بكاء الخريف
قلم : مالكة حبرشيد
في الخريفِ.....
تُصلبُ الفصول
على بوابةِ الريح...
تُقلم الغيومُ أظفارها
وتخمشُ وجهَ السماء....
على قارعة الانتظار
تموت الأحلام واقفة...
والضوءُ النّاسكُ ....
يتعثرُ في الحنينِ
ويُكملُ نُسكهُ في العتمة.
في الخريف....
يتفتح الألمُ
زنبقة بيضاء
تنقرُ غربانُ الوقت...
قلبها...
فتهتز موالا حزينا
لا يسمعهُ سِوى الغائبين.
الريحُ تعوي
تناهيد أفئدة مهملة
قصائد أمس مبعثرة....
لأنينها....يخلعُ الشجر أوراقَه
كما تخلعُ الروح بدنها
قبل القيامة.
أي خريفٍ هذا....؟
يكور العمر بقايا
في رحمِ الظلال....
تنتحبُ الذكريات .....
وتشيع الاماني
الى مثواها الاخير
هكذا...
يينعُ الألمُ
كما يينعُ الخمرُ
في جرارِ النسيان....
وتُسكبُ الأرواحُ
في كأسٍ واحدة...
يشربُها الخريفُ
ويبكي حتى الثمالة.