وخرج حارس المؤسسة التعليمية التي تعمل بها الأستاذة بتصريح صادم قلب مجريات الرواية المتداولة على نطاق واسع، حيث أكد أنه كان متواجدا بالمؤسسة لحظة وقوع الحادث، نافيا أن يكون الاعتداء قد تم في مكان معزول أو من طرف مجموعة أشخاص كما روج، مشيرا إلى أن الخلاف اندلع داخل القسم الداخلي، حين توجهت الأستاذة إلى هناك لجلب الماء، لتدخل في نقاش مع إحدى الطباخات التي أخبرتها بأن صهريج الماء لم يصل بعد، وطلبت منها العودة لاحقا، قبل أن يتطور الموقف بسقوط الأستاذة وشروعها في الصراخ.
وأضاف الحارس أنه فور سماعه للصراخ، سارع إلى القسم الداخلي حيث وجد الأستاذة ساقطة على الأرض قبل أن تأتي أمها وأختها اللتين اشتبكتا مع الطباخة، موضحا أنه حاول التدخل لفض النزاع، غير أن المفاجأة، حسب قوله، كانت حين شاهد أم الأستاذة تسقط على الأرض بجانب ابنتها، مشددا على أن السقوط تم من تلقاء نفسه دون أي اعتداء مباشر، وأن هناك أشرطة فيديو من كاميرات المراقبة بالمؤسسة توثق للحظة الحادثة، والتي من شأنها أن توضح الملابسات الحقيقية لما جرى.
وحول طبيعة علاقته بالأستاذة، كشف الحارس أنها كانت في مناسبات متعددة تدعي تعرضها لمحاولات اقتحام سكنها ليلا، وتحدثت عن أشخاص يعمدون إلى قطع الكهرباء وتعطيل الكاميرات، غير أنه، وبعد قيامه بعمليات تفقد وتحقيق ميداني، لم يعثر على أي دلائل أو مؤشرات تثبت تلك الادعاءات، كما أشار إلى أن الأستاذة لا تعيش بمفردها داخل سكن المؤسسة، بل تقيم رفقة أختها وزوج أختها ووالدتها، مما يجعل من الصعب حدوث أي تسلل أو استهداف دون أن يلاحظ من أحد.
ورغم التفاعل الواسع مع الحادث على مستوى الفضاء الرقمي، لم تسجل إلى حدود الآن تحركات نقابية ميدانية مصاحبة، في وقت لم تصدر فيه أي معطيات رسمية عن توقيف المتورطين أو تقدم في مسطرة البحث، كما أفادت الأستاذة، من خلال منشورات لاحقة، أن التضييق عليها استمر حتى بعد الاعتداء، من خلال ما وصفته بمحاولات منعها من الوصول إلى الماء.
يشار إلى أن هذا الحادث يأتي بعد واقعة سابقة عرفتها الجماعة ذاتها، حين تعرض مدير ثانوية الحسن الأول لاعتداء من طرف تلميذ خلال الموسم الدراسي الجاري، كما يأتي بعد أسابيع قليلة من وفاة أستاذة بمدينة أرفود، نتيجة اعتداء تعرضت له من طرف أحد المتدربين، ما خلف صدمة كبيرة في صفوف الأسرة التعليمية.