دردشة مع رفيقي المشاكس : اللعبة المزدوجة للدول العربية اتجاه القضية الفلسطينية
قلم : عبد اللطيف برادة
جلس صديقي وبيده ورقة كان يدون فيها كل الاسئلة التي كانت تخطر بباله فيحاول ان ينتقيها بدقة شديدة وكأنه يستعد لمجادلة شرسة مع خصم لذود ضمن مواجهة شرسة في اطار حملة انتخابية حاسمة ولهذا لم يكن اللقاء هده المرة بيني وبينه اعتيادي ومرن اد ان موضوع حرب غزة جعل من النقاش يحتد بيننا بشكل غير معهود فكنت اتوجس كل مرة من اسئلته المطب الذي ربما قد يوقعني فيه صديقي المشاكس ان لم اتخذ الحذر الكافي في كل رد مني متهور على اسئلته
-عدل جلسته ثم نظر الي متسائلا ما رأيك فيما يحدث
لا جديد إلا ان الصراع وصل الى ذروته -
-وما الحل في نظرك
-لا حل ما دامت الولايات المتحدة تدعم اسرائيل في موقفها بكل ما لديها من تقل سواء كان دالك على المستوى السياسي العسكري او الاقتصادي
- اليس للدول العربية دورا فعال فيما يدور
-يا اخي اتريد ان تورطني في مسائل شائكة لا احبذ الخوض فيها فيكفيني مما عانيته طوال حياتي بسبب مواقفي الحيادية ودفاعي المستميت عن قضايا تمس المجتمع او غيرها من مواقف قومية وتقدمية يا اخي يكفيك ان تكون مثقف في اوطاننا العربية لكي توضع ضمن لائحة المغضوب عليهم وهكذا قد يتم الحكم عليك بشتى النعوت اخرها عدم الكفاءة لكي يتم تهميشك وحرمانك من حق العيش بكرامة وهكذا سيصنعون منك شخص منبوذ لا نفع منه بعدما اغلقوا كل الابواب في وجوهك وحرضوا عليك القريب والبعيد وكل الافاعي من دوي القربى وفي دالك حدث ولا حرج
-فأنت ادن تتهرب من الجواب حسب ما يبدو لي
-لا ابدا بل سأجيبك في حدود معينة والحقيقة فكلما استطيع قوله فلقد خرجت جل الدول العربية عقب جولة العنف الحالية التي تجتاح غزة مثلما سبق أن فعلت طوال العقود الأخيرة في أحداث مشابهة بتصريحاتها الثابتة فلا شيء جديد في المشهد السياسي العربي سوى مواقفها الانسانية والتي لم ترتقي الى المستوى المطلوب لسبب تعنت اسرائيل وإصرارها على عرقلة أي مساعدة تفك قيد الشعب الفلسطيني
-إلا تضن انهم سيحاولون نظرا لاستفحال الوضع بالتغيير من موقفهم
- ابدا بل كالعادة سيعمل الحكام على توطيد العلاقات مع إسرائيل سواء كان دالك جهرا او من وراء الكواليس ،ودلك نظرًا لخوفهم من إيران ورغبًة في التقرب من البيت الأبيض وهو ما يمكن استنتاجه من ضغط البعض منهم على ألفلسطينيين وسكوت البعض الاخر على الهجمات على غزة و من دون أي اجراء او أي ردة فعل تذكر
-الا ترى المفارقة بين خوض الجيش المصري حربَ أكتوبر 1973 ضدّ الكيان الإسرائيلي وبين العجز عن مجرد إدخال المواد الإغاثيّة إلى قطاع غزة مع عدم سحب السفير من تل أبيب- بعد ما حصل من المجازر- بونٌ شاسع
-الحقيقة هنا اوافقك فالموقف العربي من العدوان على قطاع غزة اضحت في حضيض جديد زد على دالك ان المقاومة تحولت من واجب إلى عبء
- ادن ان خروج الدول العربية بتصريحات أدانت فيها بشدة مقتل ألاف الفلسطينيين اثر الغارات التي شهدها قطاع غزة هذه الايام لا ينفي الإخبار التي ثم نشرها في عدة صحف دولية والتي تصر على ازدواجية سياسية الحكام العرب في التعامل مع القضية الفلسطينية
