بقلم : لحسن كوجلي

اجمع كل وزرائنا المحترمين ومعهم امناء الاحزاب السياسية وممثلي الشعب والنقابات
وكل فعاليات المجتمع المدني على ان خطاب المسيرة خطاب قوي وصريح. حين يسال
احدهم عن فحواه يشيرعلى ان الخطاب موجه الى ثلاثة مكونات اساسية.  يفهمها
المخاطب هكذا ( صحراويي الداخل، الجزائر، المنتظم الدولي )، وقد قدموا في هذا
الشان عدة تفسيرات. الغير الملاحظ من طرف الجميع هو ان الخطاب الملكي السامي
يحمل سرا اخر اكثر قوة ويهم غالبية الشعب المغربي.
في نظري المتواضع خطاب المسيرة ليس قويا وصريحا فحسب، بل هو قنبلة. لغة
القنابل  لغة قوية، لاتخشى
ولاتستحيي من احد اثناء انفجارها، مكاسبها مضمونة
النتائج، فإن لم تقتل تخيف، وتجبر العدو على الركوع ولو في البحث عنها.
الخطاب في نظري لم يات بجديد على مستوى المضمون، انما جديده يتجلى في ما قد
اسميه بخطاب المكاشفة. بمعنى " كل واحد ادير عقلوا راه عقنا بكلشي اوصابرين،
لكن الى متى ". انا شخصيا عشت كثيرا مع اخواننا الصحراويين، لمست في بعضهم
ان المغرب كدولة لا يعني لهم الكثير، هم لا تهمهم اڭادير ولا الدار البيضاء ولا
مراكش، لا يقوون على العيش خارج المناخ الصحراوي، لذا، ان يعيشوا في
موريطانيا   او الصومال او
تيندوف فالامور سواسية. في السنوات الاخيرة ظهرت الاستثمارا ت
 في الجنوب وظهر معها المال الكثير وبدات الفوارق الاجتماعية تتشكل، هذا
النوع من الاختلالات اجبر الطرف الضعيف في البحت عن الكنوز التي ستساعده في
الالتحاق بمن كان بالامس اقل ثروة منه، فاضحى البعض يتعاطى للتهريب، والبعض
الاخر ينبش إما سرا او علانية في الامور السياسية سعيا منه لربح اكبر مكسب ممكن،
واجهار ورقة الانفصال الاقرب لتحقيق اي هدف. شخصيا املك صديق صحراوي
اعزه كثيرا، كان مواطنا صالحا يكن كل الاحترام للمغرب، قدم في سبيله كثيرا من
الجهد، كان عسكريا برتبة ضابط صف، حين اشنقته ضائقة مالية، حاول ان يستغني
نفسه من التهريب، لكن للاسف عمليته فشلت، وخوفا من العقاب، لجا الى الضفة
الاخرى ( البوليساريو ). ما اعنيه هنا هو ما تحدث عنه الخطاب الملكي، اي ان هناك
من يضع رجل هنا ورجل هناك.
الخطاب اشار الى الجزائر، وهذه الدولة لن اتكلم عنها بحيث لا تستحق  ان تاخذ مني
كثيرا من الجهد لانها ليست شقيقة كما تقول اللغة الديبلوماسية. ما يهمني كثيرا في
الخطاب الملكي السامي امرين اثنين : اولهما حين تكلم عن واشنطن والمنتظم الدولي
و ما ادركهما. فانتقاد هذان المكونان لن يخرج الا من حنجرة دهبية وقلب شجاع ومن
روح تؤمن بجسامة المسؤولية المناطة بها. ثانيهما ان الخطاب يبرهن مرة اخرى ان
لا مستقبل للمغرب بدون امير المؤمنين، وهذا هو السر الذي اشرت اليه انفا كنت اضيق
نفسا حين كنت اسمع جل عظمائنا المحترمين، من وزراء وما سبق ذكرهم وهم يتكلمون
عن قوة الخطاب، غير مدركين ان الخطاب نفسه لا يستثنيهم في الموضوع، بل هم ايضا
معنيون من حيث لا يشعرون. فاين كان الكل قبل الخطاب؟ لما لم يتحدث احد عن
الموضوع؟  اهو جهلا ؟ ام خوفا ؟ ام
ضعفا؟  الجواب  بالتاكيد تعلنه صناديق الانتخانات
دوما، حين تتحدث عن نسبة المشاركة التي لا تتعدى 40 في المائة رغم النفخ فيها.
الخطاب يؤكد ان الفرق كبيرجدا بين القصر والبرلمان وذلك باعتراف اعضائه وكل من
يدور في فلكه. لهذا ارى ان المغرب لن يتقدم بالسرعة التي نرجوها كشعب، الا بسبب
واحد، الا وهوالعمل على تقوية اداء المجتمع المدني الضامن الوحيد لتفريخ النوابغ .
اذ لايمكن لقاطرة قوية ان تجر عربات ضعيفة. بما ان كل المغاربة اعترفوا بقوة
الخطاب، اكيد انه سيغضب الى حدما كل المعنيين به، لذا فلولا ضعفهم بسبب الحروب
التي انهكتهم لربما كانت لهم رؤية مخالفة، في غضون هذا كنت افضل ان يلقى
الخطاب     بنفس القوة لكن من شخص
اخر اقل درجة من الملك، ليترك لجلالته مساحة
حرة للتدخل في حالة الاسوأ، علما انا لا احد يستطيع ان يقوم بالمهمة غيره.
ماستوقفني في الحوار كذلك، واريد ان احيط به كل من تزعجه بعض من كتاباتي
والتي بنى عليها البعض على انني مخزني، اود ان اسائله عن سبب مغامرة صاحب
الجلالة بالقاء هذا النوع من الخطاب الذي من خلاله سيفقد شيئا ما على مستوى
الخارجي. انه الملك، يملك كل شئ كما تدعون، العرش، السلطة، الجاه، خاتم سليمان..
فلما يكلف نفسه لالقاء هذه الخطابات القوية التي ستجلب عليه السوء ؟ فاليترك الامر
كما  هو عليه، او ان يقبل بالتقسيم إن احس بضغط ما او يسمح في الصحراء
كليا، كما   فعل القدافي وما
يفعل بشار الان. لكن لم ولن يفعل. فتلك اية لكل الالباب.