التستر على بارون ...قاضي التحقيق باستئنافية سطات يضع 7 دركيين السجن المحلي علي مومن
أزيلال 24
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات إيداع سبعة دركيين بالسجن المحلي علي مومن، ومنح اثنين آخرين السراح المؤقت تحت المراقبة القضائية.
ووجه القاضي للدركيين تهما تتعلق بالتستر على تاجر مخدرات وإهانة الضابطة القضائية وخيانة الأمانة و الرشوة البينة.
وأشارت المصادر إلى أن الدركيين الذين تم إيداعهم السجن كانوا يعملون بمراكز ترابية تابعة لسرية سطات، ويُشتبه في تورطهم بتزوير محاضر رسمية، والارتشاء، والتستر على بارونات مخدرات مطلوبين للعدالة، إضافة إلى مشاركتهم في أعمال إجرامية خطيرة.
كما ذكرت المصادر أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات التمس من قاضي التحقيق إجراء تحقيق تفصيلي مع المشتبه بهم بعد رصد خروقات في بعض المحاضر وتفريغ الشريحة الهاتفية. وقد دفع ذلك القاضي إلى تعميق البحث وإيداع المتهمين السجن الاحتياطي.
تفاصيل القضية تعود إلى سنوات خلت، حين كان الهالك قيد حياته يشتغل مساعدا عند البارون المشتبه فيه، سواء بسياقة سيارات محملة بالمخدرات أو القيام بأعمال تحت أوامر رئيسه بالبروج، مقابل أجر مالي محترم.
وأضافت المصادر ذاتها أن الهالك – قبل مقتله- أدى ضريبة الاشتغال في الممنوعات بقضاء عقوبة حبسية، وأعلن توبته بعد مغادرة السجن، وابتعاده عن الاتجار بالمخدرات، مفضلا فتح محل لإصلاح السيارات بمدينة البروج لتوفير لقمة عيش لابنيه وزوجته من مجهود حلال، قبل أن يعود البارون لإقناع الشاب وإغرائه، فرجع من جديد إلى مساعدته في ترويج المخدرات، قبل أن يقرر اعتزال العمل الممنوع بصفة نهائية.
بقي الهالك قيد حياته على علاقة عادية مع رئيسه السابق في الاتجار بالممنوعات، فضلا مساعدته في الأغراض المسموح بها لفائدة العائلة، إلى حين التجأت زوجة البارون إلى الشاب قصد مساعدتها على إفشال محاولة زوجها الارتباط شرعا بامرأة ثانية، والتوجه إلى المشعوذين قصد تحقيق الهدف.
شعر بارون المخدرات بزوجته وهي تحاول التأثير عليه بأي وسيلة كانت، قصد التراجع عن ربط علاقات غير شرعية، أو الزواج بامرأة ثانية، وذلك بتوجهها إلى المشعوذين، فضلا عن كونه بدأ يحس بعلامات العجز الجنسي، المعروف لدى العامة بـ”الثقاف”، لأسباب كان يجهلها رغم إدمانه المفرط على مختلف الممنوعات.
هذا الوضع النفسي غير المستقر والإحساس بالغدر حسب تفكيره جعلا البارون يرفع من مستوى تعنيف زوجته، وتكرار ذلك قصد الضغط عليها للاعتراف بفعلتها، أو الوصول إلى خيط يقطع الشك باليقين في علاقتها المشبوهة مع مساعده.
وفي ليلة السبت/ الأحد من الأسبوع الأخير من شهر نونبر من سنة 2023 استدرج بارون المخدرات رفيق دربه، بادعاء الحديث معه حول بعض الأمور الخاصة، وقصد منزله بالبروج، رفقة آخرين، حيث تم الاعتداء عليه بسلاح أبيض واختطافه على متن سيارة رباعية الدفع نحو ضيعة بمنطقة “القصر” نواحي البروج، والإجهاز عليه، بعد تجريده من ملابسه السفلى، وتعذيبه والاشتباه في اغتصابه، قبل ربط أحد الأشخاص الاتصال بعائلة الهالك يخبرها بضرورة الانتقال إلى الضيعة قصد نقل قريبها إلى المستشفى، بعدما تركه المشتبه فيهم في حالة احتضار مكان ارتكاب الجريمة.
استنفرت مصالح الدرك الملكي بسرية وجهوية سطات عناصرها من مختلف التخصصات، بتنسيق مع عناصر المركز الترابي بالبروج، تحت إشراف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بعاصمة الشاوية، حيث انتقلت إلى عاصمة بني مسكين لمباشرة الأبحاث الميدانية والتقنية، لفك لغز الجريمة متشابكة الخيوط.
وبعد انطلاق الأبحاث توصلت عناصر الضابطة القضائية لهوية 11 مشتبها فيهم، فجرى توقيف 5 أشخاص عبر مراحل، وإيداعهم سجن عين علي مومن بقبيلة المزامزة نواحي سطات احتياطيا، فضلا عن الاستماع إلى أحد القاصرين، لتحديد علاقته بالجريمة. كما جرى تحرير مذكرات بحث وطنية في حق 6 أفراد يشتبه في ضلوعهم في الجريمة.
وفي سياق الأبحاث حجزت الضابطة القضائية ثلاث سيارات بإحدى الضيعات نواحي البروج، واحدة رباعية الدفع تحمل آثار دم الضحية، بعد اختطافه على متنها، واثنتان يشتبه في الاستعانة بهما في ترويج الممنوعات، فضلا عن العثور على كمية مهمة من الشيرا والقنب الهندي وأوراق التبغ.