في محطة الجرح
بقلم : مالكة حبرشيد
ها قد التقينا في محطة الجرح يا وطني ....
الحزن يغمر القلوب....الوجع يعصر الافئدة
سياط الطين تجلد الاجساد ...لا فرق هنا بين رضيع يصرخ ....عجوز عاجز....مقعد لا حول له...الكل يستجدي السماء .... العيون تبكي الليلة الليلاء ....حين اهتزت الارض...توقفت عقارب الساعة عند الفاجعة ...واحتضن التراب الاجساد والاهات ....النداءات والنواح...الانين والحنين....الكتب تلوكها الصخور....الثياب تعلكها الرياح....وسوط المسافات يدمي القلوب ...انياب الوقت تمضغ الامل ...الانتظار يفرك جباها بالوحل مجبولة....قرى الحوز في الرمس مدفونة...
والقلوب...كل القلوب نحو الله تضرع ...
الذكريات من تحت الانقاض تحكي...
وحش الزلزال ذي الانياب خلفها يركض
بلون الدمار يلاحق الشيب والشباب
لا يستثني الجدران والصخور والصور المرصوصة....لا يستثني الدمى ...قصص الاطفال والسبورة......من ممشى الى ممشى...من مدرسة الى مستوصف...
ساهمس في اذن الريح ...لعلها تحمل الرسالة الى ابناء يوسف ...احفاد المرابطين...سلالة السعديين والموحدين...أن دماء ابن تومرت تسري في الشرايين....حبل ود وتعاضدد ممتد عبر ربوع الوطن الحزين ...رافعة الاذان فوق الصوامع وسوس العالمة شاهدة :
حي على الجهاد ...من اجل البلاد والعباد....
المغرب مازال وسيظل صامدا في وجه الزلزال والاعصار ...بعون الله وسواعد اسوده سينبعث من عمق الدمار اقوى.....فالمحن وحدها تكشف معدن الشعوب الاصيلة....