ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الرخـــا 05 ــمسة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
وانا شاب مراهق ، بدات كلاعب مهم ضمن تشكيلة فريقنا إتحاد ازيلال ، حتى اطلق علي جمهوري لقبا وهو الگوشي ،نسبة لكوني كنت العب برجلي اليسرى ، في يسار الهجوم ، وهكذا لم يكن من ينافسني في هذه الزاوية من الملعب ، ووجدت فيها راحتي ، وتفتحت براعتي وفنيتي الكروية ،حتى إني كنت احمل الكرة بين قدماي وانا ركد بسرعة لتقع امامي ، وقد تركت خصمي المدافع في جهته اليمنى بعيدا عني ، تحت تصفيقات الجمهور لي ، سواء كانت المقابلة بملعب ازيلال او خارجه ،وهذه الطريقة الفنية في اللعب هي ما يفعله اللاعب نيمار اليوم بالبارصا وباريس سان جرمان
، ولما شاءت الاقدار الإلاهية الحالية ، وانا ازور ملعب بايرن مونيخ ، تذكرت مساري الكروي الرياضي بازيلال ، وقلت في نفسي ٱه لو كانت هذه الزيارة ايام شبابي ولربما كنت من فريقها الصغار بجوار الكبار امثال رومينيگا وجير مولير وبريتنير ، ولكن الحمد لله على قدر الله خيره وشره ، ومرحبا بكل ما اعيشه الان
ومن اجمل ما اتذكر اثناء سفري مع فريقنا الزيلالي الجميل اتحاد اريلال ، انه لما انتهت مقابلتنا الكروية مع نهضة ابي الجعد ، رافقنا بعض المسؤولين لهذا الفريق تكريما لنا ، الى حانة فيها المشروبات المحرمة ، وفيها ايضا مشروبات عادية غازية غير محرمة ؛ وسالت احدا منهم عن المراحيض ، كنت في حاجة ماسة لقضاء رغبتي البيولوجية ، ولما دخلت المرحاض لتلبية رغبتي ، اذا برجل لم ار وجهه بالمرحاض المجاور لمرحضي ، الذي انا متواجد به ، يتجشأ كيتگرع ويصيح تبارك الله على سي الروج ، ويقصد بذلك افتخاره بشربه هذا النوع من الخمر ، ولما خرجت من المرحاض التقيت برفيقي حري لمرغزغ وحكيت له ما سمعته ، وانا داخل المرحاض ،فضحكنا معا ، وخلال رجوعنا الى ازيلال ، كان حري بين الفينة والاخرى ، يعيد علي ما حدث بالمرحاض ، محاولا تمثيل ذلك المشهد ، الى ان وصلنا الى ازيلال الخالدة.
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .(الجزء الثاني )
كتب : ذ : محمد همــشة
ما لا تعرفه الاجيال المعاصرة عن كيف تأسس فريق إتحاد ازيلال ، خلال اوائل السبعينات ، واعتقد ، إن لم تخني ذاكرتي فان هذا الفريق تاسس موسم 19711972 ،بفضل الله سبحانه وتعالي ومجهودات المرحوم (التوامي عاشور )الذي كان موظفا بقيادة ازيلال انذاك ، وله يرجع الفضل الكبير في ولادة هذا الفريق الذي لا يستطيع اي انسان طمس تاريخه الطويل الحافل بالبطولات والمواقف التاريخية ، والإنتصارات داخل ازيلال وخارجه .
