مرحبا بكم في موقع " أزيــلال24 "، جريدتكم المفضلة ـــ اتصلــوا بنا : /[email protected]. او [email protected] /         أزيــلال : رئيس المجلس الترابي يتفقد سير مجموعة من المشاريع الاقتصادية والإجتماعية بالمدينة             دمنات : احالة ملف فيسبوكي من جماعة تفني على النيابة العامة بتهمة ادعاء تحويل مسار مساعدات غذائية             نشرة إنذارية:موجة حر مرتقبة من الخميس إلى الأحد بهذه المناطق             الملك يوجه رسالة إلى رئيس الحكومة تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة             فضيحة بالبعثة الفرنسية بالمغرب.. أستاذ يقيم علاقة مع تلميذة سنها 14 سنة             تواصل عملية إحصاء المنازل المتضررة جراء زلزال الحوز بوتيرة عالية بأزيلال             أزيــلال : تعزية ومواساة في وفاة المشمولة برحمته والدة الأخت             بنى ملال : تخريب واعتقالات ...أصابة 32 رجل امن بجروح متفاوتة عقب أحداث شغب مباراة خربيكة وبني ملال             أزيــلال : اللجنة الاقليمية لليقظة تجتمع يوميا في تدبير عملية إحصاء المباني المتضررة في اطار مشروع شامل لإعادة تأهيل             برعاية من وزارتي الصحة والتعليم العالي.. قافلة طبية متعددة التخصصات بأزيلال تضامنا مع منكوبي الزلزال             الرابور الجزائري "أنس تينا"، يقصف نظام العسكر بأغنية رائعة بعنوان "وين بيها"،             احوزار الامازيغية القديمة نغمات تحفر في القلب             "الحدث" تلتقي الطفل المغربي الذي يبحث عنه ريال مدريد لتبنيه             أزيلال.. السلطات المحلية تعمل جاهدة على تقديم الدعم للمتضررين من الزلزال             الزلزال : البحث عن وزير             الزيادة قى كل شىء ...            الصداقة فريضة             اسعار المواد الغدائية بتلفزتنا الوطنية             الحديقة العمومية وجب الاحتفاظ عليها            8 مارس            الرياضة ...الشان قريحة            الصورة الرسمية للفريق الالماني 🇩🇪 بمونيال قطر 2022             علامة الشوير الجديدة .. والقانون الجديد            شباب اليوم ، الله اسمح ليهم من الوالدين           
البحث بالموقع
 
صوت وصورة

الرابور الجزائري "أنس تينا"، يقصف نظام العسكر بأغنية رائعة بعنوان "وين بيها"،


احوزار الامازيغية القديمة نغمات تحفر في القلب


"الحدث" تلتقي الطفل المغربي الذي يبحث عنه ريال مدريد لتبنيه

 
إعلان
 
كاريكاتير و صورة

الزلزال : البحث عن وزير
 
الأخبار المحلية

أزيــلال : رئيس المجلس الترابي يتفقد سير مجموعة من المشاريع الاقتصادية والإجتماعية بالمدينة


دمنات : احالة ملف فيسبوكي من جماعة تفني على النيابة العامة بتهمة ادعاء تحويل مسار مساعدات غذائية


تواصل عملية إحصاء المنازل المتضررة جراء زلزال الحوز بوتيرة عالية بأزيلال


أزيــلال : اللجنة الاقليمية لليقظة تجتمع يوميا في تدبير عملية إحصاء المباني المتضررة في اطار مشروع شامل لإعادة تأهيل

 
الرياضــــــــــــــــــــة

بنى ملال : تخريب واعتقالات ...أصابة 32 رجل امن بجروح متفاوتة عقب أحداث شغب مباراة خربيكة وبني ملال


وفاة مشجع للجيش الملكي بعد تعرضه لاعتداء من طرف عناصر الأمن التونسي


مباراة المغرب اليوم بفرنسا.. جمع التبرعات ودقيقة صمت ورفع لتيفو تضامني مع ضحايا الزلزال

 
الجريــمة والعقاب

توقيف “خطاف”متورط في مقتل سيدة أثناء محاولته التحرش بها،ما دفع الضحية إلى إلقاء نفسها من السيارة


الصويرة .. جريمة في حق زوجة رفضت معاشرة شقيق زوجها

 
الحوادث

انقلاب “بيكوب” يودي بحياة شخصين وإصابة أزيد من 20 آخرين ضواحي الفقيه بن صالح


أزيــلال : حادثة سير تخلف قتيلا وعدد من الجرحى ، كانوا في طريقهم لحضور حفل زفاف..

 
أدسنس
 
الجهوية

الفقيه بنصالح : جماعة سيدي حمادي تتضامن مع ضحايا زلزال الحوز..


أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة تهيئ كل الظروف المواتية لإنجاح الدخول المدرسي 2023/ 2024


شاب ينهي حياته شنقا ببني ملال

 
خدمة rss
 

»  rss الأخبار

 
 

»  rss صوت وصورة

 
 
الوطنية

نشرة إنذارية:موجة حر مرتقبة من الخميس إلى الأحد بهذه المناطق


الملك يوجه رسالة إلى رئيس الحكومة تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة


فضيحة بالبعثة الفرنسية بالمغرب.. أستاذ يقيم علاقة مع تلميذة سنها 14 سنة


برعاية من وزارتي الصحة والتعليم العالي.. قافلة طبية متعددة التخصصات بأزيلال تضامنا مع منكوبي الزلزال


موظف شرطة يطاق رصاصات على العجلات لسيارة رفض سائقها الوقوف بسبب تحوزه بكمية كبيرة من الكوكايين

 
 

دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 03 ( الحلقة 01 و 02 ) بقلم : ذ: عصام صولجاني
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 02 شتنبر 2023 الساعة 04 : 22


دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 01  السجن والمحاكمة
بقلم : ذ . عصام صولجاني
مثل عتاة المجرمين، ساقنا عسس القائد الگلاوي، نحو سجن القصبة.يتقدمنا عنصران من فرسان "السبايس" فوق ظهور جيادهم. ومن حولنا تشكيلة من الكوم والمخازنية والقلوغلية عددهم ستة أنفار. وحشد غفير من الفضوليين. سمعت امرأة تقول:
- سكوكو برا والباس.
وعبارات أخرى مليئة بالسخرية والشماتة. تصل إلى مسامعنا من هنا وهناك. ربطنا العسس الأوغاد بالحبال التي شبكوها حول أجسامنا بطريقة تكاد تشل الحركة تسمى "تراتسا". حبال ملطخة بالدم، تفوح منها رائحة الصديد الكريهة. صرخ غريمنا السرغيني متوعدا صديقي المعياضي بالقتل. أما رفيقيه فقد شرعا في استعطاف العسس کي يطلقوا سراحهم لكن من دون جدوى. ورغم أن المسافة من باب إعرابن وسجن القصبة قصيرة جدا. إلا أنها كانت ثقيلة وطويلة. نظرا للخوف والرعب الذي سيطر على تفكيرنا، وتوقعنا لحدوث الأسوأ. قال صديقي المعياضي لغريمه السرغيني:
- أنت البادئ بالهجوم وقد نلت ما تستحق.
وصاح في وجهنا كبير العسس، وكان رجلا طويل القامة، أسود البشرة، تبدو على وجنتيه ندوبا، ذو أنف كبير وعينان حمراوين:
- اصمتوا يا أبناء الأثان، لقد جلبتم العار لأنفسكم ولعائلاتكم.
وصلنا أخيرا إلى حي القصبة. فتفرق من حولنا حشد الفضوليين الذين تفرجوا وشمتوا على اعتقالنا. مررنا من تحت سقيفة منزل طيني خرب. نحو درج يقود إلى دهليز. زلت قدم أحد السرغينيين وسقط على أحد الأدراج. فصاح فيه أحد العسس:
- أزليف أزليف نك نكر أياكسعون .
ولجنا إلى قبو عبارة عن غرف بلا أبواب تتوسطه ساحة مفتوحة على السماء. قال لي المعياضي:
- هذه هي "المدود" التي يسكنها الخيل والبغال في قديم الزمان.
كان السجن فارغا من النزلاء في ذلك اليوم. مكان موحش تفوح منه رائحة غربية. جاء حارس السجن مع رجل جاحظ العينين. ذو أنف صغيرة وفم أذرد. ووجه مثقوب مثل الغربال بفعل مخلفات مرض الجذري. وأمره الحارس:
- أيها الحداد ضع القيود في أقدام هؤلاء الأشقياء. فأفرغ الحداد حاملة أغراضه "تزگاوت" على الأرض. فسمع صدى صرير القيود الحديدية مجلجلا في أرجاء السجن. وأخذ في تكبيل أقدامنا بطريقة همجية. أحسست بألم شديد في كوع قدمي. لأن قطر القيد كان صغيرا. لم أجرؤ على الكلام. وما أن انتهى الحداد من عمله، حتى سارع حراس السجن في فك الحبال عن أجسادنا. لقد كنا فيها مثل فراشات في مصايد عناكب. أقفل علينا الحراس باب السجن. فأخذت في استجلاء معالم المكان. متحركا ببطئ شديد خشية السقوط. ففوجئت بوجود مطمورة زيت مهجورة. مليئة بعضام وجماجم بشرية. فتملكني الرعب. دنوت من صديقي المعياضي، وهمست في أذنه بما رأيت. نهض فورا واتجه نحو زاوية السجن حتى تأكد من وجود رفاة بشرية. كان السرغينون الثلاثة يجلسون مسندين ظهورهم على سور السجن. محدقين في السماء. نادى عليهم المعياضي وأشار إليهم بالذهاب لرؤية حفرة الموت. وما أن رأوها حتى تجمد الدم في عروقهم. وخرست ألسنتهم. فساد صمت عميق. ودخل كل واحد منا في عالمه. قلت للمعياضي:
لو قتلونا ورموا بجثتنا في هذه المطمورة من سيعلم بهلاكنا؟.
أحد السرغينيين أخذ في لطم وجهه بكلتا يديه في صمت. قلت له مواسيا:
- اجعل رجاءك في الله.
نظر إلي المعياضي نظرة الواثق من نفسه وقال:
- غدا سيأتى أبي عند القائد وسيطلق سراحي فورا.
- وهل علم والدك بخبر اعتقالك؟ 
- الكثير من الفضوليين شغلهم هو نقل الأخبار. وقد كانوا بين الحشد الذي شيعنا نحو سجن القصبة. وقد رأيت من بينهم أحد الذين يعرفون والدي .
قال المعياضي  مخاطبا غريمه السرغيني:
- كنا عائدين إلى ديارنا منتشين فرحين حتى أتيت من العدم، لتعكر صفو فرحتنا. معتقدا أننا لقمة سائغة. وها أنت ترى المصيبة التي أوقعتنا فيها. أما عن الرومية التي استكثرت علي معاشرتها فاعلم أنها ملك لكل من يدفع أكثر.
تلطخت ملابس السرغيني ورفيقيه بفعل قوة الضربات التي سددها لهم هرقل تاودانوست المسمى أزگر. طأطأ السرغيني رأسه ولم ينبس ببنت شفة. سأله المعيافي مستغربا:
- لماذا صمتت؟ 
وأردف له قائلا :
 - اعلم أننا في دمنات لا نظلم أحدا، ولكن إذا ما اعتدى علينا فإننا ننتقم شر انتقام.
حل المساء وبدأ الغسق في الهبوط من فراغ سقف السجن. مع برودة هواء تقشعر لها الأبدان، نال مني الجوع، ولم أعد أتحمل كثرة الكلام. رفع أذان صلاة المغرب من مسجد القصبة. بصوت المؤذن ذي الصوت الشجي. جاء أحد العسس وفي يده قدر طيني. أفرغ منه الزيت في قنديل معلق على الجدار الملاصق لباب السجن. ثم أوقده فأضاء ضوءا خافتا. شمل باحة السجن. جلسنا مسندين ظهورنا على جدار السجن نترقب المفاجآت. حتى رفع أذان صلاة العشاء. سمعت شخير أحدهم وهو يغط في نوم عمیق. فجأة فتح الحارس باب السجن. فدخل علينا أحد عناصر الگوم ، مصحوبا بخادم يحمل فوق رأسه إناء خشبيا، مليئة بالكسكس تفوح منه رائحة السمن البلدي. قال لنا الگومي ساخرا:
- حظكم يكسر الحجر. لم يأكل ضيوف سيدنا القائد كثيرا. وإلا لقضيتم الليل من دون عشاء.
تحلقنا حول قصعة الكسكس، وأخذنا نلقم أفواهنا بكرات متتالية من الكسكس، حتى أتينا عليها كاملة. لقد نال منا الجوع، فكانت هذه اللقيمات الدافئة من هذا الكسكس، مثل بلسم أعاد لي الحياة. خاصة أنا والمعياضي. فقد بتنا ساهرين مع الغواني نكرع كؤوس الخمر طوال الليل. أخرج السرغينى من جيب سترته قطعة جلدية. فتحها ثم تناول عمود السبسي وملأ رأسه الطيني بمسحوق الكيف. وأخذ يسحب في الذخان سحبات متتالية هو ورفاقه. مد السرغيني عمود السبسي إلى صديقي المعياضي. تناوله وأخذ ينتشي من ذخانه. مرددا بسخرية:
- اللهم طريق السبسي ولا طريق الرومية.
أما أنا فلم أستسغ رائحته. وقد كان لذخان الكيف مفعولا سحريا، إذ سرعان ما خلذ القوم إلى النوم. لم يغمض لي جفن بقيت مركزا عيناي على شعلة القنديل وهي تتراقص، وتتضاءل حتى انطفئت. ومع انطلاق المؤذن في تلاوة أوراد التهليلة الأولى. أخذتني غفوة واستسلمت لسلطان النوم. كان فراشنا الأرض وغطاءنا السماء. مع شروق شمس اليوم الموالي. فتح علينا السجان باب السجن. وكان صوت صرير مزلاج الباب قويا. جعل كل من لا يزال نائما يستفيق. نادى علينا السجان بكلام كله ذم واحتقار:
- استعدوا للمحاكمة يا كلاب المذبح.
كانت ملابس السرغينيين ملطخة بالدماء. جراء نزيف أنف أحدهم. بحيث تطايرت قطرات الدم بينهم وقت العراك. مما جعلني أتوجس من أن يكون الدم حجة لإدانتنا.
أمرنا السجان بالخروج في صف مستقيم. واحدا تلو الآخر. كانت حلقات القيد تؤلمنى بشدة. وكنا نسير ببطئ شديد مما دفع بأحد الحراس إلى دفع أحدنا بیده. ملوحا بسوط جلدي طويل:
تقدموا بسرعة لملاقاة مصيركم وإلا سأجلدكم.
وصلنا أمام بوابة خشبية كبيرة مزركشة بألوان زاهية. بها باب جانبی مفتوح. ووقفنا نترقب موعد المحاكمة. فجأة وصل والد صديقي المعياضي رفقة ثلاثة رجال يبدو انهم من أعيان دمنات. كانوا جميعهم يرتدون ملابس مخزنية أنيقة. دخلوا من البوابة الصغيرة لمحكمة القايد. وماهي إلا لحظات حتى خرجوا منها والابتسامة تعلو محياهم. تبعهم على التو كاتب القائد، شاب بلحية سوداء مشذبة. يرتدي جلبابا أبيض وسلهاما أصفر . نادي على أحد العسس وأشار له بأصبعه نحو صديقى المعياضي قائلا:
- اطلق سراح هذا الشاب فورا؟.
 وبعد لحظات جاء الحداد جاحظ العينين فنزع القيود من قدمي المعياضي . تقدم المعياضي نحو والده وعانقه بحرارة، وقبل يده. ثم انصرفا إلى حال سبيلهم. بدأت الساحة المقابلة لمحكمة القائد تمتلئ بالمتقاضين، من أصحاب المنازعات العقارية، ومن الوشاة والبرگاگة. دخل السرغينون الثلاثة دفعة واحدة ووقفوا أمام القائد. وأمكنني سماع خليفة القائد وهو يوبخهم قائلا:
- إلى شديناكم مرة أخرى غانخزنوكم خزين الزرع.
فأقسموا أمام القائد على المصحف الشريف على عدم إثارة المشاكل بدمنات مرة أخرى. أطلق سراحهم جميعا . وغادروا مجلس المحاكمة فرحين. نزع الحداد القيود من أرجلهم ثم ذهبوا مسرعين حتى اختفوا عن الأنظار. جاء دوری ودخلت مرتعشا إلى بهو محكمة القائد الگلاوي فانبهرت لجمال السقف الخشبي المصنوع بطريقة "الورقة والگايزة ". بمثلثات هندسية متناسقة يتدلى من وسطها سلسال فضي، مشبوك عليه ثريا خشبية.محفور عليها أسماء الله الحسنى مع فسيفساء بألوان الطيف، مثل خلايا النحل. وعلى الأرضية زرابي مفروشة بعناية. وكنبات جلدية. وما أثار انتباهي أكثر، هو زجاج النجف العراقي الفيروزي، الموضوع على النوافذ. الذي كان وقتها  تخترقه الشمس وأضفى على مكتب القائد رونقا وجمالا أخاذا. وسط عبق من عود القماري وماء الورد. وكان القائد يرفل بجلابيبه الحريرية وبرنوسه البزيوي. يجلس القرفصاء على كرسي دائري عريض من كراسي الأئمة في مجالس العلم. وكانت ملامح وجهه في ذلك الصباح متراخية. لكنني لمحت في عينيه بريقا مشعا. سألنى بصوت كهفي هادئ:
- أين تسكن؟
- في تاودانوست.
- هل تعرف الفقيه الحاج علي نايت الشرط،
- نعم إنه شيخي ومعلمي في كتاب أيت بوجمعة.
- هل حفظت كتاب الله؟
- حفظت منه عدة أجزاء.
- طيب اقرأ لي من حزب قال فما خطبكم أيها الأولون؟
أحسست في أعماقي بفرح لا يوصف، لأن هذا الحزب كنت أحفظه عن ظهر قلب. من دون أن أرتكب فيه اي خطأ. أخذت أتلو على مسامعه الحزب بسرعة، وهو ينصت لي في إمعان. حتى ختم بقوله صدق الله العظيم.
خاطبني بلهجة أبوية :
- أنت من حفظة كتاب الله. فلماذا جئت مع هذه الزمرة الفاسدة، تنشرون المشاكل بالمدينة؟
أجبته باستعطاف:
- هذا من طيش الشباب. أعدكم أنه لن يتكرر.
مد يده أسفل كرسيه، وقام بسحب طرف الزربية. وتناول صرة ملفوفة في قماش وسلمها لي قائلا:
- خذ يا بني ما يعينك على حفظ القرآن الكريم. خرجت من محكمة القائد مرفوع الرأس ومعي هدية قيمة من القائد. الله أعلم بمحتواها. غادرت محيط القصبة تسبقني خطاي في اتجاه باب إعرابن. تعقبني أحد العسس وهو يسألني بصوت منخفظ:
- ماذا يوجد في الصرة التي أعطاك القائد؟
أجبته بانفعال:
- وما شأنك أنت؟ إذا لم تعد أدراجك سأعود عند القائد لأشتكيك. أنا فقيه حامل لكتاب الله.
رد علي بخوف:
- أنا متايب لله أمولاي الله يعز الطلبة.
وعاد أدراجه مسرعا. ابتعدت عن حي القصة، ولما وصلت محل السيد لوازيس بائع الخمور اشتريت زجاجة کونیاک كبيرة. واختفيت بين الأشجار في متجها نحو منزلي بتاودانوست. وعند مستشفى إسران فتحت زجاجة الكونياك، وشربتها دفعة واحدة ((كريرو)). وعيني على حوض السبليونية مولات الخال. لكن هيهات والداي هناك بالبيت الله اعلم بحالهما...
عصام صولجاني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 2 السجن والمحاكمة
بقلم : ذ: عصام صولجاني

