أزيلال 24 : صلاح حضري
في إطار احتفال الشعب المغربي بالذكرى الخامسة و العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، نظمت القنصلية العامة المغربية بمدينة رين الفرنسية حفلا بهيجا تحت إشراف معالي السيدة مريم طالب، القنصل العام للمملكة المغربية برين- فرنسا بحضور رؤساء مختلف المؤسسات الفرنسية المحلية و الجهوية و قناصلة الدول الصديقة، هولندا، ليتوانيا و جنوب أفريقيا، و الطاقم القنصلي و رجال المال و الأعمال و مكونات المجتمع المدني و مغاربة العالم المقيمون بالغرب الفرنسي الكبير.

في البداية، رحبت معالي السيدة القنصل العام بالحضور الكريم، ثم ألقت كلمة بالمناسبة و في ما يلي نص الخطاب:
معالي السيد والي موربيون، أصحاب السعادة، السيد محافظ موربيهان، السيد عمدة دوفيل، السيدة المستشارة، السيد الأمين العام لولاية إيل وفيلان، السادة والسيدات القناصل أيها السادة، الرؤساء الذين يمثلون النسيج الجمعوي والأصدقاء الأعزاء الحاضرين هنا، أعزائي مغاربة العالم، أيها المواطنون الأعزاء، الإخوة والأخوات الأعزاء، سيداتي وسادتي، يسعدني أن أرحب بكم، اليوم، في هذا اليوم العزيز على قلوب كل المغاربة، نحتفل و الشعب المغربي قاطبة بالذكرى 25 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عرش أسلافه الميامين. لذلك، أود أن أشكركم جميعًا، أيها المواطنون الأعزاء، وكذلك السلطات الإقليمية والمحلية الفرنسية الموجودة معنا هنا، والتي أعبر لها عن احترامي العميق وامتناني لاستعدادهم اللامشروط وتعاونهم الثمين، مما يساعدنا على تنفيذ مهامنا المتعددة من أجل خدمة مصالح أفراد جاليتنا المقيمة في الغرب الفرنسي الكبير.
هذا التعاون المتكامل الذي يؤكد مرة أخرى روابط الصداقة التاريخية التي تربط فرنسا والمغرب والتي تتواصل حتى اليوم بزخم أكثر قوة خاصة بعد الإعتراف التاريخي و الجريء بمغربية الصحراء من طرف الدولة الفرنسية.
حضرات السيدات والسادة، كما ذكرت سابقا، نحتفل اليوم بحدث عزيز على قلوبنا وقلوب جميع المغاربة في المغرب والعالم، ألا هو عيد العرش المجيد، و تأتي هذه الذكرى المجيدة التي تصادف 30 يوليوز من كل سنة، لتبرز أواصر المحبة الصادقة والإرتباط القوي و الوطيد للشعب المغربي بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رمز الأمة وموحدها، عبقري نهضة المغرب الحديث، بفضل السياسة الرشيدة و الحكمة وبعد النظر لجلالته حفظه الله و تعبئة الشعب المغربي العظيم؛ جلالة الملك الذي عرف المغرب في عهده الإزدهار و التقدم و التطور و فتح أوراش كبرى في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و السياحية والاجتماعية و الثقافية و الرياضية و التنموية والبيئية و البنى الطرقية و الموانىء ... كما نحتفل بعيد العرش في سياق من الفخر العظيم و الإعتزاز الكبير نتيجة للتحولات التي تشهدها البيئة الدولية وانعكاساتها على الاقتصاد الوطني والعالمي.
و بعد أن خلق مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يسير صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله على نفس النهج الذي سار عليه أسلافه الميامين ، المغفور له محمد الخامس والمغفور له الحسن الثاني اللذين قاما رحمة الله عليهما بإرساء أسس الدولة المغربية.
كما أسس جلالة الملك اقتصادا حديثا وتنافسيا، وقام بتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة و تعزيز روابط التعايش والتلاحم بين العرش والشعب، من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتعزيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية في إطار المؤسسات والديمقراطية المغربية.
يعيش الشعب المغربي اليوم حقبة جديدة في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يقود شعبه نحو طريق التقدم والحداثة، وترسيخ المكتسبات الديمقراطية، والحفاظ على الوحدة الترابية للمغرب، وتعزيز مكانته الحضارية و تأثيرها كدولة السلام و التعايش والتضامن والتسامح والإعتدال والقيم الإنسانية العليا. وقد تبلورت هذه القيم فعليا في السنوات الأخيرة، من خلال إطلاق عملية التنمية البشرية المستدامة، وتكريس الإقتصاد الأخضر، وتشجيع الإستثمارات وسوق الشغل، وتسريع الصناعة، والنهوض بالشباب وحقوق المرأة و الإهتمام الكبير بقضايا مغاربة العالم.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تم إحداث عدد مهم من القنصليات داخل المغرب وخارجه، بالإضافة إلى الشراكة الإستراتيجية التي تربط المغرب بالإتحاد الأوروبي، والتي تتميز بالثقة والمصالح المتبادلة والقيم المجتمعية و الإنسانية.
ولا يفوتني أن أؤكد على أهمية هذه الرؤية الملكية في بعدها الحضاري، فهي عنصر أساسي في التقريب بين الشعوب والتفاهم والإحترام والتسامح، وسأذكر في هذه المناسبة؛ الإهتمام بالرياضات المختلفة، والإنجاز الرفيع المستوى خلال نهائيات كأس العالم بقطر سنة 2022. كما سأذكر بالفوز الأخير الذي حققه المنتخب المغربي لكرة القدم على خصمه الأرجنتيني خلال الألعاب الأولمبية، والتي أهنئ على إثرها فرنسا على التنظيم الجيد و الممتاز؛ علاوة على ذلك، فإن اختيار المغرب، بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، في تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 ليس من طريق الصدفة كما تروج لذلك أبواق الجارة الشرقية، و بالطبع تشهد مشاركة المغرب في تنظيم التظاهرة العالمية على التزام المغرب، المعترف به قاريا و عالميا من أجل تنظيم كأس أفريقيا سنة 2025 و كأس العالم لكرة القدم سنة 2030.
شعارنا الخالد: الله الوطن الملك
و السلام عليكم.

بعد ذلك دعت معالي السيدة القنصل العام الحاضرين لتذوق مختلف أطباق المطبخ المغربي الذي فاز بالجائزة الدولية كأحسن مطبخ في العالم.