لهذا لهذا فكرت ان اعطي للإخوة القراء الذي يتابعون كل ما
انشره في هذه الجريدة الإلكترونية المناضلة والرائعة ازيلال 24 نبذة تاريخية عن فريق إتحاد ازيلال حتى تترسخ في اذهانهم ما هي الملابسات والظروف المادية والمعنوية التي كان الرئيس اولا والمكتب المسير للفريق ثانيا ، في تلك الحقبة الحرجة ،يتوفرون عليها ؟.نظرا لضعف الإمكانيات وكثرة العراقيل التي كانت تعوق الرياضة بازيلال الجميلة كإنعدام وسائل التنقل للفريق من ازيلال الى ضواحي الدار البيضاء وجهات بعيدة عن ساكنة ازيلال، بحيت كنا نتنقل كلاعبين بسيارة الاجرة : طاكسي كبير ،وكان من بينها طاكسي المرحوم سيدي لحسن المعروف انذاك ،ثم كيف كان الملعب ٱنذاك ؟ الذي كانت تجرى فيه المقابلات الرسمية بازيلال ، وخاصة اذا علمنا ان جمهورنا كان يتابع طيلة المقابلات بحماس منقطع النظير ، اما ذهابا او ايابا بازيلال.ولا يتوقف عن تشجيعنا ،وكذلك كيف كان هذا التشجيع ؟ وهو واقف بين اشجار (تايدة )، والثلوج تتساقط عليه وعلينا ، ونحن داخل الملعب وجمهورنا يرتعد من شدة البرد وقساوة المناخ في تلك السنوات الممطرة والمرعدة بدون انقطاع طيلة اسابيع متتالية .
كنا نحن اللاعبين وخاصة الشباب الذي كان يتابع دراسته بإعدادية الحنصالي او بثانوية ابن سينا او موحا احمو ، او الحسن الثاني ببني ملال . نظرا لعدم وجود التعليم الثانوي التاهيلي بازيلال كما نراه اليوم ، والحمد لله
كان ملعبنا الوحيد والذي اصبح منذ عقود من الزمن ، حديقة عمومية (حديقة 20غشت ) ، بعد ان تم انجاز الملعب البلدي في اتجاه طريق ايت امحمد ، وكان ملعبنا ٱنذاك فاقد لاية مواصفات ، تبرز انه ملعب يستحق اقامة مباريات فيه لكرة القدم ، سوى شرط وحيد ،هو انه له الطول والعرض الكافيين ، ليعتبر انه مقبول من طرف عصبة تادلة لكرة القدم في ذلك العهد. ورغم هذا كان ملعبا محترما من طرف الساكنة ، وعندما نستقبل فريقا تابعا لعصبة تادلة. ناتي جميعا : رئيسنا سي عاشور التوامي يرحمه الله ، وكان إنسانا انيقا يعرفه
الجميع من بعيد بلباسه الانيق والجميل المكون من ( كوستيم ) اسود اللون وقميص ابيض لامع ناصع ، وبجانب هذا الرئيس المحترم ، طاقمه الذي يساعده وبعض موظفي القيادة ، ومدربنا الماشي ومساعده سي ادريس موظف بوزارة التجهيز وكان لاعبا قديما بالمغرب الفاسي ، يرحمهما الله معا . واغلب اللاعبين بملابسهم العادية امثال : كيلاني لحسن وحدوشي حدو ... وتلة من الناس ، قل ان تجد مثلهم في هذا الزمان والكل في ورشة تنظيفية وتهيئة للملعب ؛ وقد ترى من بعيد وانت ٱت الى الملعب : شاحنة تفرغ رملا رماديا بعد ان اداب وازال العمال كل الثلج الذي تساقط على ارض الملعب .ولازالت كل ازقة مليئة بالثلوج وحتى بشارع ازيلال الطويل الوحيد السرمدي الذي تغير اليوم وهو ايضا وكانه يرفض الجمود والإبقاء على حالة دائمة .
اما اين كان مستودع ملابسنا ؟ فهذه قضية اخرى تجاوزناها بعد ان تعودنا الخروج منه المستودع اثناء اقتراب موعد اجراء المقابلة او الرجوع اليه عند نهايتها ، وقد يتساءل القارئ العزيز : الم يكن هناك مستودع للملابس خاص بالفريق ؟ بلى كان ، ب (دار الشباب احمد الحنصالي ) والتي تعتبر مقرا للفريق ، ولكل ساكنة ازيلال في جل المناسبات الوطنية والدينية .
واذكر مرة ان المناسبة كانت عيد الشباب واعطيت التعاليم الرسمية للسلطة المحلية ، ان لا يدخل اي شاب ولا اي طفل الى هذه الدار التي كان لها شان كبير في نفوسنا . ولما دخل كل رجال السلطة المحلية و اعوانها وبعض من اسياد القبائل التي تاتي للإحتفال رغم انفها ، و لم يعيروننا اي اهتمام : نحن الشباب المتواجد ، خارج هذه الدار ...