أخذ مشروب الكونياك يسري في بدني، مثل مد بحري هادئ. ونشوة الفرح تكاد تحملني مثل طائر فوق أحضان الطبيعة. غير مكترث لغيابي المفاجئ عن المنزل. وتوقفي عن مواصلة التزاماتي اليومية في الحقل. وأثر كل ذلك على مشاعر والدي وأمي. أسير بخطوات متسارعة، بين البساتين وأشجار الزيتون. الشمس متوهجة في وسط السماء. ترسل إلى الأرض أشعتها بسخاء. وتغاريد الطيور المختلفة، يتردد صداها بين الفجاج. مررت قرب ضيعة فلاحية مسقية، مليئة بأشجار السفرجل والبرقوق. قطفت من هاتين الفاكهتين بضع حبات. وجلست أقضمها بشراهة. كانت معدتي الفارغة تقول لي هل من مزيد. فأنهض لأقطف ثمرات ناضجة وألتهمها. كم هي لذيذة فاكهة الموسم، بعد سنة من القحط والجفاف. قلت في نفسي وأنا ألامس أثر القيود على كاحل قدمي. أحسست بالعطش فتذكرت نبع الماء هناك بعين ((تاشاطت)) اتجهت نحو المنبع، ولما وصلت هناك وجدته فارغا، إلا من أسراب من الطيور تروي عطشها. شربت من ماء المنبع شرب الهيم .ثم واصلت طريقي نحو منزلي بتاودانوست في جد ونشاط. مشروب الكونياك، مشروب السعادة الممتاز. لقد منحنى طاقة وهدوءا. تذكرت فجأة هدية القائد الگلاوي. فنبض خافقي نبضا سريعا خوفا على ضياعها. تحسست جيب سترتي فتنفست الصعداء. ما تزال الهدية هناك. أردت أن أفتحها لأرى ما تحويه. لكنني عدلت عن الأمر، خوفا من أن يراني أحدهم. فكما للجدران آذان. للأشجار أيضا عيون وآذان. تذكرت جو السهرة بفندق إيشان. وجه البنت المليحة السبليونية مولاة الخال. وضحكة العرص حمادي بوبتازارين. ومواويل الرومية الحزينة. وكؤوس الراح الدافئة. مشهد اعتقالنا المذل وسط المحرك بدمنات. والليلة المشؤومة بسجن القصبة. والنهاية السعيدة أمام محكمة القائد الگلاوي. وعندما اقتربت من منزلي بتاودانوست، رآني جارنا مولاي مسعود، وهو رجل مربوع القد، دائم الابتسامة، كثير الضحك، وسريع البديهة.لم يرزقه الله بأولاد. أقبل نحوي مسرعا وقال لي بنبرة حادة:
- أين كنت يا وحيد والديك كل هذه المدة؟. لقد بحث عنك والدك في كل مكان. ولما يأس من العثور عليك، ذهب إلى دوار أيت معياض، وعلم من صديقه هناك بخبر اعتقالك . لقد سقطت والدتك مريضة طريحة الفراش.
حدقت في وجهه مصدوما، خائفا على صحة والدتي. أراد جارنا أن ينصرف، فاستحلفته بالله أن يبقى معي حتى أرى والدي. فقبل على مضض، وحكيت له بعضا من تفاصيل اعتقالي أنا والمعياضي، والدموع تملأ مقلتاي. قلت له:
- لقد نشب نزاع بيننا وبعض الشباب السرغينيون. فجاءت دورية من عسس القائد الگلاوي، وألقت علينا القبض. وبعد المحاكمة أطلق القائد سراحنا جميعا. رافقني الجار الطيب مولاي مسعود نحو منزلنا. ففوجئت بخروج بعض النسوة من المنزل. نادى جارنا على والدي:
- اقبل بسرعة يا أوبنعازي؟
فخرج والدي إليه على الفور. وما أن وقعت عيناه علي  حتى صرخ في وجهي قائلا:
- سخطي عليك قائم حتى يوم القيامة.
مددت يدي لأقبل رأسه. لكنه أشاح برأسه بنفور مرددا :
-ابتعد عني يا مسخوط الوالدين.
رجوته بأن يصغي إلى حجتي. فرفض رفضا قاطعا. فخاطبه جارنا مولاي مسعود بهدوء قائلا:
- يا اوبنعازي كل ما في الأمر أن ابنك وصديقه المعياضي ، وقع لهم شنآن مع بعض الشباب السرغينيين. وقد اعتقلهم عسس القائد وأطلق سراحهم هذا الصباح. وهذا يحدث كثيرا بين الشباب. أحمد الله أن ولدك عاد إليك سالما.
أجابه والدي. متذمرا:
- بمجرد أن أعفي من أعمال السخرة ((فغن إيضارنس سگوشواري)) وأراد أن يترجل رجولة ما زالت بعيدة عنه.
عقب عليه الجار مولاي مسعود قائلا:
- إنه ولدك الوحيد يا ابوبنعازي.
صمت والدي لبرهة. ثم أشار لي بسبابته لأدخل إلى المنزل متوعدا إياي:
- حسابي معك لم ينتهي بعد.
مددت يدي إلى رأسه فقبلتها. فأثنى علي الجار الطيب قائلا:
-  الله يرضي عليك يا ولدي. كن بارا بوالديك ولن تخيب.
ودعنا الجار الطيب، وذهب إلى حال سبيله. ولجت إلى المنزل، فرأيت والدتي مسجاة على ((تليق من الحلفاء)). تحيط بها مجموعة من النسوة في مشهد حزين. جعلني أجهش بالبكاء. أسرعت نحوها وقبلت يدها، فابتسمت ابتسامة شاحبة، دون أن تنطق بكلمة. ناولتها خالتي سعدية القادمة من دوار ايزاتيمن، مشروبا من الأعشاب الطبية المحلية. سألت خالتي سعدية عن حالة أمي فقالت لي:
- بالأمس كنا قلقين على حالتها الصحية. لكنها اليوم والحمد لله بدأت حالتها في التحسن.
صعدت إلى غرفتي واستلقيت على الحصير أتأمل في مقالب الحياة، ومشاكلها، ومفاجآتها، وملذاتها... سمعت صوت خالتي وهي تناديني. ذهبت إليها مسرعا، ناولتني قطعة من خبز الشعير مع قليل من زيت الزيتون وبعض حبات من التين المجفف. تناولت هذه الوجبة اللذيذة.ثم أخرجت من جيب سترتي هدية القائد الگلاوي فتحتها وأفرغت محتواها على الحصير. فإذا بها خمسة عشرة قطعة ذهبية نابوليونية من فئة 100 فرنك فرنسي. تقيلة بالوزن، يتوسمها رسم الفروج. وعشرة قطع من اللويز. وأربعة خواتم ذهبية مرصعة بالعقيق الأخضر. وقطع صغيرة من الزمرد واللؤؤ واللبان. وقطع نقدية عزيزية وحسنية. أحسست بفرح لا يتصور، وشرعت أدعو الله بان يحفظ القائد الكلاوي ويديم حكمه. ناديت على والدي بصوت عال، طالبا منه القدوم. لكنه صاح علي بغضب:
- تعال أنت يا ((إمجلي)) لنذهب إلى الحقل. نزلت من غرفة تامصريت مهرولا وهمست في أذنه مبشرا:
- ياوالدي العزيز لقد ساق الله إلينا رزقا وخيرا عظيما.
وأخذت أسرد عليه تفاصيل حصولي على الهدية من يد القائد الگلاوي بمحكمة القصبة بدمنات . وكيف أن القائد أعجب بقراءتي لحزب من القرآن الكريم. قال لي والدي:
هاتينها ؟
أزحت قطعة القماش عن الهدية. فامتقع وجه والدي. وجف حلقه، ومد يديه مرتعشا. يتحسس قطع الذهب واللويز، والخواتم الذهبية، والجواهر والنقود الفضية. وسألني بعصبية:
- قل لي بصراحة كيف عثرت على هذه الثروة؟ فأقسمت بالله أن القائد الكلاوي هو من سلمني الهدية. ورجوته أن يستقصي عن الأمر عند القائد نفسه. جمعت الهدية كاملة في قطعة القماش. وسلمتها له قائلا:
-هذه الهدية هي ملك لك. بعها واشتري متجر ومنزل بدمنات. اذهب عند تجار الذهب اليهود بالملاح. وإياك أن تذهب عند التجار المسلمين. لانهم سيعلمون بنا عند عصابة السيابة. وضع أبي محتوى الهدية في زبدية، وغطاها بالقماش. ثم وقف جامدا في مكانه. صامتا غير مصدق ان ابنه الوحيد، الذي غاب عنه لمدة يومين. سياتي إليه بهدية ذات قيمة من القائد الگلاوي. دخل فورا الى خم الدجاج. وقبض على فروج سمين وذبحه وأمر خالتي سعدية بأن تهيئ منه طاجينا شهيا. عدت إلى غرفتي ونمت نوما عميقا. لم يوقظني منه سوى صوت المؤذن وهو يرفع الأذان لصلاة العصر بمسجد القرية. غسلت وجهي ثم لبست جلبابي الصوفي. اقتربت من والدتي فنظرت إلي بوجه شاحب، وعينان مفعمتان بالحزن والتعب. قبلت يدها داعيا لها بالشفاء. كان والدي قد غادر المنزل نحو أحد الحقول القريبة، ليجمع بعض التبن والحشائش لإطعام الماشية. لحقت عليه بالحقل وشمرت على ساعدي. نظر إلي وقال محذرا:
- إياك ثم إياك ان يكون المال الذي اعطيتني إياه متحصل من سرقة.
وقفت موجها وجهي جهة القبلة. وأقسمت أمامه مرة أخرى بأن المال هو هدية من القائد الگلاوي. فابتسم أخيرا ولاح احمرار على وجهه. قلت له:
- اعطي الأرض  لخماس او رباع، وتفرغ للتجارة فإن فيها الربح الوفير.
- إنها فكرة جيدة يا بني، سأتدبر أمرها ان شاء الله.
قال وهو يجمع أكوام التبن، وحزم الحشائش، ليضعها على ظهر الدابة. قفلنا عائدين فرحين. فأطلقت العنان لخيالي. فتراءى لي والدي وهو في متجره بدمنات يرص البضائع ويبيعها للزبناء. مثل أي تاجر كبير. ثم يشتري منزلا كبيرا مثل منزل اليهودي ليفي. ونرحل جميعنا من الدوار بتاودانوست نحو مدينة دمنات. ويذهب هو والوالدة للحج. وصلنا الى المنزل  وأطعمنا الماشية. بعد ذلك ولجنا الى المنزل. كانت جمهرة النسوة اللائي جئن للإطمئنان على صحة والدتي قد غادرن المنزل. وبقيت خالتي سعدية إلى جانب والدتي المريضة. وكان الغسق وقتها قد بدا في الهبوط. أوقد والدي الشموع بأرجاء المنزل. ثم جلسنا نتكلم عن أحوال الدنيا والزراعة والاستعمار. حتى قدمت خالتي ووضعت أمامنا طاجين الفروج. وقدمت لوالدتي شربة الدجاج بالزنجبيل. تناولناه بنهم، حتى مسحنا الطاجين مسحا جميلا. التفت نحو خالتي وسألتها مرة أخرى عن حالة الوالدة فأجابتني مبتسمة:
-  ستتحسن حالتها إن شاء الله في الأيام القادمة.

