 |
البحث بالموقع
|
|
 |
 |
صوت وصورة
|
|
 |
 |
إعلان
|
|
 |
 |
كاريكاتير و صورة
|
|
 |
 |
الأخبار المحلية
|
|
 |
 |
الرياضــــــــــــــــــــة
|
|
 |
 |
الجريــمة والعقاب
|
|
 |
 |
الحوادث
|
|
 |
 |
الجهوية
|
|
 |
 |
الوطنية
|
|
 |
 |
أدسنس
|
|
 |
 |
خدمة rss
|
|
 |
| |
|
|
 |
لو كانت الكلمة مسدساً بقلم : حسن م. يوسف |
 |
|
أضيف في 26 يوليوز 2013 الساعة 08 : 19
لو كانت الكلمة مسدساً
حسن م. يوسف
«قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق». في هذا المثَل لا يضع أجدادنا الرزق كمعادل للحياة وحسب، بل يرون أن قتل المرء أهون من قطع رزقه. والحق أن المواطن السوري العادي، الذي لم يقامر في السياسة ولم يتاجر بموقفه ولم يهاجر، تعرض خلال المأزق الوطني الذي يمر به وطننا لمحنة مركبة طالت حياته ورزقه في آن معاً. لست أريد أن أقف هنا عند من يسرقون حياة السوريين بقوة السلاح، فأنتم تعرفونهم خيراً مني، ولا فائدة ترجى من الحديث معهم أو عنهم، فهم يرتدون دروعاً مضادة للكلمات، إلا أنني أود أن أتحدث عن أغنياء الحرب الذين استغلوا الفرصة التي أتاحتها لهم الأزمة فاحتكروا الأغذية والملابس والأدوية، ثم رفعوا أسعارها وراحوا يكوون الناس بنارها، فتضاعف رأسمالهم من خلال إضعافهم لوطنهم ولمواطنيهم! والمؤسف أن ظاهرة أغنياء الحرب هذه، ترافقت مع ظاهرة الأبطال الزائفين الذين يسرقون الضوء من الأبطال الحقيقيين، وبين هؤلاء بعض المحللين الذين لا يحرّمون شيئاً ولا يلتزمون قيماً. وأسوأ هؤلاء هم الدخلاء على الثقافة والسياسة من تجار الكلام الذين يستغلون ظروف أوطانهم المأساوية للرقص على أوتار الحزازات بين القوى الإقليمية والعالمية لزيادة مرابحهم المالية! في روايتها «أنا أحيا» تقول ليلى بعلبكي: «... واشتعلت الأرض بنيران الحرب العالمية الثانية، فإذا الحياة تتبدل وتنطلق بسرعة جنونية، وإذا نحن أثرياء: نحن أغنياء حرب. هل هو الحظ، أو الصداقة، أو تدبير من الله. أو... أو... يقظة والداي، هي التي رفعتنا إلى مرتبة وجهاء المدينة؟ إنهم يطلقون على أسرتنا تعبير «من كرام وجوه البلد». بضعة أكياس خيش من القمح كان يطرحها والدي في الزاوية قبل الحرب، منحتنا أسهماً عديدة في أكثر الشركات، وأبدلت البيت القديم بشارع تربض على جانبيه بنايات فخمة، وهي ملك لنا. كان كيلو الطحين بقروش قليلة، قبل الحرب. وإذا كيلو الطحين الصافي بأكثر من ليرة بعد الحرب، فإذا نحن بومضة عين، كما يحدث في الأساطير، أثرياء. بكل وقاحة يتباهى والدي بجهاده في جمع الثروة، وبصداقته للفرنسيين في عهد الانتداب، كأن هذه النعمة التي يضيع فيها، ليست من حرمان ألوف الأسر التي أطعمها الفرنسيون طحين الترمس والشعير والذرة البيضاء على شكل إعاشات». بهذه الأسطر المعبرة توضح لنا ليلى البعلبكي كيف ينبت أغنياء الحروب في المجتمعات كالفطر عقب ليلة عاصفة. يقول المثل إن «الثروة تأتي كالسلحفاة وتذهب كالغزال». لكن هذا المثل ينطبق على الثروة الطبيعة، أما ثروة أغنياء الحروب السرطانية فهي تأتي كالغزال، والله وحده يعلم كيف تذهب وإلى أين! لقد قام تجارنا الأشاوس خلال الأشهر الماضية بالاستثمار في الأزمة بكل شطارة وضراوة فصح فيهم قول أبو الطيب المتنبي: «بِذا قَضَتِ الأيام ما بَينَ أَهلِها مَصائِبُ قَومٍ عِندَ قَومٍ فَوائِدُ» نعم، لقد قام تجار سورية بقلب الدنيا فوق رؤوس من لم يهاجروا ولم يتاجروا من إخوتهم المواطنين، خاصة المساكين من العمال المياومين، وأصحاب الحرف والصناعات الصغيرة التي توقفت، وذوي الدخل المحدود الذين نزلت قوة رواتبهم الشرائية إلى أقل من الربع علماً أنها لم تكن تكفيهم حتى قبل أن يمسخها التضخم! أجدادنا كانوا يقولون: «لا تجارة كالعمل الصالح» وقد شط تجارنا كثيراً وبالغوا في شططهم واستغلالهم حتى لأكاد أقول: « لا عمل صالح في التجارة»! أنا شخصياً لست من أنصار العنف، بكل أنواعه، فعندما ذبحت ديكاً ذات يوم في صدر شبابي راعني ملمس الدم على يدي لدرجة أنني لم أكرر التجربة أبداً. صحيح أن كتاباتي، المقروءة منها والمرئية، قد تنطوي على شيء من العنف، لكنني في المآل الأخير أهدف من خلال ذلك لإبلاغ القارئ أو المشاهد رسالة مضادة للعنف. تعلمون أنني عشت حياتي خادماً للكلمة، لذا يطربني أي قول أو فعل يبرز أهمية (سيدتي) لكنني، رغم ذلك، لم أرتح يوماً لقول الفيلسوف والأديب الفرنسي جان بول سارتر: «الكلمات مسدسات محشوة». فأنا أؤمن أن الواجب الأسمى للكلمة هو أن تنير الحياة وأن تدافع عنها، لكن يبدو أن الظروف غيرتني إذ بت أتمنى لو كانت الكلمات مسدسات محشوة كي أطلقها على من يسرقون اللقمة من أفواه الجياع!
|
|
4225 |
 |
0 |
 |
|
|
 |
 |
 |
 |
|
|
 |
جريدتنا بالفايس بوك
|
|
 |
 |
كتاب و أراء
|
|
 |
 |
التعازي والوفيات
|
|
 |
 |
أنشطة حــزبية
|
|
 |
 |
انشطة الجمعيات
|
|
 |
 |
أنشـطـة نقابية
|
|
 |
 |
إعلان
|
|
 |
 |
موقع صديق
|
|
 |
 |
أخبار دوليــة
|
|
 |
 |
القائمة الرئيسية
|
|
 |
 |
خدمات الجريدة
|
|
 |
 |
أدسنس
|
|
 |
|
|