قضاء"أحمد الزيدي"وقدر"عبد الله باها"وآخرون...
ذ. أحمد ونناش
أقول لكم ولكن لن تصدقوني كثيرا ،فآخر موضوع يناقشه المرحوم عبد الله باها ،هو القضاء والقدر ،ولم يكتب له أن ينتهي، بإقناع ابنته "حكيمة" وهما في طريقهما إلى المنزل، بعد رجوعهما من المدرسة ،وفضلا أن يستأنفا الحديث في المساء، بعد عودة المرحوم "عبدد الله باها "من أغراضه المستعجلة ... الموضوع الذي سرح به كثيرا ،وهو يحمل هموم الشعب والطبقة الفقيرة على الخصوص، لما تعيش عليه على وقع الزيادات ،ومواجهتها لصندوق المقاصة ،وهموم الطبقة العاملة مع نظام التقاعد وتصاعد وثيرة الإضرابات ،لما تعيشه هذه الطبقة من فرملة حقوقها المتمثلة أساسا ،في حقها في الإضراب ،أدى عليه لأول مرة ،فاتورة الإقتطاعات ... وإقصاؤها من الزيادات ،إضافة إلى البطالة ...كل ذلك أخذه حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه المرحوم ،على عا نقه ،في حملاته الانتخابية ،تماشيا مع مطالب الحركات الإحتجاجية ،التي انسلت من الشوارع ،احتكاما لدستور جديد ،يقر لها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ،انخرط فيه حزب العدالة والتنمية ،واعدا بأنه سيكون مفتاحا لحلول هذه المشاكل ، ومحاربة الفساد والمفسدين المعيقين للتنمية ... .
كلها أفكار جرته مع الضفة الأخرى ،لتقييم الحصيلة ،وبالضبط إلى المعارضين لتلك السياسة المتبعة لتفعيل الدستور ،جرف به التفكير وقدره إلى واد الشراط ببوزنيقة ،لتفقد حال غريمه المرحوم "أحمد الزيدي "الذي أثقل بدوره بهموم هذا الشعب ،وهموم التيارات التي عصفت به للانشقاق من أكبر الأحزاب التي ناضلت وقدمت أرواحا دفاعا عن مبادئ حزب الإتحاد الإشتراكي ،التي رأى فيها المرحوم، أنها زاغت عن سكتها ،ففضل الطلاق معها، لتاسيس حزب جديد ،يبقى فيه الرفاق متحدون وعلى درب نضاله مستمرون ،بعيد ا عن الرفاق حائرون ، كما قال عبد الحليم حافظ.كل ذلك وانغماس الزايدي فوق طاقته في تلك التحولات ،جعلته ينسى تحذيرات الأرصاد الجوية ،لأن ثقته بأن الموت لا يخيف رفاقه ،جعل قضاءه يغرق في تلك الهموم ،كما قدر ل المرحوم " عبد الله باها " أن يصدم بها .. إذن قضاء أحمد الزيدي لم يختلف عن قدر عبد الله باها ،أخذا بتعريف البعض أن القضاء والقدر متداخلان ...
كما أقول لكم أن قدر ملعب الأمير مولاي عبد الله،وهو يحتضن بطولة عالمية ولكن بتصغير اللغة الإسبانية ، طبقت على وزير الشباب والرياضة مقولة ،مصائب قوم عند قوم فوائد ،ذلك أنها أخذت نصيبها من التأويلات والتفسيرات ودخول المختصين في المجال العلمي ،كما هو حال قضاء وقدر المرحومين "الزايدي وباها"
المركب بدوره لم يأخذ في الحسبان ،استقباله لأبطال عالميين ،ولم يكن على علم بتنبؤات مناخ السنوات القادمة ،ضانا منه أننا سنعيش في جفاف ،كما تعيشه مختلف القطاعات .. ليكن ذلك قضاء الله وقدره ،لمراجعة الذات ،كي ترحم مادامت أتقنت عملها ..
كما أقول لكم أن قضاء وزارة التجهيز في تقييم حصيلتها من المنجزات ،في هذا الفصل الأغر،فصل الشتاء ،ومدى جوهزيتها ،لتقبل أسوأ الحالات ،لكن هذا القضاء حصد اليابس والأخضر من القناطر ،خاصة تلك الفتيتيات التي قامت بإنجزاتها الجماعات المحلية تحت عنوان فك العزلة عن العالم القروي ،في الوقت الذي لم تستطع أن تفك عزلتها عن المدن ...
أما بالنسبة لقدر وزارة الفلاحة ،التي عزفت سمفونيتها،تخليدا لأيام الرخاء والازدهار ،رغم عرقلة جوقها في قناطر مختلفة ،وجرف متفرجين قبل الوصول إلى السهرات التي رقص فيها الحاضرون البعيدين من كل هذه التحولات ..
غضب وزارة التجهيز وفرحة وزارة الفلاحة ،وهي تلبس زغبها الأخضر ،الذي سيعيد البسمة الى المواطنين ،ويترك للطبيعة كامل حقها في التصرف ....