مصير الديكتاتورية في عالم متقلب
قلم : عبد اللطيف برادة
يوما بعد يوم يموت جميع الدكتاتوريين شنقًا أو في أسرتهم وهم في سبات
يهرولون عندما تدق الساعة الى مصير مجهول
لكن معظمهم يتجنبون المحكمة لاهاي التي تلاحقهم في كل مكان
على المحكمة ان تكون محايدة و أن تحكم على جميع جرائمهم
لاهاي تحكم حقا لكن من دون اي تنفيذ يذكر
يختفي الكثيرون في هذه الأيام كوباء تم القضاء عليه بجرعة من دواء قاتل
يتظاهرون بما ليس فيهم وفي المقابل نراهم يختفون عند ساعة الحسم
ونتساءل على من سيرسو الدور القادم ؟
ربما الجار الذي يرتجف خوفا من القدر
او داك الطاغية الذي يستتر من وراء القناع
وقبل كل شيء،ما فائدة المحكمة التي فقدت مصداقيتها في لاهاي
يموت الدكتاتوريون واحدًا تلو الآخر
ومن المؤسف أن الديمقراطية لا تحل محلهم دائما
"اريد ان اكتب الكثير عن مصائر الشعوب والطاغيات في العالم المتخلف
لكن لقد أخذوا مني كل شيء حاملي الأقلام وأقلام الرصاص والحبر
لم يتركوا لي سوى الممحاة
جردوني من كل شيء لأنهم لا يحبون أن أكتب
وقد دفنوني في زنزانة العقاب هذه
ولكن حتى مع ذلك فإنهم لن يقمعوا نهائيا ثورتي
يودون اسكاتي لأنهم يكرهون شعوري بالفخر بأنني رجل حر
لقد أخذوا مني هكذا كل شيء،
ولكن لا يزال لدي حبر الحياة
دمي الخالص من كل الشوائب
دمي المتدفق في شرايين قلبي العاشق للديمقراطية
و به مازلت أكتب الشعر
"سوف أقطف حلمي غدا بعدما تتمر الغلة
سأفعل دالك غدًا وليس اليوم اما اليوم فأنني اعارك
لقد اقلعوا أظافري ورغم دالك لن أخون
هؤلاء لا يعرفون مدى شجاعتي
اما انا أعرف
أخبروني هل سيعود شهداء الثورة من العالم الآخر
بالنسبة لي من غادر سيظل هناك
لاشيء يعوض حياة الاخوة والأحباء
كل يوم أكثر قليلا أبكي وفاة جميع الذين ماتوا
ولم أعد أعرف ما هو الصحيح في هذا العالم
ما هو الفارق هنا من العالم الآخر
الآن لم أعد أعرف عندما أحلم وعندما لا أحلم
في كثير من الأحيان يخيفني شعوري بموت وشيك
شعور من نوع ما ينتابني بقدر نباح الكلاب في الليل
أشعر أنني مستعد دائمًا لموجة من الغضب ضد ما يحيط بي
ضد ما يمنعني إلى الأبد من أن أكون رجلاً
ولا شيء يمكن أن يهدئ كراهيتي لبركة من الدماء
او من مشاهدة هذه السيوف الحادة التي تقطف الرقاب
الظلال وأشباح تتعقب خطواتي تخنق انفاسي
لكنني سأتكلم عن الظلم والجور
وسأبشر العالم بغد افضل بشرط ان ينبعث من جديد
لا بد للشعوب ان تستفيق من غفوتها وان تقاوم الطغاة
لابد للإنسان ان يستوعب ان بخلاصه قد يتخلص العالم من بواعث الظلام