أزيلال : دعم جمعيات تمديازت و تمناضين ....
محمد مبروكي سكورة – ورزازات
ورغم هذا النوع المتميز من التراث الشفاهي اللامادي للإنسانية الذي قل نظيره بمدينة ازيلال تبقى مشاركة جمعية ازلافن لتطوير التراث المحلي محدودة سواء في المهرجانات الإقليمية و الجهوية و الوطنية ، فمنذ مسارها لا يمكن أن نتحدث إلا على مشاركة واحدة بمهرجان ازيلال السنوي لشهر يوليو من كل سنة الذي تنظمه بلدية ازيلال بالشراكة مع عمالة الإقليم و مشاركة واحدة بمهرجان الخروب بقرية أوربيع التابعة لمدينة بني ملال و المنظم من طرف إحدى الجمعيات المحلية.
و غياب العنصر النسوي بالمجموعة نظرا للدور الذي يلعبه في ترديد أهازيج احيدوس خلف الرجل مما يعطي لهذا الفن نكهة فريدة يبقى عائقا في تطوير دور المجموعة ، لكن سبب الغياب يرجع بالأساس إلى انعدام مقر لدى هذه الجمعية لممارسة تداريبها الليلية باستقطاب العنصر النسوي و بعد مؤسستي دار الثقافة و الشباب عن دوار ازلافن لما لهذه المقرات من دور هام في حفظ الكرامة الإنسانية للأعضاء و سمعتهم .و دون إغفال انعدام الدعم المادي العمومي للهيآت المنتخبة كالمجالس البلدي و الإقليمي و الجهوي و دعم مؤسسات الدولة كمندوبية الثقافة و مديرية الشباب و الرياضة في إطار دعم المشاريع التنشيطية للجمعيات الشبابية تنفيذا لدورية السيد الوزير الأول عدد : 2003/7 الصادرة بتاريخ 27 يونيو 2003 التي تحدد معالم السياسة الجديدة للشراكة بين الجمعيات و مختلف القطاعات العمومية و التي جاءت للرفع من مستوى العمل الجمعوي و تعزيز الأدوار الاجتماعية و التربوية و الثقافية التي تؤديها الجمعيات لفائدة الطفولة و الشباب و المرأة .و نظرا لما تلعبه هذه الجمعيات كجمعية ازلافن لتطوير التراث المحلي في إبراز المؤهلات السياحية و الثقافية للمنطقة ، لكن تطوير أنشطتها على كل الأصعدة كأنشطة الصناعة التقليدية و النسيج و النقش على الخشب ( العرعار) للمشاركة بها في المعارض المحلية و الإقليمية و الجهوية و الوطنية و الدولية يبقى رهين بأخذ بيد هذه الجمعية الفتية و دعم مبادراتها التي نشأت من الشباب والى كل الفئة و نظرا لما يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للشباب المغربي باعتباره الركيزة الأساسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها جلالته بتاريخ 18 ماي 2005 .
فهل يفكر المسؤولون القائمون على الشأن المحلي بمدينة ازيلال في دعم مثل هذه المبادرات الفريدة بكل ما يلزم ؟؟، و إدماجهم في أندية لموسيقى الشباب بدار الشباب ازيلال للمشاركة في إقصائيات المهرجان الوطني لموسيقى الشباب الذي تنظمه وزارة الشباب و الرياضة كل سنة؟؟ ، و هل ستدرج داري الثقافة و الشباب يوما ما نشاطا لهذه الجمعية بفضاءاتها و ضمن برامجها المقدمة للعموم ؟؟ و هل سيقوم المجلس البلدي الجديد لأزيلال - خاصة و أن رئيسته تعد من شباب المدينة – ببناء دار الشباب بدوار ازلافن أو مؤسسة ذات طابع ثقافي أو أقل ما يمكن مقرا لتلك الجمعية ؟؟ - تنفيذا للمهام الموكولة للمجلس ضمن الميثاق الجماعي الجديد رقم : 00 . 78 بعد تغييره و تتميمه بالقانون رقم :08 . 17 و خاصة المادة 41 ،و التي تشير إلى أن المجلس له الحق في أن يقرر أو يساهم في انجاز و صيانة و تدبير التجهيزات الاجتماعية و الثقافية و الرياضية كدور الشباب و المركبات الثقافية و المسارح.... كما له الحق في أن يشارك في التنشيط الاجتماعي و الثقافي و الرياضي بالمدينة و يشجع و يساند كذلك المنظمات و الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي و الثقافي و الرياضي كما له الحق في أن يقوم بكل عمل محلي من شأنه تعبئة المواطن قصد تنمية الوعي الجمعي ... .. و تنمية الحركة الجمعوية و الدخول في شراكات مع مثل هذه الجمعيات من اجل التنمية المحلية الشاملة دون إغفال أن الدستور الجديد 2011 جاء ليكرس حقوق الشباب في حرية الإبداع و النشر و العرض قي مجالات الأدب و الفن و البحث العلمي بدعم من السلطات العمومية بكل الوسائل الملائمة لتنمية الإبداع الثقافي و الفني و مساعدة الشباب على الاندماج في الحياة النشيطة و الجمعوية و تيسير ولوجهم للثقافة و العلم و الفن و غيرها خاصة و أن جمعيات المجتمع المدني في الوقت الحاضر أصبحت شريكا أساسيا في صناعة القرارات و تدبير الشأن العام مما سيساهم في تنزيل الجهوية الموسعة على أرض الواقع - و أن تلك المؤسسات إذا ما تم انجازها ستساهم لا محالة في محاربة مجموعة من الآفات التي تنخر كل يوم أجسام شبابنا و ستكون سدا منيعا ضد توغل استقطابهم من طرف المجموعات الإرهابية التي تهدد الأمن و السلام العالمين.
فهل بتحقيق طموحات هذه الجمعية المستقبلية ستتمكن جمعية ازلافن لتطوين التراث المحلي من صونه للأجيال القادمة ؟ و هل سيتمكن يوما ما رئيس هذه الفرقة الفلكلورية أن يرث الهندام المتميز و حركات اليدين و التحركات الخفيفة و الرشيقة على المنصات لمايسترو موحى الحسين اشيبان أسطورة احيدوس ؟؟؟و لما لا فمن سار على الدرب وصل....