نزوح عصي .. لإشراق البصيرة !
قلم : مالكة حبرشيد
تغذ مع الذئاب
خذ لؤمك الوهاج بعيدا
عن رصيف الحلم العليل
وابك مع الراعي حال الرعية
اللافتات بما تحمل من ألوان صارخة
لا تعي هول الشارع
أوجاع الجسر الـ هدته الخطى
وما أعاق أجنة النشيد الوطني
فامتدت نحيبا في أروقة السماء
زانية أرضنا ...فارجموها بالجمر ..
قبل أن تنجب أحلاما لقيطة
لن نعثر لها في الدوائر الرسمية
عن انتساب مهما استعرنا من أسماء
من تواريخ .. خارجة عن مدارات الزمن
مريم لن تهز السعفة
فنحن خائنون ....خائنون
الأفلاك ترتعش بهدب العين
بالشعر تتناحر ...
وبالزيادة والنقصان ..تتقارب
ليورق الحبر غيضا يكوي الأكباد
يحملنا إلى كوكب .. يتسع فيه أفق النار
يرتل الوجود شعائره المفضوحة
آيات ...تفرغ الوعي من جموحه
تسكبه نارا للعاكفين
بين نقرات الأقلام ...ورجس الكهنة
كلما رمشت السماء غيومها السوداء
حلقت النوارس بعيدا .. عن أوطانها
عند أقدام قصيدة مستحيلة ...
تركع الأحلام
و الأبجدية عاجزة عن فك عقال الحكاية
فانزوت ...علها تغنم هدوءا يساعدها
على نسج الهموم رداء
لرعشة تنتاب الكون قسرا ..أو طوعا
بين الزمن الجدي ....وأوراق مهربة
يعوزها حبر حر لتصير دليلا
نحو نبع لم تلوث الغربان سيله
قاحلة أعيادنا ...متشحة بالأضاليل
وما سقط سهوا من كرامات الخطيب
الوصايا تعود مبتورة
يحملها المارقون ... دروعا وقائية
واحيانا عربون محبة لغروب قتل بـ :
التأجيل كلامه
بالتبجيل أحلامه
بالتحنيط تمرده
فنامت الصحراء على أشلائها
غرق البحر في حمرته الداكنة
أقام التاريخ نصبا
تذكارية لنكبات متتالية
و لمكائد الغدر ننظم قصائد مدح
تقينا هول للعاصفة
مهزومون نحن ....
مذ مات المعنى غرقا
في النصف الملآن من الكأس ...
سأنظر إلى الجزء الفارغ ...
لتجد الأجزاء الباقية متسعا ....
كي تتنفس الأنواء ...
لعلها تطرح عند آخر السراب ..
كائنا لا يعاني من عمى البصيرة
يتجرأ العودة إلى عمر خلّفه
عند سرة الخوف
يقطع حبلا سريا يربطه بالانهيار
استعدادا لنزوح عصي
نحو نيزك الإشراق !!