وانا جالس فوق سطح منزلي ،وكان الجو معتدلا ،وفجاة رايت على بعد مني منازل متراصة لم تكن موجودة منذ غادرت بلدتي من اجل العمل كمعلم اولا ، وكاستاذ من بعد ، بالمجال التعليمي التربوي ... واذا بزاوية بالقرب من مكان جلوسي ،تنتصب عصا من شجر البلوط ، وقد تغير لونها حتى اصبحت داكنة وشاحبة . تبدو وكانها قد هرمت هي ايضا . فقمت إليها وقد عادت بي الذاكرة ، الى ايام استعمالها في مٱرب ومنذ زمان ، كانت تخصني في شبابي وفتوتي حتى كادت سنينا لا تفارقني كلما شعرت بغضب او تحقير من احد الموظفين المتغطرسين الإنتهازيين ، الذين ينسون انهم في خدمت الشعب وإسعاده . لكن هؤلاء المتجبرين يسبحون عادة ضد التيار الديموقراطي السليم . وكلما خطوت خطوة في إتجاهها محاولا التاكد هل هي فعلا عصاي المناضلة ! ! ! الا وتحركت وكانها تريد الفرار مني . وبخفة ولباقة امسكتها من ذيلها ورفعتها قبالة اعيوني ، فنطقت قائلة : ماهذا الغياب الطويل يارفيقي ؟. قلت الحمد لله اني عثرت عليك ؛ فمنذ زمان وانا ابحث عنك ، في كثير من الاماكن . قالت هنا وضعتني ولم تعد لي بصفة نهائية ، واضفت متحدثا معها ، ومستفسرا عن حالها وما جرى لها ، منذ فراقنا الطويل قالت: وهي تلتوي تارة ذات اليمين وتارة ذات اليسار : الم تعد يساري مثل ما كنت زمان سنوات الرصاص ؟. وكان هذا السؤال قد هوى علي كطلقة بندقية مسددة الى هدف معين قلت متلعثما : بلى لازلت يساريا محتشما ، لاني كبرت ولم اعد اجد من رفاقي القدماء من اقف بجانبه ويقفبالقرب مني ايضا ، رغم ان هناك ٱخرين منهم من لازال يدافع ويكافح من أجل سعادة الطبقة الكادحة والعاملة . قالت: كبرت وهرمت ما هذه النزوة الانتهازية التي اشم راىحتها في اقوالك .قلت : مهدئا إياها خوفا ان تنزل علي بضربة قد تكون هي النهاية لحياتي العادية . قالت: صحيح انتشر وباء الانتهازية في كل مكان وبين كل افراد المجتمع حتى تراجع النضال وتوقفت المسيرات السلمية ، ولم يعد اي احد يفوه ببنت شفة غضبية ثائرة ، وطلبت مني ان اضعها متكئة على باب خشبي بالقرب مني ولما وضعتها تلطخ جزء من جسدها بدموع حارة قائلة وبلهفة حارة : مات النضال وكثر المتبجحون الوصوليون الانتهازيون بالدفاع عن المظلومين والمقهورين ؛ وهم في حقيقة الامر يحتالون من اجل حماية مصالحهم الشخصية . حتى غدا المجتمع كله بؤرة الفساد والغش ، والتحايل على ضعاف الفكر والمغلوبين على امرهم . ولولا هذه الوقفات الرائعة التي يقوم بها رجال ونساء التربية والتعليم في كل جهة من جهات وطننا المقموع تحت تاطير وإشراف التنسيقيات بشتى انواعها المناضلة ، من اجل إحياء الكرامة والشهامة التي فقدناها منذ سنوات الرصاص ، فتنهدت وطلبت مني ان اضعها بزاوية بالقرب مني ، ولما اخذت نفسا طويلا رغم شحوبة وجهها . نطقت بحماس وبصوت عال ، وقد تهللت ملامح وجهه ا قائلة : قريبا ان شاء الله سيكون الفرج ونصبح احرارا نتمتع بالكرامة والشهامة ...
