وفاة شاب عشريني بداء الكلب بقلعة السراغنة تُعيد النقاش حول خطورة إهمال عضات الحيوانات

 أزيلال 24 : حميد  سامي   

خيم الحزن على دوار النميرات التابع لجماعة واركي بإقليم قلعة السراغنة، بعد وفاة شاب عشريني يوم الجمعة 2 ماي الجاري، بإحدى مستشفيات مراكش، متأثراً بمضاعفات خطيرة ناجمة عن إصابته بداء الكلب، في حادثة أعادت إلى الواجهة خطر تجاهل عضات الكلاب والافتقار إلى التوعية الصحية اللازمة في المناطق القروية.

وحسب مصادر محلية، فقد تعرّض الشاب خلال شهر رمضان المنصرم لعضة وخدوش من كلب مشبوه، لكنه لم يُعر الأمر أهمية، معتقداً أن الإصابة خفيفة ولا تستدعي العلاج. هذا القرار كلفه حياته بعد أسابيع، حين بدأت تظهر عليه أعراض خطيرة تمثلت في نوبات هلع، صعوبة في التنفس، ورُهاب شديد من الماء، ما دفع أسرته إلى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى.

ورغم جهود الطاقم الطبي، أكدت الفحوصات إصابته بداء السعار في مرحلة متقدمة، حالت دون نفع أي تدخل علاجي، ليلقى حتفه بعد وقت وجيز.

وفي أعقاب الحادث، استنفرت السلطات المحلية عناصرها، حيث حلّت بمكان إقامة الهالك لجنة مكونة من رجال الدرك الملكي، القوات المساعدة، وأطقم طبية، التي باشرت حملة تلقيح وقائية شملت أفراد الأسرة وكل من خالط الضحية عن قرب. كما جرى توجيه البعض لإجراء تحاليل مخبرية في إطار التدابير الاحترازية لمنع انتقال العدوى.

ويُصنف داء الكلب، المعروف بـ"السعار"، ضمن الأمراض الفيروسية القاتلة بنسبة شبه مطلقة في حال عدم تلقي العلاج مباشرة بعد التعرض للإصابة. وينتقل الفيروس عادة عبر لعاب الحيوانات المصابة، خصوصاً الكلاب، من خلال العض أو الخدش.

وتنص توصيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على ضرورة التوجه الفوري لأقرب مركز صحي بعد أي عضة أو خدش من حيوان مشبوه، وأخذ اللقاح المضاد دون تأخير، حتى وإن بدت الإصابة طفيفة.

وتُبرز هذه الحادثة المؤلمة الحاجة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التعامل الجدي مع مثل هذه الإصابات، إلى جانب توسيع نطاق حملات التوعية والتلقيح في المناطق الريفية التي تفتقر في أحيان كثيرة للمعلومة الطبية السليمة.