لم نجد اية طريقة للدخول من اجل مشاركة المتواجدين بهذا الحفل ، المقام بداخل هذه الدار هناك .فاخذنا نفكر في الوسيلة التي تيسر لنا الولوج الى داخل هذه الدار ،وقال بعض الشباب منا : مارايكم نتدافع و ندق عليهم الباب بقوة ونهرب كلنا ، قبل ان يفتحوا الباب لمعرفة من ازعجهم . لكن قبل ذلك صعد شاب الحائط ، لا اتذكر الان اسمه فغير اسم اللوحة الخاصة لهذه الدار واضاف نقطة بطباشير ابيض ، ربما يحمله معه اينما ذهب ، يعبر به عن رايه فوق اي جدران بازيلال ، وخاصة التي تتواجد بوجهات كبيرة و واضحة ؛ فتغير اسم دار الشباب واصبح دار (الشياب )،
ونحن نضحك ونقهقه وتدافعنا الى الباب المسدود على (الشياب ) وهم يحتفلون داخل الدار ويتبادلون الحلوى وكؤوس الشاي المنعنع و شتى انواع (المونادا ) والخبز الرقيق المدهون بالعسل المصفى والسمن .
في هذه اللحظة احسسنا ان الباب سيفتح علينا ، ونحن في الخارج ، هربنا في اتجاهات متعددة ، وهناك منا من اصطدم بصديق له ، مخافة ان يقبضه احد اعوان السلطة ، ويقدم للقاىد الذي سيريله مباشرة الى السجن الوحيد الكائن بزاوي ة بالقرب من فران المرحوم المكي .
وبقي شاب لم يفر ؛ ولما فتحوا الباب ، سألوه من دق الباب بهذه الطريقة المتوحشة .اجابهم : لا اعرف واشار باصبعه الى اللوحة التي تغير اسمها من الشباب الى الشياب ، اقتلعها وحملها عون سلطة ٱخر الى قائد القيادة ، ولما اطلعوا عليها فتحوا لنا الباب ، ولم يعاقبوننا ،والحمد لله لم يرسل اي احد منا الى الزنزانة، بل رحبوا بنا جميعا ، لكي ندخل الى مكان احتفالهم بعيد الشباب . بدار الشباب لاحمد الحنصالي .
وهكذا اراد الله ، ان يدخلنا جميعا لنشرب الشاي ،ونذوق قطعا قليلة من الحلوى اللذيذة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الثـــ 03 ـــــالثة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
كنا شبابا متحابين نحن ابناء المخازنية ، بكل من الدوارين الاسفل: المتواجد اليوم بالقرب من العمارة التي بنيت مكان إسطبل الخيول التابعة للمخازنية ٱنذاك ، بجانب المستشفى القديم . والاعلى : الذي لازال ملتصقا بنفس هذا المستشفى القديم ، كما كنا نقيم مباريات لكرة القدم تتكلف بها دار الشباب لاحمد الحنصالي ، التي لازالت شاهدا تاريخيا رائعا للرياضة والمسرح والندوات وكل اصناف الثقافات التي كانت تجلب شباب السبعينات وما تلاها من سنوات العطاء والجد والعمل الذؤوب .
وكان الصراع بيننا نحن شباب القشلة ، اقصد بها ابناء المخازنية وابناء السوق ، فكان الشاب من القشلة مثلا : إن اراد التجول وحده بالسوق ، فإنه لا محالة سيتعرض للاعتداء من طرف بعض ابناء السوق ، والعكس صحيح ، لابناء السوق ذا حدث ان زار احدهم القشلة ، او تاخر في الملعب بعد انتهاء مقابلة به ، مساء او صباحا ؛ فإنه سينال عقابا
شديدا . وهنا اذكر ما كان يقع لاحد ابناء المخازنية وكان شديدا في مركز الدفاع داخل فريقنا نحن ابناء القشلة كان يدعى (الموح علي ) وكانت له بنية جسدية قوية بمجرد ان تراه تعتقد انه واحد من لاعبي الكرة المستطيلة لفرقة انجليزية ولا يستطيع اي مهاجم من فريق السوق ، ان يمر بسلام الى مرمانا ، لكي يسجل هدفا علينا .
