انا جبان اذن لا استحق الحياة
لحسن كوجلي
الحياة في الاصل مدرسة متعبة، تكلف الانسان مجهودات كبيرة . فمن تعلم فيها العجز وتعامل معها بالليونة وبلغة القلب والحنان قد لايجد فيها مكانا له، او سيواجه فيها متاعب لاحسرة لها. وقد يقع في فخ الجبن.
الجبن نمادج ، كثير منا تحالف وتالف معه وارضخ له بطواعية وعاش بين احضانه سعيدا لايبالي لتاثيراتة من القيل و القال، وهناك من سلط عليه من حيت لا يدري وبه عاش حياة البؤس والذل.
منذ نشاتي وانا املك قلبا يفيض بالحب والعطف و الحنان، لا اتعامل مع غيري سوى بهذه العملات النقية، اجد نفسي مرتاحا في خدمة الناس ، احسب نفسي عبدا لها.الا ان تقدمي في الحياة وتسلقي سلمها ادركت ان اقسامها العليا محيطة بالالغام و المخاطر ، وان خصومي يضايقون عمولاتي ولا يروا فيها مصلحة لهم، فبدات اشعر بسهامهم تخترق اجوائي وقريبة من جسدي، ادركت خطورة المرحلة بعدما كتب علي القتال و انا كاره له، فكانت ضريبة النضال مكلفة جدا، لم استسلم ولم يهزمني بشر ، لكني هزمت من حيت لا اتوقع . وجدت نفسي يوما بلا قوة الضمير ولا البدن ، اصبحت منهارا كليا، فجاة اختفى ذلك الغول الذي كان يسري في جسدي وتبخر ذلك الجسد الذي صنعت به بطولات والذي كان يخشاه غيري. لازال كثير منهم لايدركون حالتي، ويضنون اني مازلت كما كنت، بل ينتضرون ما قد يصدر مني من مفاجآت.يجهلون مكانتي اليوم عند نفسي، لايعلمون اني اصبحت جبانا من اكبر الجبناء جسد بلا روح او بالاحرى قليل من الروح في قليل من الجسد،لآاملك لنفسي شئيا، تخلى عني كل الاحباب ، اكراهات تحوم حولي لم اعد استطيع مقاومتها ، الناس يعتدون، القانون لا يحمي وعاجز عن الدفاع عن نفسي. الست جبانا اذن؟ بلا، رغم سني الصغير لم اعد اقاوم من اجل ابنائي ولا الدفاع عنهم ، ثارة يجرني كفري لاغضب من الله و احمله مسؤولية ما اوصلني اليه، واشعر بضلمه و احتقاره لي، رغم قوة ايماني به.
القلم هو من استطيع ان احمله في بعض الاحيان، راجيا ان اتخده كما اتخد موسى عصاه، لافجر به ينابع الامل، او اصبر به نفسي في موت ضميري و جسدي. هكدا يفعله الجبناء مثلي ولو اني في الحقيقة لا استحق الحياة.