-بلا شك، فقد حدثت خلال السنوات الخمسين الماضية تحولات كبيرة في البيئة العربية جعلتها أقل التصاقًا بقضية فلسطين، فقد كان للتبنّي العربي لمسار التسوية السلمية تداعياتُه السلبية على سلوكها تجاه المقاومة ألفلسطينية ومنذ موافقة الأنظمة العربية على مبادرة الأمير (الملك) فهد 1982، حسمت هذه الأنظمة مساراتها، وتكرس ذلك منذ اعتمادها المبادرة العربية سنة 2002، غير أنها ربطت ذلك بالتزام "إسرائيل" بحل الدولتين بكافة مقتضياته. ومع ذلك، فقد تجاهلت عدة دول عربية شرط الالتزام الإسرائيلي، وأقامت اتصالات وعلاقات مع الكيان الإسرائيلي تحت الطاولة أو حتى فوق الطاولة. وقد تعمّق هذا المسار، بعد انضمام منظمة التحرير الفلسطينية لمسار التسوية، وتوقيعها اتفاق أوسلو 1993، الذي التزمت فيه بالوسائل السلمية فقط وهكذا، حوَّل مسار التسوية العملَ المقاومَ إلى "عبء" بعد أن كان دعمه واجبًا مستحقًا، وبدا دعم الأنظمة للسلطة الفلسطينية في قمعها للمقاومة وتنسيقها مع الاحتلال أمرًا عاديًا؛ باعتبار أن المنظمة هي الجهة الرسمية التي تُمثل الفلسطينيين
- الحقيقة انا غير مقتنع بما تقول هل لك ان توضح اكثر اسباب حكمك على الزعماء العرب بهذا الشكل السلبي المتطرف
- بل انني ارتكز على حقائق وعلى كل يجب الإشارة إلى أن التحالفات الإقليمية اضحت تتغير لصالح إسرائيل وذلك بسبب وجود تهديدات ومصالح مشتركة تتيح خلق فرص وتحالفات لم يكن من الممكن أن تخطر بالبال في الماضي، فالسعودية مثلا لم تكن الدولة الوحيدة التي سعت إلى التقرب من إسرائيل، فوزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفه، أعرب عن تأييده لإسرائيل عقب مهاجمتها لعدة أهداف إيرانية في سوريا، نظرًا لأن تلك المملكة السنية الصغيرة، التي يسيطر عاهلها السني على أغلبية شيعية، وتمكن من قمع الانتفاضات التي نشبت بها علم 2011، يرى في إيران تهديدًا له، غير أنه بالتوازي مع ذلك أدان إسرائيل عقب مواجهات غزة، وجدد تأييده للحق الفلسطيني في وجود دولة مستقلة تكون القدس عاصمتها كذلك فيما يتعلق بالإمارات العربية المتحدة، فقد أدانت التصعيد الإسرائيلي في غزة، واتخذت وسائل الإعلام الرسمية بها خطًا أكثر عدوانية، كما جاء في الصفحة الأولى لصحيفة الوطن ومقرها أبو ظبي، أن ما يحدث في غزة هو “كارثة جديدة”، ورغم هذا، يعمل رجال أعمال إسرائيليين في الإمارات، مستخدمين جوازات سفر أمريكية أو أوروبية، فقطر بدورها التي تعد من أكثر الدول العربية مهاجمة لإسرائيل والتي سبق أن وصفت المواجهات في غزة بأنها “مذبحة وحشية ممنهجة” واستضافتها شخصيات رفيعة من حماس على مر السنين، إلا أنها رغم هذا استضافت عدة شخصيات ممتلة للحكومة الاسرائيلية وربما هذا التخبط القطري ينبع من رغبة الحاكم في الاحتفاظ بخيط رفيع في حال وجب التدخل دبلوماسيا لخدمة القضية الفلسطينية كما ثم التقارب بين مصر و إسرائيل على مدار الأعوام الأخيرة، حيث وجدت إسرائيل ومصر نفسيهما أمام عدو مشترك تمثل في التنظيمات الجهادية في سيناء، ولذا عملت القاهرة في التضييق على قطاع غزة عبر إغلاقها لمعبر رفح بشكل شبه دائم، كما تم سجن ونفي معظم النشطاء الإسلاميين اليساريين والمتطرفين المتزعمين للمظاهرات المناهضة لإسرائيل