وهكذا كنا لانتركه يذهب الى السوق وحده لقضاء مٱربه مخافةالاعتداء عليه والانتقام منهوهكذا كانت مرحلة كرة القدم بازيلال ، قبل تاسيس فريق اتحاد ازيلال (U.S.A ) .غير اننا كنا مسالمين نحن وفريق تانوت , وقد استطاع هذا الفريق الإنتصار علينا , وقد توج ببطولة فرق الاحياء ، وحمل لاعبوه كأسا رمزية ، خصصتها دار الشباب لفرق الاحياء ٱنذاك . كما كانت هناك فرق اخرى كفريق طلحة وفريق سيدي عبد الله واعتذر إن لم اذكر فريقا كان مشاركا في هذه البطولة نظرا لبعد الزمن بيني وبينها ...
ومن اجمل ما لازلت اتذكره، ، هو ان المرحوم مؤسس الفريق سي (التوامي عاشور ) ادخلنا نحن مجموعة من ابناء الفقراء وذوي الدخل المحدود في العمل المؤقت بالإنعاش والذي كان يسمى ب (البطالة ) ، وهي اننا كنا تعمل في البناء مع البنائيين ، نحمل الاحجار ونضعها فوق الشاحنات وقد كنا ناتي به من مكان خارج ازيلال ، يدعى ب (إخرخودن ) او إمزرا، نسبة لكثرة إزران وهي (الحجر ) باللغة الامازيغية وابناء ازيلال يعرفون هذا المكان ، وهو بالقرب من الفحص التفني الموجود الان خارج المدينة في اتجاه بين الويدان وافورار.
وكم كانت فرحتنا كبيرة ، ونحن بعض لاعبي الفريق الفتي اتحاد ازيلال على ظهور شاحنات ، اما متجهتين لملإها بالاحجار الثقيلة او لإفراغها ، بالقرب من مركز البريد بالقشلة (الكانتيرات ) ، حيت نجد بعض البنائين يستعملون مطارقهم
وهي تحدث اصواتا كلما اخذ البناء ، ينحتها ويطرق عليها لكي تصبح صالحة للبناء ...
والجميل في هذا كلها اننا نحن شباب ذلك العهد من بنى وشيد ، بحمل الاحجار الثقيلة و الكبيرة على ظهورنا الى تلك المساكن الوظيفية التي سكنها من بعد قائد ازيلال ، ومن يساعده من موظفي وزارة الداخلية . واعتقد أنها لازالت تسلم لكل موظف جديد بعد ان انتقل من كان يسكن بها قبله ، او تقاعد وغادر الوظيفة العمومية.
كل هذا العناء والتعب من اجل الحصول بعد خمسة عشر يوم من العمل الذؤوب والشاق ، على كيس من الدقيق الامريكي الذي خصص لمساعدة الدول الفقيرة ، والله اعلم سبب تلك المساعدة ، اهي كانت فعلا مساعدة انسانية ، ام سياسية صهيونية .