ــــــــــــــــــ

دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 3 السجن والمحاكمة
بقلم : ذ: عصام صولجاني


 

 

 

ظلت عيوني شاخصة في ظلام الليل. لم أجد النوم إليهما سبيلا. بعد أن سيطرت علي أفكار وهواجس درامية. ودخلت في سجالات داخلية. وتساءلت في نفسي، ماذا لو أراد القائد الگلاوي أن يستعيد هديته الثمينة؟ لربما أهداها له أحد الوجهاء القبليين. فسلمها لي من دون أن يطلع على محتواها. وإذا قام أبي بشراء متجر ومنزل بدمنات . ألن يثير ذلك انتباه عصابة ((السيابة)) ؟ فيأتون ليلا لمهاجمتنا بحثا عن الذهب. كما فعل البياز وأعوانه مع أحد الدمناتيين البسطاء. لما علموا من أحد الوشاة، بوجود قطع من الذهب في حوزته. فقاموا بالصعود إلى منزله بواسطة الحبال (( السلبة )) فسرقوا ماله غيلة وغصبا. وانفجر قلب المسكين حسرة ومات. أسئلة وكوابيس ترتعد لها فرائصي. بقيت تطحن في رحى دماغي دون توقف. حتى رفع الأذان لصلاة الفجر. نهضت من فراشي متعبا. أترنح كالسكران. أوقدت شمعة، وتناولت دلوا مملوءا بالماء. ثم توضأت وصليت. كان أبي قد ذهب للصلاة بمسجد القرية كعادته كل يوم. جلست على الكاطري أنتظر عودته. في هذه اللحظة، قامت خالتي سعدية نحو الباحة الخارجية للمنزل، وأوقدت النار بالتنور. سألتها عن حالة والدتي، فطمأنتني بتحسن حالتها. فحمدت الله في قرارة نفسي. عاد أبي من مسجد القرية، وهو يسبح لله في صمت. وضع سبحته بجانبي على الكاطري. ثم ذهب إلى الحظيرة، ليطمئن على البهائم. وشيئا فشيئا بدأ غسق الفجر ينجلي. ليفسح المجال لضوء النهار. مع أصوات الحيوانات، وتغاريد الطيور، وحركات الفلاحين وهي تملأ فضاء القرية. أقبلت خالتي سعدية حاملة قدر مليء بحريرة الشعير، المطعمة بالزعتر البلدي. مع صحن مفعم بالتين المجفف. وأثناء تناولنا لهذا الفطور الشهي. همست في أذن أبي قائلا:
- هات عشر قطع ذهبية نابليونية، لنعرضها على التاجر اليهودي ليفي بملاح دمنات .
فأومأ لي أبي برأسه موافقا. وقام إلى تخت المنزل، ففتح بابه. كانت بداخله بضع حبات من اليقطين، وأمرني بأن أحمل بقطينة كبيرة وأضعها على ظهر الدابة.وذهب للإتيان بقطع الذهب. سألته:-
-وما حاجتنا باليقطينة؟
فأجاب مبتسما:
- حتى إذا سألنا أحدهم بدمنات ، نجيبه بأننا جئنا لنبيع اليقطينة.
غادرنا منزلنا في جد ونشاط، نمشي بخطوات متسارعة. حتى وصلنا إلى الطريق الرئيسية المؤدية إلى حاضرة دمنات.  وكانت في ذلك الصباح، مزدحمة بقوافل الفلاحين من سكان تاودانوست والقبائل المجاورة. كانوا يمتطون دوابهم، متجهين صوب دمنات، لقضاء أغراضهم وشراء مستلزمات بيوتهم. وعلى حين غرة، مر علينا ثلاثة فرسان فرنسيين فوق ظهور جيادهم. فشرع الفلاحون في تحيتهم:
- بونجور مسيو. بونجور مسيو.
وقام أحد الفلاحين بأداء التحية العسكرية لأحد الفرسان قائلا له:
- هذا تعظيم سلام لك، وتعظيم سلام لحصانك.
فأجابه العسكري بفرنسية سريعة، لم يفهم منها الناس شيئا. ثم ما لبث ان توقف جميع من في الطريق. عندما مرت سيارة المراقب العام الفرنسي، من نوع بوغاتي مكشوفة السقف. وكان يرتدي لباسا عسكريا أزرقا بأزرار ذهبية. تعرف أحد الفلاحين من دوار القنضرات على أبي. وأخذ يتبادل معه أطراف الحديث. فسمعت من ذلك الفلاح ما يفجع القلوب. حكى لأبي عن نفوق عدد كبير من أغنامه ودوابه. وعن فراغ بيته من المؤونة. قال هذا المسكين لوالدي:
- سأكون محظوظا إذا انتهى هذا العام وبقيت على قيد الحياة.
أما أنا فكان كل همي أن نصل إلى الملاح. لنبيع قطع الذهب للسيد ليفي. وأن أرى البنت اليهودية الجميلة حنا. ولما اقتربنا من باب إعرابن ، رأينا مشاهد حزينة، لأفراد من عائلات قادمة من ((أزغار)) .شبه عراة وحفاة الأقدام. تبدو عليهم أثار الجوع والمسغبة. يعترضون سبيل الفلاحين طلبا للمساعدة. أطفالهم يتأوهون ويصرخون. ونساؤهم يفترشن الأرض ويتوسدن الأسمال البالية بالساحة الخارجية لباب إعرابن . عبرنا بوابة باب إعرابن نحو داخل المدينة. لمحت من بعيد حانوت السيد لوازيس بائع الخمور. فسال لعابي على مشروب الكونياك والفينيكس. سمعت الفلاح الذي كان يحاور أبي ينبهنا بصوت خاطف:
- هان أسبايسي هان أسبايسي.
ولم يكد أبي ينتبه لتحذير هذا الفلاح، حتى وقف أمامنا عنصر من قوات السبايس. سأل والدي:
- ماذا يوجد بداخل (( الشواري ))؟
فقام والدي على الفور وفتح (( الشواري ))، فرأى السبايسي حبة اليقطين. وخاطبه والدي:
- الله يجيب للي يشريها من عندنا.
فرد عليه السبايسي بلطف:
- مولانا عوين.
دخلنا إلى حي الملاح اليهودي، عند مدخل مدينة دمنات. كان ذلك الصباح في ذروة نشاطه. عشرات من الزبناء، والتجار يملئون الممرات مثل خلية النحل. والتجار اليهود يشحنون البضائع فوق الدواب. وأصحاب الحرف من اليهود في حركة ونشاط. صانعو الأحذية منهمكون في عملهم. وأصوات ماكينات الخياطة لا تتوقف. سمعت خياطة يهودية تخاطب مساعدتها ساخرة:
- خفي يديك وديري خياطة أيت مديوال.
مطارق الحدادين تعجن الحديد عجنا. مصدرة أصواتا إيقاعية متناغمة. وبائعو خمر الماحيا يعرضون هذا المشروب في جرار وقوارير. طالبين من الزوار والعابرين أن يرشفوا ويتذوقوا ليتأكدوا من جودة المنتوج. فتذكرت صديقي المعياضي وخليلته الرومية بفندق إيشان. حوانيت الجزارين غاصة بالزبناء. متسوقون يتفرجون على صانع أحذية يهودي، أعمى وهو يعمل بسرعة وإتقان موزعا المسامير بدقة على حواف الأحذية مع طرقها بالمطرقة . وفي الركن الملاصق لكنيس اليهود، تتوزع حوانيت بائعي الكتان. حيث يوجد حانوت  السيد ليفي بائع الأقمشة المشهور بالملاح. كان يجلس على كرسي فخم. مرتديا جلبابا من نوع مليفة إنجليزية. بقلنسوة حمراء على الرأس. ووجه ممتلئ، وعينان مشعتان. حييته فرد علي قائلا:
- مرحبا بكم يا أهل تودانوست الطيبين. أنا في خدمتكم.
قلت له:
- جئناك بيقطينة كبيرة وطازجة. ستجد بداخلها بعضا مما وجدته بالخنجر.
فهم السيد ليفي المقصود. وقام على الفور بإغلاق دكانه. وتقدم أمامنا مفسحا لنا الطريق. حتى إذا وصلنا أمام بيته وسط الملاح. قمت بإنزال اليقطينة من على ظهر الدابة. فيما قام أبي بربطها بصخرة. ولجنا إلى داخل منزل السيد ليفي. وجلسنا على أريكة جلدية. قال ليفي مرحبا بنا :
- هذا يوم عظيم.
ناوله أبي قطع الذهب النابوليونية العشرة. فسأل والدي:
- هل عندكم منها الكثير؟
أجابه والدي:
- هذا هو الموجود في الوقت الراهن.
ولما انتهى السيد ليفي من فحص القطع الذهبية العشرة وتأكد من جودتها قال:
سأعطيكم مقابلها 5000 فرنك.
فرد عليه والدي:
- جئناك بعشرة دبلونات وليس بخمسة بصلات.
هذه القطع تستحق أكثر من هذا المبلغ يا ليفي.
رد علينا ليفي:
- لا بأس سأضاعف المبلغ ليصبح 10000 فرنك.
