دمنات : مجمع الصناعة التقليدية ... مع وقف التنفيذ !
بقلم ذ : نصر الله الوعيشي
يعتبر قطاع الصناعة التقليدية والحرف واحدا من أهم القطاعات التي تعتمد عليها اقتصاديات الدول المختلفة من أجل تحقيق الثروة وتوفير مناصب الشغل وتوفير الإيرادات المالية. فإضافة إلى البعد الحضاري والجانب الثقافي والامتداد التاريخي للصناعات التقليدية في تاريخ الأمم والمجتمعات، فإن الآثار الاقتصادية الايجابية التي حققها هذا القطاع في دول العالم دفع المغرب إلى الاهتمام به منذ فجر الاستقلال من حيث التأطير القانوني وتوفير الدعم المالي والتكوين والتأهيل للحرفيين في مختلف الأصناف لاستحداث مناصب الشغل وتنظيم المعارض الاقليمية والجهوية و الوطنية والمشاركة في المعارض الدولية لتثمين المنتوج والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للمغرب .
وعلى غرار مجموعة من المدن المغربية ذات الباع الطويل في مجال الصناعة التقليدية تتوفر دمنات على مجمع الصناعة التقليدية بدمنات الذي يعتبر من البنيات التحتية الأساسية المعتبرة بالمدينة .
انبثقت فكرة انشاء هذا المجمععن المجلس البلدي سنة 1998 ثم سرعان ما تقاطعت فكرة المشروع مع تطلعات جمعية الفتح للصناعة التقايدية التي تاسست سنة 2001 التي كان مشروعها الاساسي توفير فضاء جيد لتثمين ابداعات الصناع التقليديين بدمنات وتشجيعهم لابتكار منتجات ذات رؤية إبداعية متميزة وذات جودة عالية ،
وقد جاء هذا المشروع للم شتات الصناع التقليديين وخلق فضاء يستقطب منتوجاتهم ويعرف بالصناعة التقليدية الدمناتية في الجلد والخار والزربية والصياغة والخياطة التقليدية والنحث على على الخشب وما اليها اقليميا وجهويا وينهض بها ويحفظها من الاندثار كما يروم هذا الفضاء تحسين ظروف عمل وعيش الصناع التقليديين وخلق ظروف جيدة محفزة للابداع والابتكار.كما يهدف المشروع الى تشجيع الشباب على متابعة التكوين في الصناعة التقليدية بالاضافة الى عرض المنتوجات للزوار وفي المعارض .
وبعد مسار طويل وعسير من الفاوضات واللقاءات والمشاورات الماراطونية استطاع مكتب الجمعية الفتح برئاسة الاخ الرقين السعيد الذي كان هذا الملف جزءا من حياته اليومية اقناع الدوائر مع مختلف القطاعات الحكومية والمنتخبة للمساهمة في انجاز هذا المشروع الذي بدات فيه الاشغال في اكتوبر 2006
وقد بلغت تكلفته 7.500.000.00 ده ساهمت فيها :
كتابة الدولة المكفة بالصناعة التقليدية 2.900.000.00 ده
المديريةالعامة للجماعات المحلية 1.000.000.00 ده
مجلس جهة تادلة ازيلال 1.000.000.00 ده
المجلس الاقليمي لازيلال 2.000.000.00 ده
الجماعة الحضرية لدمنات 0100.000.00 ده
جمعية الفتح للصناعة التقليدية 0500.000.00 ده
وقد اثمرت مجهودات الجمعية ومساهمات الشركاء هذه التحفة الفنية الرائعة التي يحق لساكنة دمنات عامة والصناع التقليديين خاصة الإفتخاربها ، جمالية هذه المعلمة وتصميمها وهندستها الرائعة ستساهم ا محالة في التعريف بالصناعة التقليدية المحلية بمختلف تشكلاتها و التي كانت يوما من الايام من اسباب توهج دمنات وذيوع صيتها ، كما ستعمل مختلف معارض المركب على حفظ هذا الموروث الثقافي من الاندثار باعتبارها تراثا محليا غنيا بالاضافة الى دور المجمع الاساس في تسويق المنتوج المحلي وتثمينه ومن تم تحسين دخل الصناع التقليديين و في المحصلة دعم السياحة المحلية.
هاهو المركب قد رآى النور بعد مناورات ودسائس البعض ممن كانوا يرغبون في افشاله او في تحويله الى مكان آخر ليتسنى تفويت الارض الى وجهات اخرى وممن يرغبون في الحصول على موضع قدم فيه وووو كل ذلك اصبح من الماضي و العبرة بالنتيجة كما يقال .
فهل ادى المجمع دوره منذ افتتاحه و توزيع المفاتيح على المستفيدين من مشاغله قبل 5 سنوات ؟ الجواب طبعا هو لا . لاشيء من الاهداف المسطرة تحقق باستثناء الجدران والابواب وجمالية البناية . أبواب المجمع مشرعة طيلة ايام الاسبوع ، ولكن مشاغل الحرفيين وعددها 50 موصدة على الدوام باستثناء البعض المعدود على رؤوس الاصابع ؟ هل من المعقول ان تذهب كل هذه المجهودات وهذه الأموال سدى ؟ لقد حاولت العامل الحالي على اقليم ازيلال حل هذه الاشكالية وعقد لذلك اكثر من اجتماع مع الحرفيين لحثهم على تشغيل محلاتهم بل ووجهت رسائل انذارية للمعنيين بالامر ولكن دون جدوى ؟ هل مصير دمنات اما أن تتاخر مشاريعها دار الثقافة نموذجا واما ان تتعطل عن العمل رغم انجازها ؟ ما هو سبب عزوف الحرفيين عن فتح مشاغلهم وتجهيزها ؟
تتاح لي الفرصة يوميا للوقوف على حالة هذا المجمع الذي تحول الى بناية كاد ينعق فيها البوم اثناء زيارتي المتتالية للصديق العزيز فازك عبد العزيز المشهور بباعزيز وهو خياط تقليدي من اوائل من فتح ورشته ، فأتأسف لهذه الابواب المغلقة على الدوام وتزداد حسرتي عندما ارى بعض زوار دمنات الذين تستهويهم اليافطة المعلقة في المدخل ولكنهم ما غن يلجوا الباب حتى يتفاجؤوا بان كل شيء مغلق مغلق فيكتفون باخذ الصور وكانهم في مبنى تاريخي أكل عليه الدهر وشرب .
من المسؤول على بعث الروح في هذا المجمع ؟ هل هي المديرية الاقليمية للصناعة التقليدية باعتبار وزارة الصناعة التقليدية هي الوصية على القطاع ؟ الا يمكنها اتخاذ جميع الاجراءات القانونية لتشيغل هذا المجمع ليقوم بالاداور التنموية المنوط به ؟ هل هو المجلس المنتخب صاحب فطرة المشروع والمساهم في انجازه الا يدخل ف ياختصاصه تنشيط الدورة الاقتصادية وحفظ التراث ؟ بين الفكرة والبحث عن التمويل والانجاز نحو عقدين ونيف من الزمان ؟ فهل سننتظر إلى أن تتحول البناية الجميلة الى دار مولاي هشام أخرى يتبول ويتغوط فيها المارة ؟ اتقوا الله في هذه البلدةايا كان موقعكم وايا اكانت مسؤولياتكم فسيحاسبكم التاريخ .