ازيلال :الخمر المسكر " ماء الحياة " التجارة المربحة في ظل غياب فرص الشغل وتفشي البطالة القاتلة
بدمنات تم احتجاز أزيد من 5740 لتر من مسكر ماء الحياة و650 قنينة كحول
تجارة ماء الحياة تجارة مربحة و بدون عقوبات حبسية باهضة الثمن حيث لا تتعدى مدة الاعتقال سنة في أحسن الأحوال
أزيلال 24: هشام أحرار
ينحدر هدا النوع من الخمور من الأصول اليهودية الذي استوطنوا معظم مناطق الإقليم حيث ان اليهود كانوا يجمعون التين تم يملونه في أكياس بلاستيكية لمدة تزيد عن 3 أشهر تم يقومون" بطبخه في أواني منزلية هذه الأخيرة التي يتم إلصاق بها قطيب من النحاس حتى يصعد البخار التي يمر وسط إناء ملئ بالماء يتحول من عملية البخار إلى ماء يسمونه " ماء الحياة " .
عدد حالات السكر العلني داخل أزيلال حسب مصدر امني وصلت إلى 400 حالة قابلة للارتفاع مما يطرح التساؤل ماهي السبل الناجعة للحد من انتشار هذا السم الصهيوني بالإقليم ، هذا الأخير الذي يعاني من انعدام مشاريع وفرص الشغل لشباب المنطقة لموقعها السياحي والجغرافي لكن رغم ذلك يعاني فيها السكان من نقص حاد في الظروف الاجتماعية والمستوى المعيشي، مما يدفع الكثير و خصوصا الشباب إلى الإدمان على الخمر حتى ينسى مشاكله في الحياة وهو توفير لقمة العيش له ولأسرته تم يتطور الأمر إلى اكتر من دالك حيت يكتر الطلب على الخمر –ماء الحياة – ويتحول الأمر من إدمان إلى تجارة واحتراف وربح مضمون حتى بين غابات البلوط وشعاب الجبال حيث تعتبر المكان الأمين للممارسة هده التجارة المحظورة هناك شريحة عريضة من الموظفين البسطاء على أمرهم يقتنونها .بشكل يومي لنسيان مشاكل رؤسائهم وراتبهم الهزيل .
العلم قامت بزيارة ميدانية إلى أماكن بيع هده المادة وهي قرب جماعة أكودي نلخيروتعبديت واقا نحمو قرب مطرح النفايات و تامدة نومرصيد وأحياء هامشية بالمدينة كاليلي وتامنيت لوعورة المسالك ومنطقة غير معروفة عند المسؤولين الأمنيين وتكون المراقبة إليها مشددة من طرف المتعاونين معهم بمبالغ مالية . وقد تفشت ظاهرة بيع هده المادة بشكل كبير لغياب أسواق مثل (مرجان ) ، ( اسيما ) . وبعد الكباريهات من المدينة ،حيث يصل لتر الواحد إلى 60 درهم في أكياس بلاستيكية بيضاء حتى أصبحت الدواوير المجاورة للمدينة مليئة بالأكياس البيضاء أو الحمامة البيضاء .
هناك إمبراطورات في صنع حوالي 100 لتر في اليوم من هذه المادة ، ويقوموا بإرسالها من طرف بعض الشباب النشيطين إلى مراكز متفرقة من أطراف المدينة لبيعها بالتقسيط ، وهناك من الشباب من يحمل ملابسه اوحاجيات المنزل مثل التلفاز ، البوطكاز ، أجهزة اليكترونية إلى مروج هده المادة "البزناز" مقابل بعض لترات من ماء الحياة . فرغم دوريات رجال الأمن والدرك الملكي تبقى غير كافية لصعوبة المسالك ووعرتها وتعون بعض القاطنين في المركز مع البزناز كما أنهم يتوفرون على أجهزة نقالة متطورة ومكبرات البعد والقرب وأسلحة بيضاء وجواسيس موزعين وسط الغابة و الطرق المؤدية إليهم وأيضا داخل مركز المدينة ويراقبون عن كتب أي حالة .أما دوريات التي تقوم بها فرقة المخزن المتنقل تبقى دون جدوى .
