إن ما حدث في أفورار لا يجب أن يمرّ مرور الكرام، فهو مؤشر خطير على ضعف الوعي البيئي وغياب ثقافة الحفاظ على المكتسبات التنموية. ومن هنا، تبرز ضرورة تحرك السلطات المحلية والجهات المعنية بشكل عاجل لتحديد هوية المتسببين في هذه الأفعال، واتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بردع مثل هذه التجاوزات، التي لا تضر فقط بالشجرة، بل تمس بحق الأجيال القادمة في بيئة سليمة ومتوازنة وإعادة النظر في طرق حماية المساحات الخضراء من الاعتداءات العشوائية. كما يُعتبر وعي المجتمع المحلي عاملاً أساسيًا في الحد من هذه الظاهرة، من خلال حملات توعية تحث المواطنين على الإبلاغ عن أي أعمال تخريبية ومشاركة الجهود لحماية البيئة.
فلا يمكن ترك هذه الممارسات تمر دون تدخل، فالحفاظ على الأشجار ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق بيئة صحية للأجيال القادمة إذ تحتاج هذه القضية إلى تدخل عاجل للسلطات والجهات المعنية بأفورار سواء عبر محاسبة المتسببين في هذه الاعتداءات، أو من خلال حملات توعية تهدف إلى تثقيف السكان حول أهمية حماية البيئة لأن مسؤولية الإصلاح مسؤولية جماعية تفرض على الجميع احترام الموارد الطبيعية وعدم السماح بحدوث مثل هذه التجاوزات التي تهدد الحياة بشكل عام.
إن الاعتداء على البيئة هو اعتداء على الحياة نفسها، ولن يتحقق الإصلاح إلا بتظافر جهود الجميع: سلطات، ومجتمع مدني، ومواطنين. وصدق الله العظيم إذ قال: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها".