخباري (الوكالة الإخبارية 1) إلى شعار لجمعية الرفق بالحيوانات (جمعية لا تهدف إلى الربح؟) التي ستصدر بيان ا نلخصه كما يلي: ماتقيس الكلب ديالي ... أما وكالة الأخبار رقم 2، فسوف تستغل الفرصة لتسديد الدين إلى الوكالة المنافسة ، التي حققت السبق الصحفي بنشرها الخبر الكلبي المذكور وتتهمها بأنها اختلقت هذا الخبر للفت الانتباه فقط
3- بعد المسرحي حسين الحوري، الشاعر كريم حوماري والقاص سعيد الفاضلي، انتحر الشاعر عبد القادر حاوفي، خبر ينبح من غير أن نحتاج إلى مسطرة، فوق السطر/تحت السطر، المسطرة نجعلها تشتغل على قطع طولي (يمين/يسار)، الأحلام تقف على الهامش(لا يهم أن يكون على أي جانب).
4- نعود إلى تحيات نيني( من غير مناسبة)[2]، عنوان الإرسال، اللائحة طويلة[3] : سجين، أم ، عاملة في معمل النسيج...تحية إلى الوطن وأبنائه البعيدين و...تحية إلى الآخرين.
5- ليست هذه هي المرة الأولى التي نضبط فيها هذا الصحفي حفيد سليمان (ابن بن سليمان) وقد جف قلمه، رغم أنه يكتب دائما مقالاته بقلم الرصاص(الجاف)، لأنه لا يحب المداد (العاطفي)...كأنكم تجرجرون لساني لأحدثكم عن هواية رشيد نيني السرية : الكتابة بالحبر الذي لا يترك أثرا واضحا(الحبر السري). رشيد فرض على نفسه أن يكتب بإيقاع يومي وكان دائما في الموعد المضبوط، لم يثبت أنه اخلف موعد الكتابة إلا عندما أقفلوا مكتبه ووضعوه في مكتب يختلف قليلا عن المعتاد. لا يجد فيه الكاتب قلما أو حبرا. راحة مستحقة من عناء الكتابة. دخل كاتب الكهف إلى هذا المكتب الخلفي المخصص للنوم فقط، نشبهه بكهف أصحاب الرقيم، كان الفصل ربيعا(عربيا لعلكم تعقلون) وخرج منه في الربيع الموالي، الذي أصبح ربيعا باردا مثل فصل الشتاء، القلم يجمد فيه من برودة الطقس العاطفي، تجعله هذا الكاتب، كأنه نبي حقيقي وكأننا نسمع وحي الكاتب: أُكْتُبْ، يجيب النبي: ما أنا بكاتب، يشعر بقشعريرة حتى أنه ينادي خديجته: دثروني، دثروني...
6- هل نحتاج إلى جمعية للرفق بالشعراء، شعارها : ماتقيش الشاعر ديالي.
هوامش فوق النص:
[1] شاعر مدينة سيدي افني الذي اكتشفت جثته معلقة في حجرة داخل فندق يسيدي بنور يوم الثلاثاء 09-09-2014
[2] افتتاحية جريدة الأخبار (السبت 26/04/2014) عنوانها تحيات بدون مناسبة
[3] تااائجة طويلة: سجين، أم ، عاملة في معمل النسيج، عسكري، موظف بسيط، حارس ليلي، عاهرة تبيع الحب ونفسها في عملية واحدة، خادمة، سائق شاحنة في ظلام الليل، طبيب جراح يجرح ولا يداوي، ممرضة تداوي الجرحى وقلبها يحتج إلى دواء، شرطية مرور تصفر على الرجال السائقين فلا يهتمون إلا بساقيها الممتلئتين ، جنرال مشغول فقط بمراجعة حسابه البنكي، ثري يقضي حياته خائفا من الفقر أو فقير يقضي حياته يحلم بالثروة، شيوخ متخلى عنهم، صياد لا يصطاد سمكا، امرأة أَجَّرَتْ صوتها للرد من داخل علبة صوتية لهاتف مبحوح، مؤذن لا ينام لأنه مكلف بإزعاج النيام، معلمة في مدرسة من المغرب العميق، طوابير من المصطفين أمام القنصليات الأجنبية، كل من لم يتناولوا فطورهم إما لأنهم سيقومون بتحليلات طبية أو من اجل الفحص في العيادات أو لأي سبب آخر، المهاجرين غير الشرعيين قبل أن تطفو جثتهم فوق مياه المضيق، ساعي البريد يسلم رسالة البعيدين ويبتعد قبل أن يسمع الرد، رجل النظافة...تحية إلى فصل الربيع والى كل الورود التي ستنفتح فوق الروابي بل حتى للأعشاب البرية التي تنمو فوق القبور، تحية إلى الوطن وأبنائه البعيدين و...تحية إلى الآخرين.