قافلة طبية لمندوبية الصحة تكسر عزلة قرية ايت بوولي بأزيلال
1200 مستفيد من عملية القافلة الطبية التضامنية بالمناطق الجبلية في تخفيف عنهم الم الحصار لشهور وتفشي عدد من الأمراض التي لها علاقة مع موجة البرد القارس .
الثلوج المحاصرة للقرية لم تفقد سكانها حيويتهم وحبهم للحياة
ازيلال24: هشام أحرار
الرحلة إلى ايت بوولي المتاخمة لجبال الأطلس المتوسط بأزيلال، يتطلب حزما كبيرا لبلوغ أرض منطقة مسيجة بالجبال من كل الجهات، وكأنها تدفئها من برودة طقس قاس كلما لاحت تباشيره مع الطلائع الأولى لموسم الثلوج، ما يستدعي استنفار الطاقات للاستعداد إلى هذا الضيف المزعج الذي يحول حياة الناس الهادئة إلى جحيم بفعل التساقطات الثلجية التي تعزل قريتهم «ايت بوولي» عن العالم الخارجي وتقطع عنها سبل العيش الكريم فبعد التساقطات المطرية والثلجية الذي ظل يخترق القرية ويحول سكونها إلى صخب مقلق.
لم يكن بلوغ القافلة الطبية التضامنية لمندوبية وزارة الصحة بازيلال بتنسيق مع جمعية رعاية للتوعية و الخدمات الصحية بشراكة مع جمعية ايت بويلي للتنمية و النهوض بالمرأة القروية لفائدة ساكنة دوار ايت بويلي بجماعة ايت بوولي بإقليم ازيلال والمحملة بالأدوية للاستفادة منها بالمجان في إطار عمل خيري وإنساني إلى قرية ايت بوولي أمرا هينا.
القافلة التي نضمتها مندوبية وزارة الصحة العمومية بشراكة مع عدد من الفعاليات الجمعوية يومي 4و 5 ابريل 2015 بمشاركة 11 طبيبا: 5 أطباء في الطب العام،2 أطباء اختصاصيين في الطب الباطني، 2 أطباء اختصاصيين في طب الأسنان طبيب مختص في طب السكري و الغدد، طبيب مختص في طب العيون، صيدلاني و عدد من الأطر التمريضية. و شملت هذه القافلة فحوصات و خدمات طبية متنوعة مع توزيع عدد مهم من الأدوية بالمجان ، وتم استهداف حوالي 1200 شخص من ساكنة الجبال المحاصرين بالثلوج لشهور، سيما أن معاناتهم في موسم الثلوج التي عزلتهم عن العالم الخارجي تضاعفت وتحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
هذه القافلة الطبية الإنسانية الناجحة أزاحت مساحة كبيرة من جليد الحزن الذي كان يجثم على صدور عدد من الساكنة خاصة الفئات المعوزة والفقيرة والتي تشكو من أمراض مزمنة ، وأطربت نفوسهم، بعد أن عاشوا كوابيس معاناة قاسية بسبب الظروف المناخية القاسية التي حرمتهم من أبسط شروط العيش الكريم والتطبيب وإصابتهم بإمراض مزمنة ، ما جسدتها اللوحات الفنية التي رسمت بفرشاة الألم.
بعد رحلة شاقة قطعتها القافلة الإنسانية، بلغ المتطوعون قرية ايت بوولي بعد ذات التضاريس الجبلية الوعرة، لأخذ قسط من الراحة، إلى جانب بعض الأسر التي صادفت وصول القافلة التي تقاسمت مع أفرادها لحظات دفء نادرة، وتقاسم الحديث مع الساكنة المتعطشة لمثل هذه القوافل الطبية الإنسانية لمثل هذه المناطق الجبلية .
وفي تصريح لمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بازيلال الدكتور أمال ، أن هذه القافلة الطبية التضامنية التي نضمتها مندوبية وزارة الصحة العمومية بتنسيق مع جمعية رعاية للتوعية و الخدمات الصحية بشراكة مع جمعية ايت بويلي للتنمية و النهوض بالمرأة القروية لفائدة ساكنة دوار ايت بويلي بجماعة ايت بوولي تندرج في إطار الحملة التضامنية الطبية إلى عدد من المناطق والجماعات القروية النائية بإقليم ازيلال ، بهدف تقريب الخدمات الطبية وتوزيع الأدوية بالمجان والدعم الاجتماعي لفائدة ساكنة المناطق الجبلية والأسر المعوزة. كما تروم القافلة الإنسانية ترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي في الوسط الجبلي، وبجماعة ايت بوولي فقد استفادت الساكنة من الفحوصات الطبية على الشكل التالي:

وأضاف أن مندوبية الصحة وضعت برنامجا محددا، لاستهداف عدد من الجماعات القروية المنتمية إلى إقليم أزيلال، وبالضبط جماعة آيت عباس، وآيت بوولي، وزاوية أحنصال، وآيت تمليل، وانركي وآيت أمديس. للاستفادة من الخدمات الطبية المتنوعة بالمجان. هذه القافلة الطبية التضامنية التي لقيت نجاحا وزرعت البسمة في وجوه ساكنة المناطق الجبلية الذين باتوا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية تنتشلهم من وضع البؤس وتكسر عنهم طوق التهميش واللامبالاة. من جهة أبدى العديد من ساكنة المنطقة ارتياحهم لوصول قافلة طبية إنسانية لفائدة ساكنة المنطقة الجبلية، وتحدثت عن معاناة سكان ايت بوولي إبان التساقطات الثلجية الأخيرة التي حملت كل صنوف العذاب والحرمان، لغياب موارد الحياة التي تنعش شرايين صغارها وشيوخها المحاصرين، علما أن المنطقة كلها تحاصر بكميات من الثلوج ما يضر بصحة الأغنام والأبقار التي تعتبر عمادا أساسيا يضمن استمرار أسر بكاملها على قيد الحياة، في غياب الدعم المالي القار، والإعانات التي تبادر بعض الجمعيات وكذا المؤسسات الحكومية إلى توفيرها ومنحها لسكان القرية. وتحدث أيضا على الدور الايجابي الذي لعبته هذه القافلة الطبية في تخفيف عنهم الم الحصار لشهور وتفشي عدد من الأمراض التي لها علاقة مع موجة البرد القارس .
