تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- قراءة في نص: "صدع في بؤبؤ الروح" لمالكة حبرشيد
عبدالقادر كلول
نص "صدع في بؤبؤ الروح" لمالكة حبرشيد هو عمل شعري يتفجّر من قلب العتمة والتشظّي الداخلي. تكتب الشاعرة بلغة مفعمة بالرموز والصور السريالية، مما يضعنا أمام تجربة وجودية ذات طابع تأملي وفلسفي.
قراءة أولية:
العنوان: "صدع في بؤبؤ الروح" يفتح باباً على عمق الألم، على شروخ لا في الجسد بل في جوهر الكائن، في عين روحه التي ترى العالم.
البنية: النص ليس شعراً كلاسيكياً ولا نثرياً صرفاً، بل ينتمي إلى قصيدة النثر الحرة، ذات الإيقاع الداخلي المشحون بالصور والمجازات.
الصور الشعرية: الشاعرة ترسم لوحات مدهشة:
"الليل يخلع جلده"، "أعبرني كظل غراب"، "رأسي حقيبة مثقوبة"، كلها صور تجمع بين الاغتراب واللايقين والتشظي الداخلي.
"صوتك زوبعة في مرآة عمياء"، "الدقائق ثعابين تلتف حول عنقي"، تظهر الإحساس بالضياع والضغط الزمني والنفسي.
الثيمة المحورية: الغياب، الانكسار، الحيرة، وتشظي الهوية... مع صوت أنثوي مصلوب بين التوق والخذلان.
دلالات:
الذات والآخر: هنالك آخر (ربما الحبيب، أو الذات القديمة ) تُحاك حوله الصور، لكن من خلاله تُكتشف الذات المتشظية.
المرآة: مرآة تتكرر كرمز للرؤية والانعكاس، لكنها عمياء، مما يعكس العجز عن الفهم أو المصالحة مع الذات.
الزمن: لم يمر في النص بشكل خطي، بل كان عقرباً يلدغ، وثعابين تلتف... الزمن هنا أداة ألم وتفكك.
الخلاصة:
نص غني، مكثف، يتطلب قراءات متكررة لاستخلاص طبقاته. هو أقرب إلى بوح داخلي مشحون بالفقد والدهشة والأسئلة الكبرى، يُكتب بألم أنثوي ناضج، ويُصاغ بجمالية لغوية متمردة على الشكل والنمط.
مالكة حبرشيد، تحية من قلب الكلمات إلى من صاغت الحرفَ بندى الروح،
ومن نسجت من العتمة وشاحاً من المعاني الشفيفة،
قصيدتك "صدع في بؤبؤ الروح" ليست مجرد بوح، بل خريطة وجدان يتقشر على مهل،
تغزلين الألم بشفافية عالية، وتجعلين من اللغة مرآةً، وإن عمياء، تعكس دهشة الوجود وتكسّرات الذات.
شكراً لكِ على هذه القصيدة الماتعة التي تمضي بنا إلى تخوم السؤال والذهول،
وتُذيبنا في مرآة الشعر حيث لا يُنتظر الصدى، بل يُولد من الصمت صدى جديد.
منذ سنين وانا اتابع موقع ازيلال 24 ، نظر لكونه من المواقع الجذابة ونشره لمواد متنوعة . وأتابع كثيرا ركن كتاب واراء ، وخاصة بعض الكتاب المعروفين ونشره مقالات امازيغية . وفيما يخص الشعر انى انا الآخر معجب بشعر الأستاذة مالكة حبرشيد ، تقديرا لإبداعها المتفرد، وأسلوبها الجذاب الذي يأسر القلوب، وقدرتها الفريدة على التلاعب بالكلمات، تمتلك ناصية الشعر وتحسن التلاعب بالكلمات بإلهامٍ فريد. وكأن "شيطان الشعر يملي لها" أجمل ما يحمل البيان من بديع العبارات وروائع المعاني ومن أبلغ ما قيل، و يحيل لها ذلك الوحي الخفي الذي يُنضج المعاني ويجعل من الحروف عذوبةً تنساب.
لقد أثبتت الشاعرة مكانتها الريادية في مجال الشعر، واستحقت عن جدارة أن تُعد الأولى دون منازع بجهة بني ملال خنيفرة، بما تنسجه من قصائد تنبض إحساسًا وتفيض سحرًا وجمالًا.