مقابل فدية مالية.. عصابات مسلحة بميانمار تخلي سبيل مواطن مغربي
أزيلال 24:متابعة
فيما لا تزال قضية خطف عشرات الشبان عبر استدراجهم إلى تايلاند ومن ثم ميانمار عبر عصابات تشغل الشارع المغربي، كشفت الزهرة أمزوز، شقيقة الضحية يوسف الذي فجر هذه القضية عبر فيديو نشره سابقا على حسابه الخاص في إنستغرام عن تفاصيل جديدة.
وتحول يوسف إلى أيقونة حقيقية بسبب شجاعته في الكشف في سابقة من نوعها، عن جحيم يعيشه المغاربة في قبضة عصابات متوحشة متخصصة في الاتجار الدولي بالبشر في ميانمار.
كشفت الزهرة أمزوز في مقابلة مع "العربية" عن "خبر مفرح"، بعد أن تم إطلاق سراح شقيقها يوسف، معلنة أنه في طريقه إلى بانكوك، عاصمة تايلاند، موضحة يتواجده حاليا لدى جمعية تعنى بالهجرة بتايلاند تساهم في الوساطة من أجل إخلاء سبيل المعتقلين.
وكشفت شقيقة يوسف، أن إطلاق سراح أخيها تم بمجهودات فردية للعائلات، وبعد دفع الفدية المالية، مبينة أن العائلة دفعت نقدا فدية مالية مبلغها 8000 دولار أميركي.
وعن كيفية وصول الفدية المالية إلى الخاطفين في ميانمار، أوضحت الزهرة أن العائلة حولت إلى حساب أخيها البنكي بطريقة نقدية عادية، ثم حولها إلى حساب صديق له في أوروبا، ومن ثم جرى تحويل الفدية إلى العملة الرقمية للخاطفين.
كما أعلنت شقيقة يوسف عن وجود 5 مغاربة آخرين جرى دفع فديتهم المالية، بمبلغ 8000 دولار أميركي لكل مخطوف، ولكن للأسف الشديد لم يتم إطلاق سراحهم، بعد أن جرى توهيمهم بأنهم حرروا فيما لا يزالون عند الخاطفين في ميانمار.
وكشفت أن شقيقها وصل مخطوفا إلى معسكر الاحتجاز يوم 19 أبريل 2024، وأمضى شهرا ونصفا في العذاب الأليم تعرض فيه لشتى أنواع التعذيب والتنكيل حتى أصيب بعدة كسور في أنحاء جسده.
كذلك، وجهت الزهرة نداء إلى سفارة المغرب في تايلاند لتوفير الحماية والدعم النفسي والصحي لأخيها يوسف ومن معه من المغاربة الآخرين...حسب " العربية
ومن جهتها ،علمت "الصحيفة"، من مصادر مقربة من ملف عائلات وأسر المغاربة المحتجزين من طرف الميليشيات والشبكات الإجرامية المتخصصة في الاتجار بالبشر بميانمار، أن هذه الأخيرة أرجعت الأربعة شباب المغاربة الذين ضاعوا منذ الاثنين الماضي وسط أدغال المناطق الحدودية الساخنة، إلى مخيمات الاحتجاز وجرى عزلهم وحجبهم في غرف التعذيب بعيدا عن زملائهم المغاربة.
ووفق المعطيات التي تحصّلت عليها "الصحيفة" من لجنة عائلات وأسر المغاربة المحتجزين في ميانمار، فإن مافيات الاتجار بالبشر تمكنت من العثور على المغاربة الأربعة الضائعين في أدغال ميانمار بعدما أطلقت سراحهم في الساعات الأولى من الاثنين الماضي عقب دفع ذويهم لفدية تتراوح ما بين 8 و 10 آلاف درهم للواحد.
ونجحت عصابات الاتجار بالبشر، في تقفي أثرهم بعدما فقدت عائلاتهم الاتصال بهم قبل بلوغ النهر الحدودي الفاصل بين ميانمار والتايلاند الاثنين الماضي وعجزت عن ذلك الجمعيات الحقوقية الدولية، كما اقتادتهم إلى نفس معسكر الاحتجاز وتم سجنهم وتعذيبهم لما يناهز الأربعة أيام، وفق ما أكدته المصادر ذاتها لـ "الصحيفة"، موردة أن الأمور لم تقف عند هذا بل تم إرغامهم على العمل تحت التهديد بالتعذيب الشديد والسجن.
ولأن عائلاتهم لجأت إلى الإعلام وتحدّثت عن تلاعب مافيات الاتجار بالبشر بمصير أبنائها وتراجعهم عن الإفراج على الشباب المغاربة بالرغم من إعطائهم الفدية، فإن هاته العصابة المنظمة، عمدت إلى الانتقام من الشباب الأربعة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و23 سنة وينحدرون من مدينة مراكش، من خلال عزلهم عن جميع المغاربة الآخرين والبالغ عددهم تقريبا 150 شابا، مع حرمانهم من الهاتف وإمكانية التواصل مع عائلاتهم وذويهم، وفق المصادر ذاتها التي أشارت إلى أن العصابات باتت تمنحهم كل ثلاثة أيام ثلاثة دقائق أو أقل للاتصال بالعائلات فقط ليقولوا نحن لازلنا على قيد الحياة .