المهم ناخذ كيس الدقيق وخمسة ليترات من زيت المائدة في قبو قصديري امريكي ، ونذهب به يوم الخميس الى السوق الاسبوعي القديم ونبيعه للرحل والكسابين ، الذين كانوا ياتون من كل نواحي ازيلال . وهكذا نحصل على مبلغ خمسة وسبعين درهم (75درهم ) ، نشتري بها ملابس جديدة ، نلبسها ونفتخر بها ، وقد تكون السبب في مرورنا ببعض الازقة حتى تراها وترانا بعض جميلات تلميذات مؤسساتنا إعدادية احمد الحنصالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الرابـ 04 ـعة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
و من اجمل ما زلت اتذكره عن ايام العمل المؤقت اوائل السبعينات لما كنت في اوج قوتي وشبابي تلك اللحظة التي ناتي فيها الى امام مدخل القشلة القديمة التي دائما يكون ببابها حارس من القوات المساعدة لكي تتم منادات كل العمال من طرف مخزني من القوات المساعدة والذي كان متكلفا بورش البناء لانه فعلا بناء ماهر رغم ان مهنته مخزني ولكنه كان لا يتقن القراءة ولما ينادي لاسماء كل العمال والبنائين الذي سيعملون في ورشات متعددة خاصة ببناء مكاتب ومنازل تابعة لقيادة ازيلال ننتظر بشغف كبير انا وبعض الشباب الحاضر لائحة الغياب التي لابد من القيام بها كل صباح قبل الشروع في العمل لمعرفة الحاضرين من المتغيبين عن العمل في ذاك الصباح وهكذا تستمر العملية اسبوعا او شهرا حسب الورشات المخصصة لهذا الغرض السالف الذكر من البناء والتشييد
وهكذا نكون جميعا كل صباح واقفين على شكل نصف دائرة ننتظر ذكر اسمائنا من اجل الاجابة بكلمة حاضر تاكيدا على حضورنا وذات صبا كنا انا وصديق "حري المزغزغ" نقف جنبا الى جنب من اجل الضحك على اخطاء المخزني البناء لما ينادي من خلال لائحة كادت ان تتمزق من كثرة فتحها واغلاقها مرات عديدة ولما يشرع وبصوت مرتفع في النداء علينا كان يخطا في قراءة بعض الاسماء لزملائنا العمال بهذه الورشة واذكر لكم بعضا من هذه الاخطاء فكان ينادي على المرحوم افلاح حسن كان يقول اقلاح حسن لان هذا المخزني البناء كان قد درس بالكتاب ولم يدرس بالمدرسة فكان حرف الفاء بنقطة واحدة فوق الحرف يقرأها قافا فييقول اقلاح بدل افلاح لانه الف ان حرف الفاء مثل مانجده في القرٱن الكريم له نقطة اسفله وهنا ننفجر نحن الشباب بالضحك محاولين إدخال بعض قطع الاثواب في افواهنا مخافة غضب المخزني البناء المسؤول عنا وقد يستمر في المناداة على الشكل الاتي بو اغروم صاحب الخبز ، مطيشة نسبة الى الطماطم وهي كنيات عمال كهول يعملون معنا في هذه الورشات
وهكذا تستمر اطوار هذه المسرحية الكوميدية الصباحية قبل توزيعنا على الشاحنات إما من اجل توفير الاحجار الكبيرة او لتوفير الرمال الكافية للبناء وهنا كان من حق البناء ان يطلب من المخزني المكلف بنا جميعا احد العمال للعمل معه طيلة ذلك اليوم وهنا كنت اشعر بالكرامة والعزة والإفتخار وبلا مبالغة ان بعضا من البنائين كانوا يطلبون من المخزني البناء مسبقا قبل توزيعنا على العمل ان اعمل معهم لاني كنت لم اعرف بعد ما معنا الغش في العمل وهو الامر الذي علمني اياه صديقي "حري المزغزغ" الذي كان يتهاون في حمل الاحجار الثقيلة الى الشاحنة المخصصة لها ولازلت اذكر انني اشتريت بدقيق وزيت هذه الورشات قميصا رياضيا اصفر اللون يجسد وكأني من محبي المغرب الفاسي وهو الامر الذي كان لاعلاقة لي به نهائيا وهكذا كنت ٱخذ الحجر الثقيلة وبنية حسنة في العمل فوق قميصي الرياضي الجديد واضعه على الشاحنة او عند حمله لمساعدة البناء الذي اكون في خدمته واحمل اليه عبر سلم العمل سطلا ثقيلا حتى اضعه للبناء الذي يعمل معي وهو في كامل الفرح بان له شابا يعمل بجدية واحترام كبير