دخلت علينا زوجته الجميلة، حاملة صينية نحاسية عليها كؤوس من الشاي، مع زبدية من العسل.
- تفضلوا ياالتاودانوستيين (( نتشاركوا معاكم )) الطعام.
قال لنا السيد ليفي مبتسما. مددت يدي لأتناول كأسا من الشاي فمنعني والدي. قالت لنا زوجة ليفي  مرحبة:
- مرحبا وألف مرحبا بناس تاودانوست العزاز.
نظر أبي في وجه السيد ليفي وقال له بحزم:
- أعطيني 20000 فرنك والله يربحك.
- بزاف بزاف يا تاودانوستي.
رد علينا ليفي مقطبا جبهته.
- وشاحال للي ما بزاف يا ليفي؟
قلت له بهدوء. وقف والدي متأهبا للمغادرة وطلب من ليفي أن يعيد إليه القطع الذهبية قائلا:
- أعد لي قطعي الذهبية يا ليفي. لأن مكان بيعها هو بمراكش أو الدار البيضاء.
فقال له هذا الأخير:
- لا واه خذها لسويسرا. اقعد اقعد للأرض اتاودانوستي شحال قاسح .
دخل السيد ليفي إلى عمق بيته. وبعد لحظات عاد وفي يده مبلغ 20000 فرنك. سلمها لوالدي عدا ونقدا. فضرب أبي بكفه على كف ليفي قائلا:
- الله يربحك يا ليفي.
تناولت كأس الشاي بالعسل. فكان أذكى وألذ كأس شاي شربته في حياتي. وتساءلت لماذا يعشق المسلمون شرب الشاي بالسكر. في حين يفضل اليهود شربه بعسل النحل.وعندما هممنا بمغادرة منزل السيد ليفي. دخلت علينا ابنته الجميلة حنا، رفقة شابة يهودية من جيرانهم. فغمزتني حنا بعينها اليسرى، مبتسمة ابتسامة عريضة، ظهرت منها نواجدها البيضاء. ودعتنا زوجه ليفي بدعوات الخير والبركة منوهة بنا:
- هذا بيتكم تعالوا إليه في أي وقت تشاؤون. لأن مكانتكم في العين والقلب.
والسيد ليفي يوصي أبي بإلحاح:
- أنا في انتظار قطع الذهب الأخرى.
- -إن شاء الله.
  رد عليه أبي بابتهاج. غادرنا منزل السيد ليفي متجهين صوب الدكاكين التجارية بزنقة الزيواني . هناك انتقى أبي كل ما لذ وطاب من السلع المطلوبة للمعيشة. من شاي وزبيب، وسكر وحلويات، وتمر ولحم. وبعض من الأغراض الأخرى كقطع الصابون وقراطيس الشمع، والحناء، وكحل العين والتوابل. حتى امتلأت كفتا (( الشواري )) عن آخرها. وقفلنا عائدين، لا تكاد الأرض تسع لفرحتنا. رفع أذان صلاة الظهر. عندما وصلنا مشارف وادي مهاصر. نزل أبي إلى ضفة الوادي، فتوضأ وصلى. واستأنفنا المسير. قال لي أبي ضاحكا:
- عليك أن تعلم بأن اليهود يعبدون الذهب. ويحترمون من عنده الذهب، حتى لو كان من أرذل الناس. 
وأضاف ساخرا من دعوات زوجة ليفي:
- زوجة ليفي لم تكن تقصدنا في دعواتها. بل كانت تقصد معدن الذهب الذي يسكن روحها. 
أما أنا فقد سيطرت على بالي، غمزه البنت الفاتنة حنا. وأضرمت النار في قلبي. وتركت فيه حفرة عميقة. وجعلتني لا أفكر في شيء سواها. وتساءلت في داخلي، ماذا تريد مني حنا بغمزتها؟ هل غمزتني طمعا في الذهب؟ هل تستدرجني إليها طمعا في أمر لا أعلمه.؟ وصلنا إلى منزلنا بالقرية. ساعدت أبي في نقل المشتريات إلى داخل المنزل. كانت والدتي جالسة على الكاطري. سألتني بصوت تتخلله حشرجة:
- هذه مشتريات كثيرة تبارك الله.
أجبتها قائلا:
- نعم يا أمي، كل هذه الأغراض اشتريناها من مدينة دمنات.
ساعدت خالتي سعدية في ترتيب الأغراض بداخل تخت المنزل.اما أبي فقد استلقى على حصير في (( أغدمي )) ليستريح. وأنا صعدت إلى غرفتي بتامصريت. استعرض مفاتن البنت الفاتنة حنا. حتى كدت أراها مثل طيف واقفة أمامي. ووجهها يلوح لي على درجات السلم. وعلى زبدية الفطور. على الأرض وعلى الشمس، وفي القمر. فقررت ما أن تشرق شمس الغد حتى اذهب لرؤيتها.
في الصباح الباكر دلفت إلى ثقب في جدار المنزل. كان والذي قد خبأ فيه هدية القائد. تناولت خاتما ذهبيا مرصعا بالياقوت الأخضر، ووضعته في يدي. لأعرضه على أحد الصاغة اليهود بالملاح. لاحظت أن والدتي قامت لتساعد خالتي سعدية في تهيئ وجبة الفطور. لقد استعادت عافيتها ولله الحمد. بعد تجهيز الفطور، تحلقنا حول المائدة. وتناولنا حريرة الشعير المطعمة بالزعتر. قبلت يد والدتي، ويد والدي، واستأذنتهما للذهاب في جولة بأيت معياض. فطلبت مني والدتي، ألا أتأخر عن حضور وجبة الغذاء. قصدت ضيعة السفرجل والبرقوق الواقعة عند مشارف عين تشاطت. ولما وصلتها ملأت السلة عن آخرها بهاتين الفاكهتين. ومثل الثعلب الجائع عبرت البساتين والحقول بسرعة. حتى وصلت إلى حي الملاح اليهودي. فتحلق حولي الكثير من اليهود يستفسرونني عن محتوى السلة. فأزحت أوراق الكروم عن السلة وقلت لهم:
- هذا سفرجل وبرقوق، جئت به إلى السيد ليفي. وصلت أمام بيت السيد ليفي. وكانت البنت الفاتنة حنا منهمكة في كنس عتبة منزلها وهي تدندن:
- هاكا ماما عطي لماما.
ترتدي تنورة قصيرة، وسروالا وصدرية مطرزتين بخيوط من الصقلي الذهبية. مع خلخال فضي في كاحل قدمها. ناديتها بصوت منخفض:
- حنا حنا.
التفتت إلي وما أن رأتني حتى أحمر وجهها. سألتني:
- ما الذي أتى بك هذا الصباح؟
ناولتها سلة السفرجل والبرقوق وقلت لها بلطف وأدب:
- هذه هدية من الضيعة. قطفتها لكم خصيصا هذا الصباح.
تناولت السلة من يدي ووضعتها على عتبة منزلها. ثم دخلت إلى غرفك المتلاشيات خارج منزلها. تعقبتها على الفور. همست في أذني:
- قل لي بصراحة، أما يزال عندكم الكثير من قطع الذهب؟
أجبتها مستغربا:
- الله اعلم يا حنا .
فردت علي:
-أبي جاهز لشراء كل ما عندكم من قطع ذهبية. وبأي ثمن تريدون. ورجاء لا تبيعوا الذهب لأحد غير والدي ليفي.
تعمدت حنا الاقتراب مني حتى حشرتني في زاوية ضيقة. لم أستطع مقاومة إغراءها واحتكاكها بجسدي. ووقعت معها في المحظور. لم أتمالك نفسي. فكانت لحظات سعادة لا تنسى. مرت بلمح البصر. وأنا ما زلت لم ألتقط أنفاسي، مدت حنا يدها إلى يدي ونزعت منها الخاتم الذهبي المرصع بالياقوت. ووضعته في يدها. وأنا صامت جامد في مكاني مثل الصنم. لاحظت حنا شدة تعلقي بها فأمرتني قائلة:
- في المرة القادمة سأمنحك كل ما تريده، بشرط أن تأتيني بقطع من الذهب والمجوهرات.
أجبتها منتشيا:
- الخاتم الذي نزعته من يدي هو خاتم غالي الثمن.
في هذه الأثناء، سمعت نداء أمها فهرعت مسرعة نحو منزلها. وبعد لحظات خرجت هي وأمها. قالت لي مدام ليفي مبتسمة:
- في المرة الجارية جيب معارك تيموما وتيفراخ.
- إن شاء الله يا مدام ليفي.
قلت وقلبي يتقطع حسرة على الخاتم الذهبي الذي سلبته مني حنا في لحظة نشوة عابرة. أدرت ظهري لهما مودعا . وغير بعيد عن منزل حنا. سمعت صوتا أنثويا يناديني:
- تعالى يا التاودانوستي.
فالتفت إلى مصدر الصوت. وإذا بي أمام بنت فارعة الطول جميلة الوجه. ترتدي تشاميرا أبيض شفافا وتلف عنقها بشال أحمر. سألتها:
- من أنت؟ وكيف عرفت اسمي؟.
فردت علي بجرأة محدقة في وجهي بعيون مثل الصقر:
- أنت صديق حنا ليفي. لقد سمعت كل ما دار بينكما من كلام.
ودون أن أنبس ببنت شفة. تركتها مسرعا مثل هارب من طوفان. فتعقبتني قائلة:

