فـــــــــينك يا حشــــــــــومة؟
...لا اعرف من أين سآبد لكلامي بحكم الموضوع الذي سأخوض فيه؛ وبسبب موجة الحرارة المرتفعة هذه الأيام و التي جعلت بني أدام يتجرد من ملابسه معلنا عن عورته و لا يستطع اظباط تصرفاته الطفولية و أصبح عقله كأنه يحبو في المعرفة للوهلة الأولى.
المهم؛ربما سمع الكثير من القراء بهذا الشطر الشعري الذي يقول"لون الوجه يفصح عن سر الضمير".و مراد الشاعر أن تغير اللون الذي يظهر بشكل طبيعي في وجه الإنسان ينبئ و لا شك عن التغير الناجم في باطنه. بل سنقول إن صح التعبير ليس اللون الطبيعي للوجه فحسب؛و حتى الألوان الصناعية الأخرى التي يصبغ بها تنبئ أيضا عن سر الضمير؛ فنوع مساحيق التجميل التي تصبغ بها المرأة وجهها على صلة مباشرة بوضعها الباطني ؛ وليس تزويق الوجه فحسب و إنما تزويق و تجميل الجسم بأسره ؛ و معلوم كذلك أن الشكل و طبيعة الثوب عفوا "المايو" في عصرنا يخلق تصرفات جديدة في عالم المراهقة.
وبتعبير أخر إن أشكال و ألوان مساحيق الماكياج و صباغة الأظفار و كل ما يتعلق بإشهار التضاريس الجسدية لبنات اليوم لا يعبر إلا عن نوع من السفاهة و الفشل في جميع المناحي الحياتية.يعني انه لا يعود هناك سر باطني لدى بنت اليوم؛ و لم يبقى لديها إلا مفاتنها و ها هي تكشف عنها و تعلن الانسحاب من نطاق القيم و المبادئ المحافظة و المتعارف عليها بين الناس مند القدم.
نعم؛ تغيرت المفاهيم وصار التطور و الثقافة المحرك الأساسي هو العري؛ ها هي بنت اليوم استطاعت أن تغيب "الحشمة" من قاموس قانون الحياة ؛ و تتبجح بعلمنتها الخاوية ؛ للأسف الشديد عمت المصيبة الجميع حتى الذين يدعون تتبث مبادئهم الإسلامية ؛ فماذا ستفعل بنت الخراز بجلبابها و هي ترى أمامها بنت الفقيه شبه عارية؟ أقول إن ما أفضى بنا إلى هذا الدرب هو الابتعاد كثيرا عن الأحكام الربانية المبتوتة في الكتاب العزيز ؛ و لن يصلح حالنا إلا بالعودة إليها.
من الطبيعي أن تثور الغريزة الجنسية في مثل هذا المجتمع ؛ الذي حول فيه الشابة و الشارفة نفسها إلى بضاعة ثمينة تشهر نفسها بأقل الثمن ؛ و قلل من شان جسمها حتى استطاع أن تكسي نفسها فقط بعشرين درهما فيما سروال قصير و شفاف و "علاقة النهود".
إن المرأة في مجتمعنا الآن و كافة المجتمعة المتغربة مجبرة أن تقول"إنهم ينظرون لي ؛ إذن أنا موجودة؟؟" عوضا لما قاله ديكارت قبل أربعمائة عام "أنا أفكر ؛إذن أنا موجود".
وكم يعجبهن أن يدحرجنا موخراتهن مند الصباح الباكر؛ ويفرحنا بسماع لهفوات من وراءهن يعبر عن تقييمهن ويعجبهن الكلام الساقط في غالب الأحيان .يا سلام على ثقافتنا و حريتهن؛ وصلنا إلى ما لم يصله احد و دخلنا التاريخ من باب أوسع. فهنيئا لكم هذا السبق يا من ساهموا في هذا الفسق ؛ هنيئا لك يا من كان همه الوحيد إنجاب فتيات يخلقن الفتنة في هذا العالم دون اهتمامك بتربيتهن ؛ هنيئا لك أيتها الأم التي تتعاون مع بنتها كل صباح على لبس الجينز الضيف و تختاري لها أحسن الألوان كي تصدرها على شكل أروع لعصبات" الموتورات" التي تجول في الشوارع بحثا عن ساقطة...
وصدق الشاعر حين قال:
يـا درة حفظــت بالأمس غــاليــــــة ** واليـــوم يبغونهـــــا للهـــو واللعب
يا حـــــرة قد أرادوا جعلهـا امـــة ** غربية العقل، لكن اسمها عــربي
هل يستوي من رسول الله قــائده ** دومـــــاً، وآخر هاديه أبو لهب؟!
وأيـــن من كانت الزهراء أسوتها ** ممن تقفت خطى حمالة الحطب؟!