واذكر مرة اننا كنا نغلق بابا صغيرا بدوار المخازنية العلوي الموجود حتى اليوم محاديا للمستوصف لهذا الدوار بالقرب من الحديقة العمومية عشرين غشت من اجل حصر بعض الكلاب الضالة وضربها وتمتع بذلك وهو ما كنا لا نحس به ٱنذاك نظرا لطيشنا وعدم وعينا بما يسمى اليوم يالرفق بالحيوان نسال الله ان يغفر لنا ويرحمنا ويتوب عنا لاننا كنا خاطئين وبينما نحن واقفين ننتظر تاكيد حضورنا للمخزني البناء المكلف بنا اذا بالمرحوم اختار احماد وهو ايضا كان لاعبا بفريق اتحاد ازيلال يقف بجانبنا انا و حري وهو يضحك قائلا لقد قتلته هذا الصباح بضربة واحدة قبل ان يخرج من الباب الضيق للدوار وانفجرنا بالضحك نحن ايضا انا وحري المزغزغ وقلت له من هذا الذي قتلته هذا الصباح يا احمد ؟ فقال وهو فخور جدا يتبع كلامه بإشارأت يديه يصف كيف تمت عملية القتل واضاف قتلت الكلب بضربة واحدة ولم اضف له ضربة ثانية وهنا لم نستطع حصر ضحكنا حتى التفت الينا كل الحاضرين معنا وغضب المخزني البناء المكلف بنا جميعا وارسلني انا وبغضب الى شاحنة مستعدة للعمل لحمل الاحجار طيلة هذا اليوم ، وارسل صديقي المزغزغ الى شاحنة اخرى خاصة بحمل الرمال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الرخـــا 05 ــمسة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
وانا شاب مراهق ، بدات كلاعب مهم ضمن تشكيلة فريقنا إتحاد ازيلال ، حتى اطلق علي جمهوري لقبا وهو الگوشي ،نسبة لكوني كنت العب برجلي اليسرى ، في يسار الهجوم ، وهكذا لم يكن من ينافسني في هذه الزاوية من الملعب ، ووجدت فيها راحتي ، وتفتحت براعتي وفنيتي الكروية ،حتى إني كنت احمل الكرة بين قدماي وانا ركد بسرعة لتقع امامي ، وقد تركت خصمي المدافع في جهته اليمنى بعيدا عني ، تحت تصفيقات الجمهور لي ، سواء كانت المقابلة بملعب ازيلال او خارجه ،وهذه الطريقة الفنية في اللعب هي ما يفعله اللاعب نيمار اليوم بالبارصا وباريس سان جرمان
، ولما شاءت الاقدار الإلاهية الحالية ، وانا ازور ملعب بايرن مونيخ ، تذكرت مساري الكروي الرياضي بازيلال ، وقلت في نفسي ٱه لو كانت هذه الزيارة ايام شبابي ولربما كنت من فريقها الصغار بجوار الكبار امثال رومينيگا وجير مولير وبريتنير ، ولكن الحمد لله على قدر الله خيره وشره ، ومرحبا بكل ما اعيشه الان