- مماذا تخاف يا تاودانوستي. أنا أيضا أعطيني الذهب وتكمو في حتى لتيبضين


 

 

 



3127

6






تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- شكرا لكم.

أستاذ محمد

شكرا على هذه القصة التاريخية الممتعة والله اني قرأتها لعدة مرات متخيلا تلك المرحلة التاريخية التي عاشها اجدادنا بحلوها ومرها احيي الكاتب على أسلوبه الجميل في السرد واحيي موقع ازيلال 24 على نشره لهذا المحتوى الادبي القيم ويا حبذا لو نشرتم البريد الإلكتروني للكاتب من اجل التواصل.

في 04 شتنبر 2023 الساعة 31 : 19

أبلغ عن تعليق غير لائق


2- قصة رائعة

محمد الاحمدي

هذه الرواية من روائع تاريخ دمنات في حقبة زمنية كانت تحت سيطرة الخونة التابعين للأستعمار وما زال نسلهم يذكر واسمائهم معروف
الرواية بل ان هذه الوثيقة تستحق ان تتحول الى سيناريو لفلم تاريخى ولي اليقين انه سينحج على غرار فلم عبد الكريم الخطابى الذي تم اخراجه السنة الماضية وارى ان هذا السناريو بدمنات سيكون احسن وانجح لان القصة تحكي احداث متسلسلة وشيقة عكس فلم عبد الكريم الخطابى الدي يحكي عن معركة وانتصار
نتمنى من بجد آذانا صاغية ومن المهتمين بدمنات من يقوم بمحاولة الى المركز السنمائى او وزارة الثقافة او من سيمول الفلم
على كل حال شكرا جزيلا للاستاذ عصام صولجاني

في 05 شتنبر 2023 الساعة 58 : 17

أبلغ عن تعليق غير لائق


3- معكم

بدر الزيتوني

والله انها فكرة جيدة ، ان توم بلدية دمنات بتميل الفيلم ولن يتطلب الكثر بحيث سيستعان بممثليم محليين من اهل المنظقة وان الديكورات هي طبيعية وهناك الملابس التى تحتاج الى مزانية متوسطة ... انا مع الفكرة واتمنى من السيد عصام ان يتحرك كما انى اوجه النداء الى كل المبدعين والفنانين واهل الفن بالتفكير في هذه المبادرة ونحن معكم قلبا وقالبا

في 10 شتنبر 2023 الساعة 55 : 16

أبلغ عن تعليق غير لائق


4- من روائع التاريخ

سعاد اكيوظ

اتابع بشغف كبير هذه السلسلة الشيقة التى تؤرج حقبة من الزمن من تاريخ منطقتنا ، وللأسق الشديد ان تاريخ منطقة ازيلال شحيح وليست هناك وثائق يمكن الإعتماد عليها وكذلك ليس هناك مؤرجون وباحثون يمكنهم النبش فيه وكتابته ، مع الأسف الشديد ، اننا لا نعرف عن منطقتنا ما يمكن ان نعرفه وان هناك كثب قليلة في هذا المجال وكتاب قليلون حاولوا كتابة ما يروى شفاهيا فقط على سبيل المثال ما قام به الأستاذ مصطفى فرحات ــ ابزو ــ وحماد الله حدو ــ ازيلال ــ ونرى ان بعض الباحثين لا تهمهم دراسة تاريخ الإقليم ويلجأون البحث فى ميادين اخرى كالموسيقى والشعر .. بدل ابحث عن تاريخ المنطقة .