- فكيف ادن تحولت المقاومة من شرف الواجب الى عبئ
-منذ صعود الموجة المضادة للربيع العربي ، ازداد الموقف العربي تراجعًا وبؤسًا من قضية فلسطين. إذ إنّ عددًا من الأنظمة العربية كانت تسمح بهامش من التفاعل الشعبي وحملات التبرع المالي، وتعطي مجالًا معقولًا لخط المقاومة لتوصيل فكره سياسيًا وإعلاميًا. وكانت وسائل إعلامها أكثر جرأة وانفتاحًا في إدانة الكيان الإسرائيلي . أما بعد هذه الموجة، فقد صارت هذه الأنظمة العربية أكثر ميلًا للتضييق على الحريات وقمع الإرادة الشعبية،
كما تمَّ استخدام وسائل الإعلام في التركيز على القضايا المحلية القُطرية، والانكفاء على الذات، وإشغال النَّاس بلقمة عيشهم أو بتوافه الأمور، مع تغييب فلسطين ومقاومتها وصمود أبنائها عن وسائل الإعلام إلا في إطار هامشي. وهكدا جرى إفساح المجال لـبعض المندفعين لتسويق التطبيع مع الصهاينة، ولمهاجمة المقاومة، بينما كان يتم بشكل منهجي قمعُ واعتقال أصحاب الأصوات الوطنية والقومية والإسلامية الحرة. وهو ما انعكس سلبًا على قدرة الجماهير على التفاعل مع قضية فلسطين وقضايا الأمة.
- لكن هدا يمنع المواطن الحر من ابداء رايه ومعارضة الراي السائد
- بلا أن العديد من الشعوب التي ذاقت مرارة قمع الأنظمة وأنهكتها الصراعات الداخلية، لم تعد قادرة على التعبير عن نفسها والتفاعل بالقدر نفسه مع القضية الفلسطينية؛ بالرغم من كل دالك أنها لا تزال في خطها العام وبأغلبيتها ألساحقة تعبّر عن أصالة الأمة وترفض التطبيع وما زالت القدس والأقصى في قلبها
- ولما تحلق الانظمة العربية خارج سرب الشعوب
- اختارت الأنظمة ان تنحاز في ضوء الانقسام الفلسطيني وسيطرة حماس على قطاع غزة إلى جانب "الشرعية الفلسطيني وهكذا ستظل الازدواجية هي المعيار المشترك للدول العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية وهي الفضية العربية الجوهرية وسيظل هكذا السؤال المطروح عالقا بدون جواب مقنع
- لكن ما هو الشيء الذي دفع المقاومة الى قيام بعملية طوفان الاقصى
- كل شيء تبلور مع اتساع عملية التطبيع التي رافقت إقامة أربع دول عربية في 2020 علاقات مع الكيان الإسرائيلي- وتحول الشأن الفلسطيني إلى مسألة هامشية، وجرى غض الطرف عن الكثير من الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وضد الأرض والمقدسات. كما تمّ التغاضي عن تحول القيادة الإسرائيلية إلى مزيد من التطرف الديني والقومي. وبالتالي، فإذا كانت قضية فلسطين نفسها قد تحولت إلى عبء ومشكلة بعد أن كانت واجبًا وشرفًا ومسؤولية، فإن المقاومة المسلحة ضد الكيان، صارت تستعدي الأنظمة وتستفزها، وتظهر كعنصر إفشال وتعطيل لمسار التطبيع، وكعنصر تثوير وتحريض لمواطني هذه البلدان فادا اخدنا بهذه الاسباب قد نستدرك جانبا من دوافع قيام عملية طوفان الاقصى
