بعد مسار مثير اقترن بملف واحد من أهم بارونات المخدرات بالمغرب كشفت مصادر ميديا 90 عن تعيين وشيك للعميد محمد جلماد على رأس منطقة أمنية جديدة بالرباط ويتعلق الأمر بالمنطقة الخامسة حي الرياض ضمن التعيينات المرتبقة بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الأمن الوطني.
جلماد الذي تولى مسؤولية أمن سلا والناظور سبق و وجد نفسه في قلب قضية كبرى توبع فيها بارون المخدرات الزعيمي .
يذكر أن هذا الملف أثار الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام بعد أن بقيت عدد من المناطق الرمادية في هذه القضية دون توضيح، في ظل الحديث عن وجود تصفية حسابات بين الكبار حصدت في طريقها عدد من المسؤولين من ضمنهم جلماد.
وتوبع في هذا الملف37 متهما على رأسهم نجيب الزعيمي، بارون المخدرات، إلى جانب أربعة رجال شرطة، أبرزهم العميد جلماد، الذي توبع ب “الارتشاء”، الى جانب أربعة دركيين، وأربعة من رجال القوات المساعدة، بينهم رائد ومقدم رئيس، وقائد لإحدى المقاطعات بالناظور، وبرلماني سابق، وطبيب، وممرض، وصحافي، وإطار بنكي، فضلا عن والد الزعيمي وشقيقته، وعدد من المدنيين، من أجل “تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز بالعنف، والإيذاء العمدي، واستعمال التعذيب المفضي إلى الموت، وإخفاء جثة وطمس معالم الجريمة، والارشاء والارتشاء، والتهريب الدولي للمخدرات، والاتجار فيها، وعدم التبليغ والمشاركة، والخيانة الزوجية، والإثراء غير المشروع.
وجاء اعتقال جلماد في أعقاب عملية أمنيّة كبرى تمّت بالناظور وأفضت إلى حجز ما يضاهي الـ7 أطنان من المخدّرات المعدّة للتهريب، ضمن مداهمة لمنزل وسط المدينة، زيادة على معدّات ميكانيكية ولوجستيك مستعمل لإنجاح عملية التهريب المحشّش صوب الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسّط”، قبل أن تتوالى التحقيقات، لتفضي إلى اكتشاف وقوف الزعيمي وراء قتل ابن عمّه مع دفنه وسط ضيعة يمتلكها بجماعة بوعرك الفلاحيّة،
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد قررت في أكتوبر من سنة 2021 إعادة إدماج عميد الأمن الإقليمي محمد جلماد في صفوفها، بإرجاعه إلى العمل بعد 13 سنة من اعتقاله ليتم تعيينه للعمل بولاية أمن الرباط.
وكان الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية لأمن الناظور محمد جلماد أدين بعقوبة حبسية من ثلاث سنوات، قضاها كاملة قبل أن تبرئه محكمة الاستئناف، وتؤيد القرار محكمة النقض دون أن تتضح الأسرار الكبيرة التي لازالت تلاحق قضية الزعيمي التي لها صلة بسعيد شعو البرلماني الهارب والمطلوب بموجب مذكرة بحث دولية.
وتوبع جلماد سنة 2010 من أجل الارتشاء بعد تفكيك شبكة الترويج الدولي للمخدرات التي كان يتزعمها نجيب الزعيمي، المدان بالإعدام، وكان حينها يزاول مهامه على رأس المنطقة الأمنية للناظور.