كما قامت الجريدة بتصريح مع بعض المدمنين لهده المادة الخطيرة حيث صرح ( ح.ح) البالغ من العمر 30 سنة الظروف المعيشية الصعبة وانعدام فرص الشغل جعلتني أدمن على شرب ماء الحياء كل يوم
وفي تصريح أخر ( ع .م ) مدمن على هده المادة رغم أنها فاسدة ويتواجد بها مادة " القرقوبي " قد سجلت المنطقة اكتر من 4 حالات من الوفيات ، نقوم ببيع ملابسنا وحاجيات المنزل لشراء هده المادة
. وفي تصريح أخر لبائع مادة ماء الحياة ان الأسباب الحقيقية الذي دفعت هؤلاء لبيع هده المادة أنهم مسؤولون عن اسر تتكون من 6 أشخاص ولهم سوابق عدلية والمجتمع يرفض تشغيلهم اوادماجهم في الحياة العملية ويبقى الملاذ الأخير هو الاتجار في هده المادة الممنوعة والمدرة للربح الوفير والمضمون ويمكن ان يصل المدخول اليومي اكتر من 700 درهم إلى 1000 درهم في اليوم الواحد ، أما المساعد فيصل مدخوله إلى 100 درهم في اليوم بالإضافة إلى مشروبه اليومي.
وبمنطقة فم الجمعة وتابيا وابزو عرفت هذه المادة "الماحيا "او " ماء الحياة" او "الفودكا" كما يسميها البعض ،بحيث ظهرت في المناطق التي يسكنها اليهود او يوجد فيها" الملاح " إذ نجد موطنها كل من: تابية وفم الجمعة وبزو ودمنات وسكورة ،كان اليهود يتقنون صناعتها وبأدوات بسيطة ،يستعمل فيها التين اليابس " الشريحة" التي تخضع لعملية التخمر لعدة أسابيع ،بحيث كانت تدفن تحت الأرض ،بعها تطبخ وبطريقة فيزيائية تتحول عبر أنابيب إلى اواني يقطر فيها بخارها فقط .لتخرج خالصة .
ومن المعلوم انه ابان تواجد اليهود في المغرب ،كان التين موجودا بكثرة في بلدنا ،مما جعل هذه المادة متوفرة عند اليهود الذين يجودون بها لفئة الشباب بدون مقابل .تكون فيها الجلسات حميمية لا تعرف الاجرام الذي نشهده اليوم وذلك لاسباب منها: انها في عهد اليهود كانت ماحيا خالصة لا تضر بالجسم ،بل بالعكس يتعاطى لها الكبار وحتى بعض النساء لما لها من فوائد صحية ومحاربة بعض الإمراض، كالروماتيزم والبواسر وهناك من يضمد بها جروحهم بها.
والاختلاف بين ماحيا الأمس واليوم بعد ان ورثها السكان المحليون من اليهود بعد هجرتهم الى اسرائيل ، جعلها تفقد جودتها أولا لانعدام المواد الأولية لصناعتها كالتين ،يضطر معها صانعيها الى إضافة مواد مخدرة ومسكرة فيها منها، كالكحول والقرقوبي ومواد سامة كعلب البيض ..يفقد معها متعاطيها وعيهم التام ويعيشون حالة هستيرية تفتح إمامهم عالم الاجرام .
للاشارة ففي هذه المناطق المذكورة وخلال زيارة اليهود للمنطقة خلال اعيادهم واحتفالاتهم نتكون مائدتهم متنوعة من الماحيا لايفضلون شرب اي نوع آخر من الخمر كما هو حال الروس و"وبوريس التسن "مع الفودكا"
ورغم انتشار هذه المادة في المناطق المكورة الاان السلطات غائبة في محاربتها ،وقد اودت بحياة العديد من المواطنين ما فيهم رجال الأمن كما حال مخزني تنانت وبائع الماحيا بنفسه في ابزو واجرام تابية وتسليت وقس على ذلك باقي المناطق ....وذلك باضافة مواد السالفة الذكر .
تعتبر مدينة دمنات مركزا أساسيا وسوقا مهمة لتوزيع وبيع مسكر ماء الحياة بالمنطقة وذلك بسبب قربها من معامل صنعها المتواجدة بكثرة في مناطق اولاد خلوف والحمادنة واولاد جلال ....التابعة لقيادة الصهريج ،دائرة العطاوية اقليم قلعة السراغنة بحيث لا تبعد هذه المعامل عن مدينة دمنات الا بحوالي 15 كيلومترا على أبعد تقدير مما يسهل معه تنقل البارونات "الكرابة "من معاملهم الى مدينة دمنات لترويج سمومهم المختلفة (ماء الحياة ،حشيش،كيف .......).
بالرغم من الحملات التي قامت بها مصالح الامن الوطني بدمنات والتي افضت الى اعتقال مجموعة من تجار ماء الحياة فان الأمور لا زالت على حالها ولم يلاحظ اي تحسن او اي تأثير عن عملية ترويج المادة بالمنطقة حيث عوض انتظار المستهلكين قدوم المروجين فانهم يتنقلون الى حيث توجد معامل صنع ماء الحياة لشراء ما يحتاجونه بعد تشديد المراقبة على بعض نقط البيع بدمنات .
