احتفاء باليوم العالمي للمرأة ،الذي يصادف 8 مارس ،نظم المكتب المسير لدار الطالبة بدمنات نشاطا إشعاعيا ،حضره رئيس دائرة دمنات ، مندوب التعاون الوطني، باشا المدينة، ممثلي السلطة المحلية ،رؤساء بعض الجماعات القروية ،وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات أخرى. وتوزعت أنشطته على شكل كلمات لرئيس المؤسسة ومندوب التعاون الوطني،وعروض فنية مست الشعر والنثر والمسرح .
وبهذه المناسبة، خص نائب الرئيس ،نورا لدين السبع، جريدة" بيان اليوم "،بكلمة خاصة، تحدث فيها عن اعتقاده الراسخ وإيمان طاقم المكتب المسير بوظيفة دار الطالبة ،وبدور الفتاة القروية في التنمية، وكذا بضرورة العمل على ترسيخ وظيفة هذه المؤسسة الاجتماعية، التي أراد لها صاحب الجلالة أن تكون رافدا أساسيا للمعرفة والتربية والتكوين،ومعقلا حقيقيا لانتاج الطاقات النسوية الكفيلة بتغيير وضعية المرأة بالعالم القروي.
و من جهة ثانية، أكد المتحدث، انه لا يمكن تحسين مستوى المرأة عموما دون القضاء عن الأمية عبر محاربة الهدر المدرسي لأنه دون ذلك سيكون أي مجهود مجرد عمل مضني وشاق وبدون جدوى،ولذلك حسبه، جاء هذا الاحتفاء ذو البعد التحسيسي المحض لترويج ،بلغة الاقتصاد،منتوج مؤسستنا،الذي يستهدف بالأساس العنصر النسوي، بُغية إعطاء صورة حقيقية عن الأدوار التي تأسست من اجلها دار الطالبة، والتي هي في نهاية المطاف خدمة التمدرس بالعالم القروي.
وعن بعض الاكراهات التي واجهت هذه التجربة الفتية التي لا يتجاوز عمرها السنة،يقول نور الدين السبع ،إننا وجدنا صعوبات كثيرة بحكم طبيعة التجربة نفسها، لكن يبقى أهم عائق ارّقنا في البداية ،هي الصيغ الكفيلة بإقناع الآباء والأمهات للموافقة على إيفاد بناتهم من مناطق جد بعيدة ك"أيت ايمليل وأيت تغمي وأيت بوخلف وأيت بلال وسيدي يعقوب وانزو..،لمتابعة دراستهم بدمنات المدينة.
وعن الموضوع ذاته ،يقول رئيس دار الطالبة ،إننا كسبنا الرهان ،رغم صعوبة التواصل مع الساكنة،وانتزعنا ثقة أباء وأولياء الفتيات،لكن بعد تضافر جهود المكتب المسير والسلطات المحلية والجماعات القروية بالإقليم،وبعض الوجوه الجمعوية الفاعلة التي تنقلت إلى القرى والمدارس ، لتقديم شروحات عن فحوى العملية التعلمية ،وعن مضامين رسالة صاحب الجلالة عن دور التمدرس في التنمية الاجتماعية ،وقد استطعنا يضيف المتكلم ،أن نخطو ، بدعم قوي من عامل الإقليم ،خطوات جريئة في هذا الإطار، لأنه وفي أول موسم دراسي ،حققنا أزيد من 90 في المائة من الطاقة الاستيعابية للمؤسسة بحيث تم ملأ 87 سرير من مجموع 114 أسرّة .
كما أن الاحتفاء بهذا اليوم،يضيف نائب الرئيس ،لا نريد من خلاله فقط التواصل مع فلذات أكبادنا بالمؤسسة، لأننا على اتصال دائم معهم ،وإنما أيضا نتغيى من ورائه الإنصات، وهذا هو الأهم،إلى كافة الشركاء والمحسنين والهيات الجمعوية والسياسية ورجال السلطة..، على اعتبار أننا نؤمن بالتدبير التشاركي، وان مجرد الإنصات إلى الآخر،هو خطوة على الدرب الصحيح،وتقويم لعجلة المؤسسة نحو المسار الأهم، الذي قد يجعل منها معلمة اجتماعية بدون منازع، ومرآة حقيقية ،تعبر عن الإرادة السامية التي ما فتئت تؤكد انه لا تنمية حقيقية مع وضعية دونية للمرأة ..
أما فاطمة العلام مديرة دار الطالبة، فقد جاء تصريحها ملفوفا بلغة الأمومة ،واعتبرت هذا الاحتفاء عرسا حقيقيا لفتيات المؤسسة، ومناسبة سيكون لها الأثر العميق على نفوسهن،وقبل هذا وذاك سيشكل فرصة لتقييم الأسدس الأول من الموسم الدراسي، الذي ولاشك سيكون له صدى كبير على مسامع الحضور ،لان ما حققته تلميذات مؤسستنا،تقول، سيخلق المفاجأة، ويحدث ارتجاجا قويا في بعض العقليات، التي لا زالت تنظر إلى دار الطالبة بعين الاحتقار والدونية.إننا تضيف فاطمة ،استطعنا برؤية وتدبير جماعي أن نرسم مسارا لا رجعة فيه، هدفه الآني، هو فك العزلة عن الفتاة القروية التي تعيش في أعماق هذه الجبال، وذلك تحديا للصورة النمطية التي رسمتها بعض الجهات عن قرى ازيلال،قرى المغرب العميق.. رغم كل الاكراهات التي تعترض سبيلنا كطاقم مسير ،بدءا من مستحقات المربيات وانتهاء بحجم الإعانات التي لا ترقى إلى مستوى الأهداف المتوخاة من هذه المؤسسة ،كما رسمها لها حامي الأسر المعوزة صاحب الجلالة نصره الله.