اعجبتنى كثيرا سلسلة "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "
الجزء الأول والثاني وكما اشار البعض ان هذه السلسلة تحتاج ترجمتها الى فيلم وسيكون ناجحا 100 في 100 وجب طرح الفكرة على وزارة الثقافة او الإتصال بأحد المنتجين بمراكش من ابناء دمنات ، لم اعد اتذكر اسمه
انا مع الفكرة
تحياتي

في 24 شتنبر 2023 الساعة 39 : 12

أبلغ عن تعليق غير لائق


5- يوميات شاهدة على تاريخ عريق لمدينة دمنات

دمناتي

ان ما اتار انتباهي هو تاريخ هده اليوميات شاهد على فترة عاش فيها اليهود المغاربة جنبا الى جنب مع اهل دمنات ومعاناتهم بعضهم البعض والرواج الاقتصادي الدي عاشته دمنات متلها كمراكش وفاس رغم الا ستعمار الفرنسي لكن تبقى دمنات هي دمنات

في 24 شتنبر 2023 الساعة 48 : 22

أبلغ عن تعليق غير لائق


6- اليهود الأمازيغ

محسن بدر

سلسلة شيقة واشكر الأستاذ عصام صولجاني الذي اختارها وبحث عن الوثائق او من كتاب فريد ونشرها مشكورا .
خلال التسعينات ، زرت مكتبة الأخ الفتاوي هو الأخر له مكتبة مهمة و وثائق تؤرج حقة الإستعمار الفرنسي واذاله بمدينة دمنات
دمنات مدينة العرفان ، ولها تاريخ كبير لكن تم اهمالها من طرف اهاليها ونحن المسؤولون .
دمنات كانت ستضاهي مدينة فاس ، حيث كانت تعيش فيها كل الإجناس من عرب وأمازيغ و يهود .
دمنات ، طرق القوافل التجارية التى كانت تأتي اليها من الشرق وتعبرها اتجاه مراكش مرورا بفم الجمعة و ابزو .

وهذه السلسلة ، كما جاء على لسان بعض الإخوة فى التعاليق ، تورخ بطولات اهلها ، فاليهود الأمزيغ عاشوا فيها في أمان مع الأمازيغ ، وهذا لم ينكره اليهود المغاربة القاطنين في إسرائيل .
ودمنات كانت معقل التهامي الكلاوي والفرنسيين ، الذين اهانوا السكان ، ومازال اسم الخونة يتردد على السنة كبار السن وأحفادهم وما زالت اساء ابنائهم يحملونها ونحن لسنا ضدهم ، بل ضد اجدادهم .
المهم ، واني مع طرح فلم وثائقى لهذه السلسلة ، او فلم تاريخي ، ولو اتصلتم مع المخرجة فاطمة بوبكدي صاحبة سلسلة " حديدان " لي اليقين انها سيرحب بالفكرة ، واني سأحاول الإتصال بها او بأخيها الكاتب إبراهيم بوبكدي وسأطرح عليهما الفكرة .
مودتي

في 25 شتنبر 2023 الساعة 19 : 10

أبلغ عن تعليق غير لائق


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



متى سيفهم العرب أن العلمانية ليست الإلحاد؟بقلم : هاشم صالح

دمنات:احتفاءا باليوم العالمي للمرأة ..نزلاء دار الطالبة يركبون صهوة الإبداع للتحدي!!

التحرش الجنسي عند العرب وعلاقته بالعولمة . بقلم :هايدة العامري

تفاصيل جديدة و مثيرة: الشرطي الذي قتل 3 من زملائه بمشرع بلقصيري عاد لتوه من الناظور

أزيلال : المجلس العلمي : ينظم ندوة تحت عنوان "مكانة المرأة في الاسلام "

حادثة سير مميتة ببني ملال ...وما زالت شاحنات الأزبال تحصد الأرواح

زيارة ملكية مرتقبة في بحر شهر أبريل

أقوى لحظات اليوم الدراسي للفريق النيابي الاستقلالي بدمنات

دمنات: حزب الميزان فى " الميزان " والكفة اليسرى مائلة ...

يوم مشهود من تاريخ دمنات.بقلم: أبو كوثر المغاربي

دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخرة ..جميع الحلقات + الحلقة الأخيرة

دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 03 ( الحلقة 01 و 02 ) بقلم : ذ: عصام صولجاني





 
جريدتنا بالفايس بوك
 
كتاب و أراء

انهيار “حزب الله” بعد الخطأ الفادح بقلم : الأستاذ : علي او عمو


الإخبار بجديد الإصدار حول: إمارة المومنين بالمغرب التأصيل والخصوصية والأثر إعداد وتنسيق: ذ_ محمد أكعبور مرشد


نزف على اوتار الزمن الهارب بواسطة : مـالة حبرشيد


نتائج زلزال المغرب ..... الايجابيات والسلبيات بقلم : محمد بونوار


هل ستذهب أموال صندوق دعم المتضررين من الزلزال الى مستحقيها ؟ أم الى حسابات الفاسدين على غرار أموال المخطط الأستعجالي للتعليم ؟ قلم : نصر الله البوعيشي


زلزال المغرب: حزن عميق بحجم هول الفاجعة ووطن في القمة بقلم : محمد إنفي


السلاح التكتوني أو الزلزالي بقلم : عبده حقي


سقطة أخرى تفقد ماكرون البوصلة! بقلم :اسماعيل الحلوتي


بحسهم التضامني، المغاربة يقدمون درسا جميلا في الحياة والمواطنة بقلم : محمد الفحل


ميشيل فوكو والموقف الأركيولوجي من الأنثروبولوجيا قلم : د زهير الخويلدي

 
دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخر .. ‎ بقلم ذ :عصام صولجاني

دمنات : من يوميات "عام البون بويهوكن وأعمال السخرة "الجزء 2 الحلقة 03 ( الحلقة 01 و 02 ) بقلم : ذ: عصام صولجاني


دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخرة ..جميع الحلقات + الحلقة الأخيرة

 
التعازي والوفيات

أزيــلال : تعزية ومواساة في وفاة المشمولة برحمته والدة الأخت


تعزية اعضاء فدرالية الجمعيات المغربية بالغرب الفرنسي الكبير الأوفياء للولاء الملكي في شهداء الزلزال الذي حل في المغرب

 
أنشطة حــزبية
 
انشطة الجمعيات

حركة المهندسين تضع كفاءاتها وخبراتها التقنية لإعادة بناء المناطق المتضررة بعد الزلزال

 
إعلان
 
أخبار دوليــة

خلال 24 ساعة.. زلازل تهز مصر وليبيا وتونس


مقتل دبلوماسي خليجي في مصر بطريقة مروعة

 
موقع صديق
 
النشرة البريدية

 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  الأخبار المحلية

 
 

»  الجهوية

 
 

»  الوطنية

 
 

»  الرياضــــــــــــــــــــة

 
 

»  الحوادث

 
 

»  كتاب و أراء

 
 

»  التعازي والوفيات

 
 

»  انشطة الجمعيات

 
 

»  أنشطة حــزبية

 
 

»  أخبار دوليــة

 
 

»  الجريــمة والعقاب

 
 

»  دمنات : من يوميات عام البون بويهوكن وأعمال السخر .. ‎ بقلم ذ :عصام صولجاني

 
 

»  حوارات

 
 
حوارات

الفنان العراقي الكردي فخري الكيكاني حاوره الشاعر العراقي : حســـين حســـن التلســـيني

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 
أدسنس
 

 

 

 

 

 

 

 شركة وصلة