ندوة بمناسبة الذكرى المائوية لمعركة سيدي علي بن ابراهيم ببني عياط خلال مرحلة غزو المغرب
مطالبة فرنسا بجبر الضررالجماعي لساكنة المنطقة والاعتذار الرسمي
*عبد العزيز المولوع
أحيى سكان جماعة بني عياط بزاوية سيدي علي بن ابراهيم اقليم ازيلال يوم الأحد 12ماي 2013 ٬ الذكرى المائوية لمعركة سيدي علي بن ابراهيم الخالدة التي خاض غمارها مجاهدو قبائل ايت عياض وايت عتاب وايت بوزيد وايت عطا نومالو وكذا قبائل بني موسى بني عمير وانتيفا ضد الاستعمار الفرنسي٬ والتي شكلت معلمة وضاءة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وقد نظمت بهذه المناسبة التاريخية الخالدة جمعية شرفاء الأطلس للتنمية القروية ندوة بضريح الولي الصالح سيدي علي بن ابراهيم, أطرها الأساتذة مصطفى عربوش إلى جانب محمد حمالة المندوب الجهوي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير ومحمد حفيظ رئيس المجلس العلمي بازيلال , هذه الندوة عرفت حضور أعضاء المجلس الجماعي وعدد من المهتمين بالجانب التاريخي٬ وحشد كبير من السكان المحلين والوافدين من مناطق مختلفة .
في بداية الندوة وبد تلاوة الفاتحة ترحما على شهداء وطننا العزيز والاستماع للنشيد الوطني, ابرز رئيس الجمعية أن تخليد الذكرى المائوية لهذه السنة توجت بتنظيم ندوة تاريخية , إيمانا منا بضرورة صيانة الذاكرة المحلية من خلال تسليط الضوء على تاريخ منسي وإبرازه كحلقة تاريخية مهمة في تاريخ المغرب سجل فيها مجاهدوا المنطقة معركة من اعنف المعارك التي خاضها المستعمر الفرنسي في غزو المغرب بشهادات فرنسية . بكونها خلفت خسائر جسيمة في صفوفه . بعد ذلك تناول الكلمة الكاتب العام لجماعة بني عياط الذي أشار إلى الدور الجهادي الذي قامت به المنطقة خلال مرحلة غزو تادلة من طرف المستعمر الفرنسي , وابرز أن تادلة كانت نقطة استراتيجية لدى المستعمر بحكم موقعها ومؤهلاتها . هذه المنطقة التي عرفت عدة معارك بطولية سجلها المجاهدون بكل بسالة, وتبق معركة سيدي علي بن ابراهيم إحداها وأشدها ضراوة باعتراف الكولونيل مانجان قائد الفرقة المتنقلة لتادلة الذي أصيب خلال هذه المعركة .
و في الكلمة التي ألقاها محمد حمالة المندوب الجهوي للمقاومة واعضاء جيش التحرير اكد بهذه المناسبة الدلالات التاريخية التي سجلتها هذه المعركة الشهيرة في مسار الكفاح الوطني من أجل صيانة المقدسات والدفاع عن حوزة التراب الوطني٬ حيث تصدى أبناء قبائل بني عياط والقبائل المجاورة بسيدي علي بن ابراهيم في أواخر شهر ابريل من سنة 1913للقوة الاستعمارية٬ التي لم تتمكن بفعل المقاومة المستميتة للمجاهدين من بسط سيطرتها حيث انهزمت واندحرت وتراجعت .
وأضاف أن أبناء قبائل ايت عياض وايت عتاب ايت بوزيد ايت عطا نومالو و انتيفا , اعترضوا سبيل المستعمر الفرنسي منذ أن وطأت قدماه منطقة البروج, حيث خاضو ضده عددا من المعارك كمعركة العين الزركة واولاد زيدوح وسيدي صالح , قبل أن تقتنع فرنسا أن إخضاع السهل لن يتأتى إلا ببسط نفوذها على الجبل , مما جعلها صبيحة يوم 27ابريل تهاجم المجاهدين بزاوية سيدي علي بن ابراهيم حيث نشبت معركة عنيفة على مدى ثلاث أيام متتالية ليل نهار أبان خلالها المجاهدين عن قتال قل نظيره بشهادات فرنسية . هذه المعركة كبدت المستعمر الفرنسي خسائر جسيمة , نتيجة إيمان القبائل المقاومة بعدالة قضيتهم وتمسكهم المتين بقيمهم الوطنية ومبادئهم الدينية٬ وتشبثهم بوحدة الصف بدعم من شيخ الزاوية سيدي علي بن ابراهيم ٬ جعلتهم يفشلون خطط المستعمر في اقتحام الجبل ٬لتضطر قوات الاحتلال إلى التراجع وإعادة ترتيب خططها٬بفعل الروح القتالية العالية للمجاهدين. ليتم تأجيل احتلال المنطقة إلى حدود سنة 1916. وأضاف أن المعركة عرفت استشهاد عدد من أبناء القبائل المشاركة إلى جانب فتاة في 13من عمرها وعجوز وجد في حمالتها امدادات الرصاص.
بعد ذلك تناول الكلمة رئيس المجلس العلمي لازيلال الذي تطرق إلى الدور التاريخي للزوايا في الدفاع عن حوزة الوطن . حيث أشار إلى أن زاوية سيدي علي بن ابراهيم على غرار باقي زوايا المغرب ساهمت بشكل كبير في حشد كل مريدي الزاوية وأتباع الزاوية على المقاومة والجهاد من اجل مغرب حر .
من جانبه تطرق مصطفى عربوش أستاذ باحث في التاريخ بجهة تادلة ازيلال إلى إعطاء نبذة تاريخية عن شيخ الزاوية الذي انشغل طول حياته بالتعبد , مشيرا إلى أن الشيخ سيدي علي بن ابراهيم هو من أتباع الشيخ عبد العزيز التباع , واحد أعمدة الطريقة التباعية الجازولية, كان شديد العبادة والتمسك بعبادة الله .و هو الشيخ العارف بالله سيدي علي بن ابراهيم أبو الحسن علي بن ابراهيم البوزيدي التادلي من مواليد أواخر القرن التاسع الهجري , وتوفي ببني عياط في 1956ه . مضيفا ان الشيخ لعب دورا كبيرا خلال مرحلة المقاومة بالمنطقة لما له من اتباع كثيرين بالمنطقة .
وركزت عدد من المداخلات جعل هذا اليوم سنوي للمزيد من النبش في الذاكرة المنسية لقبيلة بني عياط والمناطق المجاورة , مطالبين من المندوبية الجهوية الى التعاون الفعلي للوصول إلى كل حيثيات معارك المنطقة التي شهدتها كمعركة تمرنوت وتحديد أسماء الشهداء للاحتفاء بهم ورد الاعتبار لعائلاتهم .وهناك من طالب من المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى التدخل لمطالبة فرنسا بجبر الضرر الجماعي الذي لحق المنطقة خلال هذه المرحلة والاعتذار الرسمي لأبناء المقاومين والشهداء والساكنة عموما .