شذرات من اقوال الحكيم
قلم : قلم : عبد اللطيف برادة
صدى حنجرتي المدوي و همزات ابليس
عبد اللطيف برادة
فلما نتطرق إلى أشياء نجهل سر ما هي عليه في الأصل
أليس هو كذلك شان العقل والعقل لعميق عمق البحر
العقل أعمق بكثير ممّا يُمكن أن يتصوّره المرء الغارق في الجهل
اسمحوا لي ادا إن تطرقت اليوم الى هذا اللغز
وعلى من يعلم جوهر السر إن يكتم أنفاسه
عليه ان لا يبوح بالسر لعامة القوم
لا ينبغي أن نتكلّم عن اي شيء إلا في حضرةِ العقل الملم بإسرار الكون
أيتها الملهمة ,أنتِ أيتها الخجولة التي تسرق السمع
أيتها المُلتهبة أنتِ يا سعادتي يا ساحرتي الغجرية
الظل الجاهل قادم ,فلنفترق إذن ولنكتم السر
هو ذا الغباء المترجل قد حَل فلنفترق
هؤلاء الافاقون ممن يعتقدون أنّ استدارة ظهرهم اعتراض على افكاري العاتية
يديرون الإدبار عندما أتكلّم
فلما الانزعاج من أفعال القوم القزم
إنّهم لا يشعرون بشيء مما اشعر
فلا شيء يغريني فيهم ولا اتضايق من أي شيء
لا عزوفهم عن أحاديثي ولا غرورهم المقنع
هجرهم لي نفاق و سفاهتهم لا تقلقني
يصرون عليّ بقناعتهن وهي اوهام زائلة
فكيف لي ادن أن ارتاح إلى أقوالهم ؟
فهي كلها مجرد حزمة أكاذيب
ولما اصدق كلام حتى وان ظل صداه يتعقبني
ها انني اطرد بكل قواي صدى أقاويلهم
اقارنها بهمزات إبليس
كلام يظّل يلاصق عقلي حتى بعدما أزيحهُ عنّي
لست ممَنْ يمضي إلى الأمام بينما يرنو بعينيهِ إلى الوراء فيخطو بعنق ملتوية
لا إميل إلى من يتصنت من وراء الجدران
ولا لمن يدس كلاما كفحيح الافعى من وراء ظهري وفي غفلتي
المادح يتظاهر جزما بأنّهُ لا يفعل سوى ردّ على ما قُدّمَ لهُ سلفاً
لكنّهُ في الحقيقة يطمع بمزيد من العطاء
قد يكون كلاما كله عسل لكن لقد دس فيه سم قاتل
مثل هؤلاء من الافضل أن يتوارون عن مسيري
البعض منهم لا يستحق الرأفة بل كل الازدراء
فيهم ممن يتقن الدور وأغلبهم ممثلون رديئون
أسوء أنواع الرياء وجدته لدى هؤلاء الغوغاء
فالأفاقون يتظاهرون بفضائل لا يمتلكون منها إلا الظلال
أنا محب وأنت محب نحنُ كلنا نحب
هكذا يكون دُعاء الرياء من أصحاب الفضائل هم الأفاقين
والويل الويل عندما لا يدعن الرجل الصادق لكذبهم
إن الحياة لفي غنى عنهم وكل ما أود أن أقول لهم اتركوني وعزلتي
دعوني انأ وآلامي وجراحي إنني لكفيل بها
دعوا الشمس تشرق علي
خلصوني من ظل سحابتكم الثقيلة
دعوا الصدفة تأتي فتزيح وجوهكم المكتئبة بعيدا عني
اود ان اوصل رسالتي ولا احد يتولى سمعي
فلمن سأتكلم ان كان الصدى يغير من نبرات صوتي
هؤلاء صم بكم لا يفقهون
وان كان للجدران ادان تسمع فقد صمت الاذان لهؤلاء ولم تعد تنصت ألا لصدى الاقاويل
ذلك ان حديث الحكمة يذهب مع الريح اما احاديث اللهو و القيل وقال وكل ما احيك من تفاهة العقول اصبح يزن لديهم وزن الذهب
ايجب كي تصبح لكلماتي وقع في ادانكم ان يماثل وقعها هذير الشلالات
اوان يكون لها دوي الطبول والمزامير
انني حقا اندركم باليوم الذي قد تجدون فيها كلماتي تطاردكم اينما وليتم
قد تعود الى الاصل كما هي بعدما افرغت من كل معنى
ايجب أن تكون كلماتي من حمم البراكين لكي يكون لها وقعا في ضمائركم الغافلة
ام من نار وجحيم تريدون احرفي حتى تقرع ادانكم الصماء
فكيف لي ان اتكلم الى الضمائر الغافلة
و من هم الافاقون اليس اولئك الدين يصطنعون من المحبة وهم ليس إلا
فكيف لهؤلاء الاشباح ان تحب بينما تغلي قلوبهم حقدا وكراهية
من هم الافاقون اليس هم من يطنبوا ادانكم بوقع المودة و في جوفهم تتغلغل نارا من جحيم
اولائك الدين يريدون أن يكون لهم أجراً حتى وان دعوك على مائدة عشائهم ذات مساء بالصدفة
عن ادنى شيء يفعلونه حتى وان كان مجرد سلام يريدون جزاءا ومقابل
لا يفعلون شيئا وإلا هم ينتظرون ضعف ما قدموا
يودون جَزاءًا على عملهم ان ينتزعوا منكم حق الحياة وحق الموت
اعيب في ان يفعل المرء خيرا وهو ينتظر ان تأتي له السماءً مقابل ذلك هبة
وان ينتظر مقابل حياة الأرض الخلود
اعيب من يملئ الدنيا بالغرور فينصب نفسه ألاه نفسه لمجرد انه يأكل حتى يشبع وينام على سرير وثير
يتطاول بمشيته كالطاووس لمجرد انه يصرف من مال يكفيه لأكثر من يوم
يريد ان تكون لوحده عرض الدنيا ثم ينتظر ان تكون حياة الارض حدا للكون
لاشيء قبل ولاشيء بعد
هكذا يريد ان يفعل ما يشاء من دون حساب
اعلم الان لما انتم غاضبون ولما تسخطون عليّ الآن
ذلك انني أعلم ما ترغبون فيه
تزعمون أن لا مُحاسِب ولا عقاب كي ترتاح ضمائركم
وماذا ان كشفت لكم عن الحقيقة التي قد تلجم السنتكم
انني أعلم حق العلم بأنّ للفضيلة جزاء في ذاتها وفي جوف الرذيلة عقاب
أوّاه ,هذا الذي يُحزنني ان اجد من يدعون معرفة الحقيقة المطلقة
يدسون في عمقِ العقل زلزال الشك
يدعون هكذا ان الثواب والعقاب مجرد اسطورة
اذ هذهِ هي حقيقتكم أيّها المحررين من قيود العقل تريدون ان تجروا ورائكم كل الخرفان
وماذا ان قلت لكم ان كلماتي لم تكتب من اجلكم
أنتم أكثرُ قذارة من أن تتعطروا بنفح هذهِ الكلمات
ما هي عقيدتكم اليست كلها انتقام وعقاب ثم جزاءا و ثأر
تحبّون فضيلتكم محبة جمة وما هي الفضيلة لديكم
مجرد مسرحية لاستقطاب اكبر عدد من الخرفان