دمنات : كلمة في تأبين المرحوم الاستاذ عبد الكريم مهيندي
وصلني خبر موت صديقي المرحوم عبد الكريم مهيندي مغلفا بكآبة الخريف. تلقفت النعي بمسحة كثيفة من الحزن. ودخلت في حالة استغراق .عميقة أدعو له بالرحمة وأستعرض شذرات من شخصيته.
عبد الكريم مهيندي الأستاد المربي بوزارة التربية الوطنية الذي يشتغل بجدية وحزم .والانسان الشعبي الذي يسخر من مواقف الحياة بالنكثة .المضحكة ونحت الجمل المركبة لوصف المواقف والحالات التي تؤثت فضاء الحياة اليومية .
تعرفت علي المرحوم عبد الكريم مهيندي في أواسط التسعينيات من القرن الماضي بمدينة دمنات في جلسة مع الأصدقاء .واكتشفت فيه انسانا منسجما مع نفسه. منطقيا مع ذاته الي أبعد الحدود. لا يقتنع الا بعد طرح الاسئلة والتدقيق في المعطيات. وينتصر لأفكاره بكشف المتناقضات .والسخرية الحادة منها..في كل فرصة ألتقي فيها بالمرحوم عبد الكريم مهيندي تكون مناسبة لأسمع منه تعليقاته الساخرة من الاحداث مهما كانت نوعيتها.
ذات يوم في بداية الألفية الجديدة. أخبرني المرحوم بأن له موعدا مع الطبيب الجراح لاجراء عملية جراحية علي القلب. فأشفقت لحاله مطمئنا ومشجعا له علي تجاوز المرحلة. لكنه واجهني بابتسامة وجمل ساخرة من الموقف. ولم يخف من اجراء تلك العملية الجراحية. او يصيبه الرهاب, كما يقع للكثير من الناس. بل كان واثقا من تجاوزه لتلك المرحلة. وهكذا اجتاز العملية بنجاح. وعاد الي ممارسة حياته اليومية بانشراح, وضحك, وسخرية من مواقف الحياة كما هي عادته .باحثا عن طموحات أكبر .و نجاحات أكثر. وآفاق أرحب. الي أن خطفته يد المنون علي حين غرة. وانتقل الي جوار ربه. وسط ذهول وصدمة أصدقائه وعائلته. رحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون.
عبد الحكيم