ان التنمية الحقيقية هي التي ترفع آفاق المجتمع ، وتجعله يستفيد من كل وسائل التطورالمتاحة بكل شفافية ومصداقية ، حسب الأولويات وضروريات الساكنة المحلية ،
فمثلا عندما ينادي المواطن بأعلى صوته ، ويردد شعار الكرامة أولا ، هنا يجب على المسؤولين المتحكمين في زمام الأمور ، الاستجابة لمطالبه ومعرفة وضعيته والاطلاع على حالته الاجتماعية ، مع الاسراع في وضع خطة لانقاد ما يجب انقاده ، حتى يتمكن هذا المواطن من العيش بآمان، في اطار الديمقراطية المستمرة ،
لأن أبسط المطالب الاجتماعية التي صعدت من وتيرة الاحتجاج ، كان من الممكن معالجتها بعقلانية وتبصر ، مع حكمة واسعة وحسن التدبر ، وأيضا بواسطة الدخول في حوار ونقاش مع فعاليات أخرى من المجتمع المدني ، حتى يتم ايجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل والمعانات ، في اطار ما يسمى بالمقاربة التشاركية ، التي لا يوجد لها مكان في ضل الفترة الجماعية الحالية ، وخصوصافي ما يتعلق برسم خطة استراتيجية واضحة في هذا السياق ،
مع الطرف الآخر المعني والمساهم بدوره في التنمية ، أعني الجمعيات المحلية " بأيت عتاب " والتي تعاني بدورها من غياب التواصل بينها وبين " الجماعة القروية " مما يعني فرض عقوبة الابعاد، والرفض الممنهج لهذه المقاربة التشاركية في واضحة النهار ، مما يبرر القطيعة التامة والمعلنة، لتذهب مطالب المواطن والجمعيات في مهب الريح ، وأعني بالجمعيات ، " الجمعيات المتواجدة خارج أحضان ودفئ السيد الرئيس " التي لم يشملها عفوه وكرمه " و المشكل الأساسي في هذا الاطار ، هو انعدام التواصل وغياب الحوار بكيفية مستمرة ، لتجهض بذلك مجموعة من المبادرات الجمعوية ، والتي كانت ستساهم بدورها في تقوية ودعم الرهان التنموي ، ويطرح هنا سؤالا واحداومهما ؟ هل للجمعيات بأيت عتاب ، الحق في الاستفادة من الدعم ، ووضع خطة تواصلية من طرف " الجماعة " في اطار المقاربة التشاركية أم لا ؟
وهذا كذلك مطلب مشروع ، تنادي من أجله الجمعيات الغير مستفيدة بالمنطقة ، لتكتمل بذلك هذه الترسانة المثقلة بالمطالب والتوسلات ، التي لم تجد لها أي آذان صاغية ، فعندما تتوسل من أجل قضاء مصالحك الادارية ، ولا تجد ولو حبة خرذل من الكرامة وحفض الحقوق ، اذن لا قيمة لك ، ولا وزن ، لتتجه صوبك الأنظارالاستهزائية وتقول " سحقا لك ،ولأمثالك في طابورات الانتظار "
والغريب في الأمر ، هو أنك قد تدع ملفا جمعويا لدى مصالح الادارات المعنية بالدعم ، من أجل الاستفاذة في اطار المشاريع ، وتنتظر أيام وشهور، وتقابلك اطمئنانات المسؤولين ، وتسويف الموظفين " سوف ، سوف ، وفي الأخير يذهب تعبك سدى ، وتفاجأ في الأخير بمجموعة من الاستفزازات والمضايقات ، لتدخل بعدها في صراعات كلها ضد هذا الحق المشروع ، حق الاستفادة من الدعم ، والنتيجة لا شيء في لا شيء ، أكاذيب وألاعيب في زمن الديمقراطية وحقوق الأنسان ،
وللتذكير ، فالتنمية ليست فقط كما يظن البعض بناء وتشييد ، بل كذلك تعاون وتضامن وتأييد والأخد بيد الجميع للسير قدما نحو الأفضل ، تلبية لمطالب الممواطن وما يحتاج اليه من ضروريات اجتماعية من أجل غد أفضل .