- وإلى متى سيظل الحال على حاله حيث إن المستفيدة الوحيدة من هدا الوضع المزدري هي الدولة العبرية إما الدول العربية فلا نفع لها إلا وهم ضمان التدخل الأمريكي في حال نشوب حرب قد مع إيران
- لكن وللأسف كما أكد دلك المنظر الألماني اليهودي الأصل كارل ماركس فالتاريخ لا يكرر نفسه فهو فان فعل فلا يكون دلك إلا على شكل مهزلة وهي المهزلة التي ستقع لا محالة في حال حاول العرب إن يكرروا مع نظام الملة ما فعلوه مع نظام صدام ودلك لسبب واحد إن نقط الاشتراك بين النظامين شبه معدومة إما الدول العربية فتقاسم نظام صدام الكثير من أخطائه وسطحية الأفكار التي جعلته فريسة سهلة لخصومه الكثر ولهدا فستكون الدول الخليجية في هدا الحال هي الورقة الخاسرة القادمة في اللعبة التي تسعى الولايات المتحدة لإتمامها وفق الخطة المحكمة التي رسمتها لانتصار حليفتها الوحيدة ولضمان وقوفها كالعملاق بعد سقوط كل جيرانها في خضم سلسلة من الحروب المنهكة كما كان الحال للعراق بعد حربه الطويلة مع إيران ففي السياسة ليست هناك صداقات دائمة بل مصالح دائمة والمصالح لا تكون دوما من نسيج المال والبترول
- وما هي اثار صدمة معركة "طوفان الأقصى و بالأحرى نتائجها
-كان وقْعُ المفاجأة كبيرًا على الدول التي اندفعت في تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، فجاءت معركة 7 أكتوبر كطوفان صدم قطار التطبيع السريع فعطّله، وجعل أولئك المنتشين بالعلاقات وانسيابيتها يقعون في حالة من الذهول والارتباك، كما انتابتهم حالة من الغيظ والغضب على المقاومة ولذلك
و لم تُخفِ الإمارات غضبها من سلوك حماس، فصرّحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي ريم الهاشمي في مجلس الأمن في 24/11/2023، – بلغة غير معهودة إطلاقًا في الأدبيات العربية- بأن هجمات حماس في 7 أكتوبر هي هجمات "بربرية وشنيعة"، وطالبت بالإطلاق الفوري لسراح "الرهائن"، ووصفت ما فعلته حماس بأنه "جرائم". لكن عندما تعلّق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي فقد اكتفت بالمطالبة بعدم تطبيق سياسة العقاب الجماعي، ولم تقم بإدانة جرائم ومجازر الاحتلال التي بُثّت صورها ومشاهدها على مرأى من العالم أجمع، وتجاوز عدد شهداء غزة عندما ألقت كلمتها 5100، بينهم نحو 2100 طفل و1120 من النساء، في الوقت الذي تبنت فيه الرواية الإسرائيلية، والتي ثبت أنها مليئة بالأكاذيب والمبالغات
أمَّا ولي عهد البحرين، فقد دان في "حوار المنامة" في 17/11/2023 عملية "طوفان الأقصى"، ووصفها بأنها "بربرية ومُروّعة" ودان حماس وسلوكها. ولكنه في الوقت نفسه لم يقم بإدانة الجرائم والمجازر الإسرائيلية ولم يصفها بالصفات نفسها؛ بالرغم من أن وحشيتها وبربريتها قد رآها العالم بمئات الأدلة والبراهين