ومن اجمل ما اتذكر اثناء سفري مع فريقنا الزيلالي الجميل اتحاد اريلال ، انه لما انتهت مقابلتنا الكروية مع نهضة ابي الجعد ، رافقنا بعض المسؤولين لهذا الفريق تكريما لنا ، الى حانة فيها المشروبات المحرمة ، وفيها ايضا مشروبات عادية غازية غير محرمة ؛ وسالت احدا منهم عن المراحيض ، كنت في حاجة ماسة لقضاء رغبتي البيولوجية ، ولما دخلت المرحاض لتلبية رغبتي ، اذا برجل لم ار وجهه بالمرحاض المجاور لمرحضي ، الذي انا متواجد به ، يتجشأ كيتگرع ويصيح تبارك الله على سي الروج ، ويقصد بذلك افتخاره بشربه هذا النوع من الخمر ، ولما خرجت من المرحاض التقيت برفيقي حري لمرغزغ وحكيت له ما سمعته ، وانا داخل المرحاض ،فضحكنا معا ، وخلال رجوعنا الى ازيلال ، كان حري بين الفينة والاخرى ، يعيد علي ما حدث بالمرحاض ، محاولا تمثيل ذلك المشهد ، الى ان وصلنا الى ازيلال الخالدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الســـا 06 ــدسة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
اذكر يوما ، رجعنا الى ازيلال ، بعد ان اجرينا مقابلة رياضية في كرة القدم ، خارج ميداننا ، بالقسم الهواة الثالث (طبقا للتسمية القديمة ٱنذاك ) ،وقبل ان يذهب كل واحد منا الى منزله ، وزع عينا المرحوم رئيس الجمعية سي عاشور التوامي ، بدلنا الرياضية بغرض ، ان يتكلف كل لاعب منا بغسل بدلته التي لبسها في المقابلة الماضية ،وان يعيدها بعد يومين أو ثلاثة ايام ، حتى تكون جاهزة نظيفة للمقابلة المقبلة ،نظرا لقلة الموارد المادية للفريق ٱنذاك ،وكنا كلاعبين لا تنال اي تعويض مادي على مجهودنا
سواء انتصرنا او تعادلنا مع اي فريق ، لكن رغم ذلك كنا شغوفين الى لبس بدلة فريقنا ، وتحمل مسؤولية الرفع من شان وقيمة فريقنا ،لهذا نحن شباب تلك الفترة كان همنا هو ان يرانا الجمهور ونحن نركض داخل الملعب ،رغم اننا لاا نجني اية منقعة مادية .
وبعد مرور ثلاثة ايام ،ارجعنا بدلنا نظيفة مطوية جاهزة للإستعمال في ٱخر الاسبوع ،لكن ونحن محيطين برئيسنا وهو يتفحص البدلات لعل تكن إحداها غير نظيفة او ممزقة لا قدر الله ،ولكن لما اخذ بدلة لاعب منا ، واخذ يفحصها إمامنا كذلك ،واذا بسروال البدلة (schoort ) نقط من الخمر واضحة عليه ،ولعل صاحبها حاول ان يزيلها لكنها ايت ، الا أن تبقى واضحا للعيان ،فقال رئسنا في حالة غضب موجها الخطاب لصاحب البدلة :
هل كنت تشرب الخمر وانت لابس السروالي الرياضي ؟.
وضحكنا جميعا من سؤال الرئيس ومن موقف صاحب البدلة .
كما كان لنا لاعب بالفريق مهم يقوم بحراسة المرمى كاحتياطي ، كانت له علاقة حميمية بإحدى بائعات الهوى بتقات المشهورة ٱنذاك كوكر لبائعات الهوى ،ولا يقوم بحراسته المرمى الا اذا كانت هذه العمومية خلفه اثناء إجراء مقابلة وهو في مراه ،فيراه الجميع يغامر بجسدها اثناء الهجوم علينا وقد نخرج من المقابلة في ٱخر المطاف مناصرين غير منهزمين .وهكذا كان بعض الزملاء اللاعبين يتوجهون إلى منزل هذه العمومية يطلبون منها الحضور بالملعب خلف حارسنا تهتف وتشجعه ،وكلما سمع صوتها الا وزاد حرصا ودفاعا عن مرماه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضاع الأمل وبقيت الذكريات .
(الحلقة الســـا 07 ــبسة ) .
كتب : ذ : محمد همــشة
شجرة (التغزاز )بازيلال الخالدة .
مؤخرا ذكرنا بعض اصدقاء الطفولة ، ونحن نتحاور عن شجرة لها جذور بثقافتنا الطفولية الزلالية ،اننا الاجيال التي ترعرعت و كبرت بقرية ازيلال قبل ان تتحول عمالة ، إلى مدينة جميلة تضاهي مدينة إيفران المغربية ، لولا سياسة التهميش و النسيان قبل ان تستقل كعمالة او اقليما منفردة عن سيطرة مدينة بني ملال منذ عقود من بعد الاستقلال .
