أحيانا لابد أن نستحضر الأحزاب وما يحدث لها وفيها
قلم : حمزة شكير
أحزاب انتهت صلاحيتها.. وأحزاب تواجه المخاض من جديد .. وأحزاب تصارع من أجل الاستمرار ..الأحزاب السياسية لا يجب قراءتها على ضوء مفاهيم اليوم وإنما على ضوء السياق التاريخي الذي جاءت فيه وكيف نضجت ؟؟
وكيف تدبر أمورها الداخلية ؟؟ وأيضا مهامها الدستورية إن وجدت ؟؟ بعض الأحيان نستخلص أن فهمنا للسياسة هو فهم فلكلوري فقط، وهذا الفهم نتيجة ذاك الاعلام المنحط حيث أصبح كلام التفاصيل متاحا للجميع ونزل السياسي من برجه العالي .. وأصبحنا جميعا نطرح أسئلة لا يهم جوابها.
السياسة أحيانا لا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل وتحويلها إلى سبب صراع بين من يحاول التحرر والإصلاح في حدود الإمكان، ومن يحاول لعب دور البطولة وركوب الأمواج ..أو تحويلها الى أداة عائقة للتنمية وللكسب فقط …
اليوم أزمة الأحزاب تهمنا جميعا لأن جمود السياسة في بلدنا، ربما يرتبط بجمود التنمية مستقبلا، نعلم جميعا من يحرك الأوراق كيف يشاء، ونعلم من يعيق التنمية قديماً وحديثاً في وطننا من أجل النهب والسيطرة، وحتى قتل وسجن احرار البلد لم يتورعوا فيه … الاخرون لا يجب أن يعول عليهم لأنهم يتسترون بغلافات مختلفة،ويتوارون خلف الأقنعة لتصفية حسابات تاريخية ممقوتة….
الأحزاب دستوريا إلى حد مقدر يجب أن تكون مقدسة، لكن عندما يجري توظيفها لإثارة ما لا تحمد عقباه، تسحب منها هاته القدسية وتبقى تحت ألف علامة إستفهام…
الأحزاب السياسية الحقيقية اليوم بغض النظر عن إيديولوجياتها وقناعاتها أمام رهان كبير،رهان يستوجب عليها حضور رغبة وعزم في تنزيل الحلول وخلق مبادرات للصالح العام رغم الاكراهات … وعدم التأثير بالارتدادات السياسية التي لن تنتهي؟ وعدم المبالغة في تقدير ما ينطلق من اعتبارات ذات علاقة بمن يكيلون بمكيالين، بغض النظر عما إذا كانت هذه الاعتبارات صائبة أو لا ..
اليوم يجب على الأحزاب أن تأخذ قرارتها السياسة بشجاعة وبنضج وبعيدة كل البعد عند منطق انتظار التعليمات.. الساحة السياسية اليوم يجب أن تنضج فيها الأوضاع والسياقات بطرق ديمقراطية …وإلا فلتذهب الانتخابات الى الجحيم…