و الى جانب دالك قد كشف دينيس روس وهو مسؤول أميركي كان له دور أساس في مسار التسوية السلمية- أنه تحدث مع عدد من الزعماء العرب بعد 7 أكتوبر يعرفهم منذ فترة طويلة، وأنهم أخبروه أنه لا بدّ من تدمير حماس في غزة؛ وأنه إذا اعتُبرت حماس منتصرة فإن ذلك سيضفي شرعية على الأيديولوجيا التي تتبناها. كما أن موسى أبو مرزوق القائد البارز في حماس، قال في لقاء مع "الجزيرة مباشر": إنّ الكثير من الأجانب أبلغوه أن أعضاء في السلطة الفلسطينية، وبعض الدول العربية يطالبون الغرب سرًّا بالقضاء على حماس
- -اتعني ان العرب لم يفعلوا شيئا من اجل فك الاشتباك
- - بلا لقدعقدت اثر دالك القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن العدوان على غزة في اليوم السادس والثلاثين للعدوان (11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023) بعد قدرٍ كبير من التثاقل و"التثاؤب"، وبعد استشهاد نحو عشرة آلاف شهيد معظمهم مدنيون
البيان الختامي للمؤتمر جاء دون السلوك الكلاسيكي المعتاد، إذ أكد على وقف العدوان والسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورفع الحصار عنه، ورَفض تهجير الفلسطينيين، واستنكر ازدواجية المعايير الغربية وجعل "إسرائيل" دولة فوق القانون، وأكد التمسك بـ "السلام" كخيار إستراتيجي، وبالمبادرة العربية للسلام لسنة 2002. ودعا لتوفير الدعم المالي لحكومة فلسطين (حكومة سلطة رام الله)، وضرورة حشد شركاء دوليين لإعادة إعمار غزة؛ لكنه لم يحدد أي إسهامات مالية لأي من الدول المشاركة في المؤتمر باختصار؛ المؤتمر جاء في إطار رفع العتب، وامتصاص ما يمكن امتصاصه من الغضب الشعبي العربي والإسلامي. فليس ثمة نقاط عملية، بقطع العلاقات أو تعليقها مع الكيان الإسرائيلي، ولا بممارسة ضغوط فعلية أو تهديدات جادة إن لم يُوقف العدوان أو يفتح معبر رفح، وليس ثمة دعم للمقاومة ولا إشادة بأدائها، ولا بصمود الحاضنة الشعبية في القطاع. بل إن هناك إصرارًا على فلسفة العجز، وعلى المسار الفاشل للتسوية، الذي أسقطته "إسرائيل" ورمته وراء ظهرها. وليس في القرارات ما يعطي أي مواقف جادة تجاه تهويد القدس والمسار الخطير الذي دخله تهويد الأقصى
- - اهدا ليس هو المطلوب
- - وباعتبار النتيجة، فإن الحضيض الجديد برز في تعامل عدد من الأنظمة العربية مع العدوان الإسرائيلي على القطاع كمن ينتظر على مضض انتهاء جيش الاحتلال من "مهمته" في القضاء على حُكم حماس للقطاع؛ باعتبار ذلك فرصة لإنهاء الوضع "الشاذ والمزعج" حسب تصورهم. وكان ثمة شعور بأن المعركة محسومة لصالح الاحتلال، وبالتالي فلا حاجة لخطوات عملية لدعم صمود المقاومة، ولا حاجة لممارسة ضغوط قوية مؤثرة باستخدام أوزانهم وإمكاناتهم الحقيقية لوقف العدوان، أو لإدخال المساعدات للقطاع
وفي المقابل كان هناك عدد من البلدان العربية التي حافظت على دعمها المعتاد لفلسطين، وعلى سلوكها المعتاد تجاه المقاومة ودعمها أو تفهّم سلوكها، مثل: قطر، والكويت، والعراق، والجزائر، واليمن، وليبيا وسوريا وتونس وعُمان
لهذه الأسباب خذلت الدول العربية الفلسطينيين في غزة