لماذا الحديث عن هذه الشجرة الجميلة ؟ ، ذات استمرار الاخضرار ،منذ غرسها الى إنتاجها لفاكهة على شكل حبوب أصغر شيئا من حبات النبق ، وقد عاشت اجيال الستينات وحتى اجيال التسعينات وان لم نقل اجيال الألفية الثالثة ايضا ، ذكريات رائعة الا وهي البحث عن هذه الفاكهة اللذيذة ذات طعم حلو لا
مثيل لها في اي قرية او مدينة مغربية اخرى ،
بباقي قرى ومدن المغرب الحبيب
وقبل ان نسرد الحديث بشكل عميق عن هذه الشجرة
الفريدة من نوعها وجب علينا الانطلاق من اسمها
وماذا يعني ؟ وهل يوجد نفسه في قواميس اللغة
العربية ؟. صحيح أنه غير موجود لانه تسمية
امازيغية أصيلة قحة، مجتمعية... ولعل الباحث في
كلمةاو مصطلح (التغزاز ) بتفخيم حرفي الزاي
والنطق بها على شكل نطق الزاي في كلمة (الزربية )
مثلا وتعني (العض بالاسنان ) باللغة العربية .وهنا
يجد الاطفال في التعريف بها أمرا سهل المنال. وبهذا المصطلح او بذكره ؛ يتجه الاطفال وحتى بعض النساء او الشبابالى هذه الشجرة الزلالية ، من جل قطف هذه الفاكهة السوداء ، بكثير من الأزقة
القديمة والمشهورة بازيلال ، وخاصة لما تتحول تلك
االحبوب المتدلية بشكل كثيف الى اللون الاسود كما ذكرت سابقا. وترى الاطفال بجنون تلك الفاكهة التي
تنفرد بها مدينة ازيلال الجميلة حتى اصبح الغرباء
لها ينطقون هم ايضا كلمة (التغزاز ) ، ولا يعرفون
من اين صدرت هذه الكلمة، معتقدين انها عربية
الاصل، والحق يقال هي امازيغية دخلت اللهجة
العامية المغربية ، رغم انفها ، هي وكثير من الكلمات
و المصطلحات الجميلة الامازيغية الاصل ؛ والتي
كانت منذ زمان وخاصة إبان فجر الاستقلال الشكلي
الفهري الذي جعل لغتنا بكتاباتها (تيفناغ )هذا المصطلح الذي يعني اصلا بالأمازيغية (توفاغ ت )الذي يعني باللغة العربية : (هذه اللغة احسن لنا ) ، لان لغتنا الأمازيغية منذ زمان بعيد ، لغة مهزومة سياسيا ولم تبرز في المدارس المغربية ،لولا دستور 2011الذي اعتبرها اللغة الرسمية الثانية للمغرب و
لولا تدخل ملكنا المفدى ، والرجال الفطاحل الغيورين على هذا الموروث الثقافي الفكري الرائع الذي لازال يعيش في القمط الى اليوم ، وقد هرمنا واصبحنا شبه شيوخ نعتز بهذه بهذه اللغة الأمازيغية الجميلة وهذه الفاكهة المعلقة بكثير من اشجار مدينتنا
الجميلة ، وكلما اقتربنا منها الا وشعرنا انها تحنمعا واننا خلقنا بهذه التربة المناضلة الزلالية الاصل . وحتى إننا ناسف كثيرا ، لانه لا احد يعرف اول من غرس هذه الشجرة بازيلال ، الفريدة من نوعها
وحتى نترحم ايضا على من كانت له المبادرة الاولى في غرس هذه الفاكهة الاجتماعية ذات المصطلح الأمازيغي الاصيل : فإن مات صاحب غرسها اول
مرة او قضى نحبه ، نرجو من الله سبحانه وتعالى
ان تكون ضمن باقي حسناته في الميزانيه المقبول ،
يوم لا ينفع مال ولا بنين الا من اتى الله بقلب سليم
وان كان لازال على قيد الحياة ويعرفه البعض
من ساكنتنا ، وجد تكريمه وشكره على الاقل بما قدمه لنا من العمل الصالح والذي يعتبر صدقة جارية له يستفيد منها جيلنا ، والاجيال التي جاءت من بعد جيلنا ، وكذا الاجيال الحالية ، التي تنتظر شهورا ،
لكي تنضج فاكهة (التغزاز ) .
وشكرا ايضا مرة أخرى للاخ الذي ذكرنا بها وحملنا
الى ايام الطفولة والمراهقة الذهبيتن...