معاناتي في البحت عن زوجتي
الحـــــ( 16)ـلــقــــة
لحسن كوجلي
هذا الاجتماع الذي اخاله تتمة للقاء ات الحميمية، سيفاجئني حين سيسالني احد
العدلين عن ثمن المهر. كنت مصدوما بهذا السؤال الذي لم اضعه في الحسبان
ولم اكن مهيئا لسماعه الان. جئت فقط للارتباط كالعاشق المجنون، غير مدرك
للتكاليف. اكتفيت بجحض العينين ابحث عمن يتدخل لانقاد الموقف، كان خالي
صاحب المبادرة، تلاه صهري الذي اخرجني من الورطة بعدما حدد المبلغ
وخيرني في ان ادفع ما املكه ويبقى الباقي على شكل مؤخر. لايريد ان يشق
علي الامر، انما يريد بي وبابنته يسرى. دفعت ماكنت املك وكان لايغطي
بالمناسبة حتى ثلث ما اتفق عليه، خلت اني سادفع ثمن الكتابة فقط اما ثمن المهر
خيل لي انه ساقدمه الى العروس مباشرة في اليوم الموالي حين سارافقها لاشتري
لها ملابس الفرح. انقضى الجو ولا احد يعي كيف مر علي سواي، احسست
بالغبن، مجروح الكبرياء، مجرد من الرجولة، كان علي ان احمل المال مادمتاملكه.
في اليوم الموالي ضربنا موعد لقاء في بني ملال، عاصمة جهة تادلة ازيلال،
منها ساقتني لخطيبتي لوازمها. كنت مرفقا باخي محمد الدبلوماسي الذي يحسن
التعامل مع الكل، اما ليلى كانت رفقة والدتها . بعد التحية وتبادل النظرات
والابتسامة اخدنا محمد الى "القساريات" يحاول جاهدا ان يجد كل ما من شأنه ان يرضي الطرفين المرافقين. على عكس ما تفعله كثير من الفتيات، لم تكن ليلى
مهتمة بالملابس بقدرما كانت مهتمة بي، لا تفارقني كالظل، كانت لا تخجل في ان
تسحب مني يدي وتضعها في يدها، كان الحب بالنسبة لها كل شئ، لا تهتم كثيرا
بما كان يقتنيه محمد، كانت قليل الملاحظة، كثير الابتسامة وغاية في الحكمة.
امام هذا التعامل، كنت ملزما انا اقدم لها كلما اراه مفرحا رغم اني لا املك
كثيرا من المال. اسعدت بنفسي وبليلى حين اصدر صاحب محل للاكسيسورات
موقفه منا وقال لاخي انه لم يسبق ان راى مثل هذين النموذجين، كنا بالنسبة
اليه نكون ثنائيا استثنائيا. شراء الخاتم كان مناسبة لنا لنعيش فصلا اخر من
الهوى، كنت في كل مرة استمتع بايديها واصبعها في كل حالة مقاص. الغذاء
كان اخر ما اجتمعنا حوله لذلك اليوم، كانت جالسة بجنبي نتكلم تارة ونكتفي
بتبادل النظرات في اخرى. رغم اننا متزوجين قانونيا ونملك الحق لنغرد كما نشاء
الا اننا لم نفعل، بحكم المسطرة الاخلاقية التي لم تستكمل بعد.
لم اجعل الايام تمر خاوية، لذا اعطيت امرا لتسريع مراسم الحفل بغيا مني ان
اربح بضعة ايام قبل عودتي الى فيافي تويزڭي. سارت الامور كما خططت لها،
الى ان جاء يوم الحسم.
كان الفصل شتاء ، واليوم باردا، والاستعدادات جارية بشكل عادي. كان الحضور
قليلا الى متوسط العدد، حضرت بعض العائلات التي لم ارها منذ عقود، لم ارها
تصل معنا الرحم يوما، تساءلت حينها عن السبب هل هوللمشاركة في الاحتفال ام لاشعال البيت نارا.
بعد ادان صلاة المغرب بقليل، كان من المفروض ان يكون الموكب الذي سينطلق
لياتي بالعروس جاهزا، لكن وقع خلل ما، وتخلفت ثلاثة سيارات اجرة دفعة واحدة
والمشكلة ان سائقيها لم يكونوا معدفوعي الثمن سلفا، وان اي تخلف سيسبب
كارثة. كل دقيقة تمر دون ظهورهم كانت تضيف الاما الى بطني الذي كان يعاني
من صداع. لا استطيع ان اهدا، كيف لا وكل المرشحين للذهاب ملئووا
المكان ضجيجا، وصارت الالسن تتلق اعيرتها. بعدما توثرت اعصابي و
فقدت كثيرا من الابتسامة جاءوا اخيرا. حين وصلنا الى افورار المدينة اصرت
احدى قريباتي بان ات لها بشفرة الحلاقة، استغربت للامر كثيرا لكني افيت
لها بالغرض، في غياب امي واختي الى جانبي كنت اطيع كل الاوامر مكرها.
اخدت قريبتي الشفرة وخباته بين قدمي وقدم حدائي، معللة ذلك بان العملية
ستفسخ كل سحر محتمل. كنت اتجاهل هذه الخرافات، لكن بعد رؤيتي للحدث
اضحيت اخشى ان تكون العملية نفسها تستهدفني لغرض الانتقام لسبب ما، علما ان كل قريباتي كن يملكن بنات في سن الزواج. حين اقتربنا من اهل العروس
ملأنا السماء بابواق السيارات والزغاريد ووجدنا الكل في انتضارنا، نسوة وفتيات
في حلل مختلفة، يرقصن كالمحترفات، شعور متدلية، وجوه مملوءة بانواع
الصباغات. وجدت ليلى في ركن بيت محاطة بحارسات كالاميرة، تقدمت
نحوها وسلمت عليها تحية عادية، اجهل البرتكول المتبع خجلت من ان اقبلها
وسط الحضور، جلست قربها الى الى ان مر شوطا من الرقص واخدنا صورا
تذكارية، بعدها دهبنا بالعروس وضيوفها نحو منتجع عين اسردون، غنينا ورقصنا
واخدنا صورا. ما افسد علينا جو المرح كان هو البرد القارس، جعل ليلى تعصر
يدي مكرهة، لا اجد بما ساغطيها، فحتى وان كان سيفسد بريقها.