-قال محللون وباحثون إنه ليس مطلوبا من الأنظمة العربية ارسال معونات الى قطاع غزة بل المطلوب منهم اتخاذ موقف عربي موحد لإنقاذ السكان من المأساة الإنسانية المتعلقة بحصار وقتل شعب أعزل
- انها الحقيقة ادا اتخذنا بالاعتبار تخاذل الموقف الرسمي العربي في نصرة الفلسطينيين الذين يقتلهم الاحتلال في القطاع المحاصر
- وما سبب الاخفاق في تحيق دالك
-دالك يرجع بل بساطة لى ارتباط معظم الأنظمة الحاكمة بالقوى المهيمنة وخاصة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وان لم يتبلور موقف رسمي عربي صارم إزاء المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق أهل غزة لأن النظام العربي تفسخ وانتهى منذ 30 عاما وبالتالي لا يمكن الحديث عن موقف عربي موحد ثم إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تستبيح الدماء الفلسطينية في غزة مرتبط بقناعتها إلى حد بعيد بعدم وجود رد فعل عربي مناسب للفعل الإسرائيلي اد ان المواقف العربية في اغلبيتها تتماهى مع الموقف الإسرائيلي في إلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية حيث يمكن لنا تقسيمها في احسن الاحوال الى مواقف تحاول الضغط باتجاه تحقيق هدنة إنسانية ومواقف أخرى خارج الخدمة ولا صوت لها إزاء ما يحدث في غزة
- هل تنتظر من الحكومات العربية ان تخوض حربا مع المحتل مثلا
-طبعا لا احد يدعو الجيوش العربية للذهاب إلى غزة لمحاربة الاحتلال، لكننا ندعو الأنظمة العربية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ومن المواقف الملموسة والمؤثرة لدعم أهل غزة، وأبرزها إلغاء كل أشكال التطبيع مع إسرائيل وطرد سفرائها من الدول التي طبعت معها، بالإضافة إلى استخدام ورقة النفط للضغط على تل أبيب والحلفاء الذين يدعمونها
- اليس التطبيع يعمل ضمن الدبلوماسية التي تعتمد عليها الدول العربية لحل المشكلة مع خصم قوي مدعم من دول الغرب قاطبة
- لايمكن التعامل مع عدو له اطماع ومخططات تابتة تسعى الى الهيمنة على المنطقة برمتها وهي مخططات تاخد طابع التطبيع كي تتغلغل وتتمنكن تم تنقض على الفريسة من الداخل لا يخفي على احد أن مطامع تل أبيب لا تتوقف عند فلسطين بل تمتد إلى مصر والأردن وسوريا والعراق وحتى السعودية، واستشهد في هذا السياق بالمثل القائل " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
- وما هو البديل والله يبدو لي انك ترفض كل شيءو لا تقدم أي بديل
- بلا بالعكس لي عدة اقتراحات و ضمنها أن الأنظمة العربية الرسمية يمكنها الضغط على إسرائيل وحلفائها من خلال ورقة النفط والمقاطعة الاقتصادية
- فلما لم تقم ادن الحكومات العربية على متله هكذا مقترح
- بكل بساطة عليك ان تعلم ان سبب تخاذل الأنظمة العربية في نصرة الفلسطينيين إلى كون معظم هذه الأنظمة "وظيفية" خاضعة وتابعة للقوة المهيمنة في العالم وبعض الأنظمة تتاجر
بالقضية الفلسطينية حفاظا على مصالحها على حساب الشعب الفلسطيني المقهور لكن المقاومة التي ادركت قواعد اللعبة قررت ان تأخذ زمام مصير فلسطين بيدها وان لا تراجع كما كان الامر في الماضي في أي قرار تتخذه الى الجهات عربية