نقط البيع بدمنات : بعدما كان المروجون يوزعون سلعتهم داخل كل احياء دمنات بكل حرية انتقلوا الى ضواحي المدينة التابعة للدرك الملكي واختاروا مناطق وعرة تفاديا لوصول سيارات او غيرها من وسائل التنقل وتعتبر مناطق اسران ، مولاي عبد القادر ، أيت حليلي ،امينفري ،لحرونة ، من اهم نقط البيع والتوزيع .
الفئات المستهلكة لماء الحياة : يستهلك المسكر فئات مختلفة ومن شرائح متعددة بحث نجد مثلا المشردين ،موظفين بمخلف القطاعات العمومية والشبه العمومية ، عمال ، حرفيين ،شباب ،شيوخ،كهول .، ،وتعتبر مدينة دمنات إحدى أهم المناطق المغربية التي كانت تعرف بصنع ماء الحياة ابان تواجد اليهود بالمنطقة وبعد ذهابهم أواخر الستينيات من القرن الماضي انقرضت صناعتها بصفة نهائية وانتقلت الى الجوار بمنطقة اولاد خلوف التي وجد فيها البارونات مكانا خصبا لصنع وترويج سمومهم ،وتزدهر هذه المادة في فصل الصيف حيث كثرة الأعراس والحفلات وكذا فصل الشتاء حيث يستعملها البعض كمادة لمقاومة البرد .
فهذه المادة منتشرة بشكل كبير لايمكن لنا محاربتها بالمنطقة ما لم يتم القضاء على معامل صنعها والضرب بيد من حديد على مروجيها وصانعيها دون اغفال القيام بحملات توعوية وسط المستهلكين وخاصة فئة الشباب والمراهقين واخبارهم بمدى الخطورة التي تلحق اجسادهم وتهدد حياتهم بسبب استهلاك ماء الحياة .
المواد المستعملة لصنعها : ويتم استعمال التين ، الفاليوم ، القرقوبي ،ادوات ومخلفات الحلاقة (زيزوارات،شعر)، الجبص ، الجير ، ضفادع ،سكر سنيدة ،العلب الكرطونية المخصصة للبيض.
كما تنتعش تجارة هذه المادة بكل من جماعة أقورار و تيموليلت حيث ما يتم اعتقال المزودين حتى يظهر مزودون آخرون و اعتقلت مصالح الدرك الملكي بأقورار بكل من بوقلات و تيغبولا و أيت اسري العديد من المروجين و اخترقت معامل التصنيع وكان آخر مزود اعتقل " ر-ع" رجل في عقده الخامس من ذوي السوابق و قبله المدعو الصحراوي و ابنه و اللائحة طويلة .
محطة وقود مسكر ماء الحياة أحيانا على قارعة الممرات الطرقية بالقرب من ضيعات الزيتون حتى تسهل على المزودين عملية المراقبة .
أحياء بوقلات و تغبولا و رجم تكانت و أيت اسعيد من أهم الأماكن المفضلة للمزودين إن لم نقل أن هناك مزودات نسوة وجدن في تجارة ماء الحياة تجارة مربحة و بدون عقوبات حبسية باهضة الثمن حيث لا تتعدى مدة الاعتقال سنة في أحسن الأحوال .
و من زبناء المروجين صغار الأجراء و المدمنون على شرب الكحوليات بحيث يصعب عليهم شرب الجعة التي فاق ثمنها بالفندق 23 للقارورة بينما لا يتعدى لتر ماء الحياة 100 درهم .
و من ويلات ماء الحياة و الإدمان على شربه اعتقال مدمنين و اتهامهم بتهم ثقيلة كما حصل للمرحوم امحند مستخدم بالمكتب الوطني للكهرباء كان يحتسي ماء الحياة بتغبولا و التقى المرحوم ادريس العلام ووقعت الوفاة الغامضة التي أوقعت المستخدم في يد العدالة لمدة سنة كاملة كما فارقت غاهرة بالحي الجديد بأفورار ذات صباح و المنحدرة من خريبكة بسبب تناولها بكثرة مسكر ماء الحياة وقادت عشيقها للسجن و اللائحة طويلة
و تصادف بالشارع اليتيم بأفورار عشرات المدمنين على المادة من مختلف الأعمار و يخلقون متاعب للساكنة ليلا حيث تتعالى أصواتهم و قهقراتهم .
وهذه المواد السامة التي تستعمل بهذه المادة ادث في وفاة واصابات عدد من متناولها بامراض خطيرة
ومن هنا يمكن القول ان هده المادة متفشية بشكل كبير في عدد من الجماعات القروية والبلدية وايضا بالمناطق الجبلية والمجاورة للمدينة تفاديا لاصطدمت أمنية واعتقالات ، ويجب على المسؤولين الآمنين تضافر الجهود والعمل اكتر .