*عبد العزيز المولوع
نظمت جامعة السلطان مولاي سليمان كلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال , بشراكة مع جماعة ايت امحمد باقليم ازيلال,خلال الاسبوع المنصرم لقاءا دراسيا حول التراث الطبيعي والثقافي دعامة أساسية للتنمية المحلية بجهة تادلة ازيلال , حضره عامل اقليم ازيلال , رئيس الكلية وعميدها ورئيس المجلس الجماعي لايت امحمد , رئيس المجلس العلمي بالإضافة الى فعاليات المجتمع المدني وشخصيات ثقافية وتربوية ، وعدد من الطلبة الباحثين والمهتمين .
وقد تم افتتاح هذا اللقاء بكلمة رئيس الكلية التي وضح فيها أن مثل هذه اللقاءات تجعل الطلبة يحتكون بنخبة من الجامعيين و الباحثين مما يكسبوهم عملية تواصلية عميقة . وأضاف ان هذا اليوم الدراسي الذي ينعقد بجماعة ايت امحمد يندرج في اطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي ومساهمتها في دعم التنمية المحلية . مضيفا ان جماعة ايت امحمد تتوفر على مجموعة من الموارد التراثية و الترابية المتميزة، والمتمثلة أساسا في التراث المعماري و الثقافي و الطبيعي، فهذه الإمكانات التراثية من شأنها أن تجعل منها مجالا لتحقيق التنمية الترابية المستدامة.فالتراث رغم أن حمايته وتنميته هي معادلة صعبة لكنها ممكنة، ويمكن أن تتحقق من خلال إدماج مخططات حفظ التراث في سياسة إعداد التراب وفي نسق التنمية المستدامة.
بعد ذلك تناول الكلمة رئيس المجلس الجماعي محمد العلاوي الذي أكد أن جماعة ايت امحمد تزخر بمؤهلات طبيعية وثقافية هائلة، وتماشيا مع مجهودات المجلس بدعم من السلطات الاقليمية والجهوية للنهوض بأوضاع الساكنة من خلال عدد من المشاريع الإنمائية التي رأت النور بتراب الجماعة , إتضح لنا كمجلس بشكل جلي ضرورة تثمين مؤهلات المنطقة , عبر إعتماد خطة إستراتيجية تتوخى التفكير العميق في مستقبل التنمية الترابية بالمنطقة عن طريق تركيز المجهودات في تنويع الأنشطة، والتكيف مع ظروف الوسط الطبيعي و المحيط الثقافي للسكان، وإعطاء أهمية خاصة لمقومات الهوية المحلية(عادات وتقاليد وقيم...)، و الخصوصيات المحلية ، مع تعبئة كل الفاعلين المحليين سواء تعلق الأمر بالدولة و الجماعات المحلية و الخواص و منظمات المجتمع المدني و تشرك العنصر البشري بإعتباره أساس التنمية وغايتها وذلك في إطار تشاركي يتجاوز النظرة القطاعية، لذلك كان من الضروري فتح المجال لنقاش علمي موضوعي الذي من شانه تطوير الحياة الثقافية و الفنية على الصعيد المحلي وتحسين إطار عيش السكان المحليين.
وفي كلمة توجيهية لعامل الإقليم علي بويكناش , أكد فيها أن جامعة السلطان مولاي سليمان أقدمت على هذه الخطوة وتشكر عليها لاختيارها موضوع مهم جدا للحفاظ على الهوية الثقافية واستغلال المؤهلات الطبيعية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والتنموية للمنطقة , مبرزا غنى وتنوع التراث الثقافي والطبيعي بالمنطقة. مؤكدا على أهمية إحياء هذا التراث وجعله دعامة أساسية للاقتصاد المحلي, داعيا بالمناسبة كافة الفعاليات المحلية إلى الاهتمام بهذا التراث وسبر أغواره حتى يتبوأ مكانته التاريخية والرمزية.مشيرا إلى أن السلطات الإقليمية تبقى أبوابها مفتوحة لتشجيع كل الأبحاث العلمية إقليميا خصوصا أن أشغال المتحف الإقليمي قد انتهت وسباشر عمله قريبا .
و عرف هذا اليوم عدة مداخلات من طرف أساتذة وباحثين ركزت في مجملها على أن المنطقة تتوفر على عدة مواقع أثرية توجد فيها نقوش صخرية و كهوف وقصبات أثرية , مؤكدين في هذا الصدد الأهمية العلمية لهذه المواقع في التعرف عن نمط عيش المجتمعات في هذه المنطقة وتطورها وكذا ثقافتها وتحركاتها.ودعا المتدخلين في هذا السياق ضرورة الوعي بهذا التراث المنتشر بالمنطقة سواء منه التاريخي أو ما قبل التاريخي, وذلك في أفق صيانته وتثمينه وكذا التفكير والبحث عن طريقة إمكانية دمجه ضمن التراث المادي الوطني حتى يكون دعامة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة.
من جهته, أشار ت بعض المداخلات إلى بعض المقترحات التي من شأنها حماية التراث الطبيعي والثقافي لآيت امحمد , مؤكدين في هذا السياق ضرورة جرد مختلف أشكال التراث الموجودة بالمنطقة والتعرف عليها وكذا وضع قوائمه على المستويين المحلي والوطني قبل اختيار التي يمكن أن تستفيد من الحماية القانونية عن طريق تقديم طلبات إدراجها ضمن التراث الوطني.
واقترحوا تحديد وضعية صيانة تلك المواقع والأشكال من التراث على أن يتم في البداية الشروع في صيانة تلك المهددة بالانقراض والاندثار وكذا انعدام التلقين وعزوف الشباب عنها وغياب مناسبات الممارسة وقلة الممارسين بالنسبة لعناصر من التراث الثقافي اللامادي.