واسترخت بين يداي وسمعتها وقد بدا الكرى يغلبها تردد : الحمد لله ان لنا تغييرا جديدا يلوح في الفضاء القريب
إطلالة جديدة بعد غياب أخي العزيز سي محمد همشة . لقد استعدت ذكريات النضال والممانعة ضد الاستبداد والطغيان ، وفي ذلك حنين إلى المواقف المشرفة والمبدئية .المناضل الحق كالشجرة ، كلاهما لا يموت إلا واقفا .
تحياتي ومودتي الخالدة سيدي محمد ، ودمت طيبا وسالما من كل مكروه وأسرتك الكريمة
سي محمد الوحماني .
اتلجت صدري بمرورك النبيل ،المفعم بالعواطف الجياشة الصادقة ،وتمنيت في احر من الجمر اللقاء بك يوما ما ، حتى نجلس لاسترجاع الذكريات الذهبية التي طبعت في ذاكرتنا ، وخاصة ايام كنا تلاميذ مجدين في الدراسة ، بثانوية احمد الحنصالي ، وخاصة كذلك بثانوية ابن سينا ببني ملال .
ولولا هذا الحيز الضيق الخاص بالتعاليق ،لكتبت لك صفحات كثيرة نوستالجية ، حول ما قضيناه منذ سنوات السبعينات الى أوائل الثمانينات ، من ذكريات خالدة لا تبلى ...
اشكرك اخي العزيز على إحساسك الرفيع والمحفز لي من اجل الرجوع الى الكتابة المتواضعة على صفحات هذه الجريدة الرائدة (ازيلال24 ) ، التي تسعى جاهدة الى الرفع من قيمة كل من هو زيلالي يسكن بازيلال الخالدة او حتى الذي مر بها واعجب بها .
تحياتي الزكية بعطر الفل والياسمين وأقحوان مراعي جبال ازيلال الجميلة .
واخيرا وليس اخيرا ، ارجو ان تكون في كامل الصحة الجيدة والسعادة الشاملة ، انت وباقي كل افراد اسرتك المحترمين بالمغرب وبكندا .
أخي العزيز سي محمد ، كل ما قلته في حقي له وقع طيب جدا على قلبي المفعم بحبي وتقديري لك ، فمنذ تعارفنا في ربوع أزيلال الحبيبة ، نسجنا خيوط الصداقه البريئة والصافية ، وتقاربت أرواحنا وتآلفت أمزجتنا وطباعنا ، وحتى إذا لم نلتق ، فقلوبنا متعلقة ببعضها ولا يمكن أن تتجافى .
دامت المحبة الخالصة بيننا إلى أن نلقى الله على ذلك . تحياتي وتقديري لك ولأسرتك الكريمة بالمغرب وألمانيا وكل مكان .
دمتم في حفظ الله العلي القدير ، ونحن في انتظار المزيد من كتاباتك الجميلة التي تبهج أرواحنا
السلام عليكم سي همشة
راك غبرت علينا بزاف اتمنى ان التقي بك ان شاء الله واجالسك والبحث عن ذكرياات ازيلال التى لن تنسى مع محموعة من الأصدقاء الذين كبرنا معهم و مازالوا يحتلون مناصب الصداقة
تحيتى اليك تابع ايها الشهم
تحية طيبة خالصة لكما . ما اجمل ان تجد في نشرك نصا معينا ، اناسا طيبين قد فارق الدهر بينهم وبينك ،فلما قرات تعليقكما رجعت بي الذاكرة الى الزمن الجميل ، الذي كنت عيش بجانبكما في بلدة متواضعة رائعة .
ومهما حاولت التعبير عن مدى اشتياقي للقاء بكما ،فان جل الكلمات والمصطلحات العربية ، لن تؤدي مهمة الاحساس الكبير الذي شعرت به وانا اقرأ مروركما النبيلين ... شكرا جزيلا للاخوين العزيزين سي الوحماني وسي الطاوسي .اطال الله عمركما واسعدكما في الدنيا والٱخرة .