واويزغت :عريضة ضد الفرح تطرح اكثر من سؤال و تستوجب التنبيه
تعتبر العرائض صيغة نضالية سلمية حضارية للتعبير عن الرفض و الاحتجاج عن ظاهرة معينة و تنبيه الجهات المعنية للتدخل حماية للحقوق و احتراما للواجبات و للقانون . بل اكثر من دلك بفضل عريضة استطاعت حركة تمرد المصرية حشد عشرات الملايين من التوقيعات ضد سياسة و حكم الاخوان في بلد الكنانة و احياء الثورة المصرية المسروقة من طرف الاخوان المسلمين الذين لم يستطيعوا التمييز بين الفكر الدعوي و العمل السياسي في تسيير الدولة حيث اختلطت لديهم اوراق الجماعة باوراق الحزب لتعطي خليطا من التيه و الاقصاء و الحقد و الانتقام من باقي مكونات المجتمع المصري البطل لتكون الحصيلة الوضع المأساوي الذي وصلت اليه الاوضاع.
لنعود لعريضتنا الفريدة من نوعها بواويزغت و التي كان موضوعها الاحتجاج على الاعراس و الحفلات بدعوى انها تزعج المواطنين ليلا و بالتالي يجب وضع حد للفلكلورات و الانشطة الغنائية التي تأثث ليلة العرس سواء بدار العريس او العروس كتعبير عن الفرحة و البهجة التي تدخلها الاعراس للبيوت بحضور الاهل و الاحباب .
فباحترام الحريات الفردية و الجماعية للمواطنين فان من حق المحتجين التعبير عن احتجاجهم و انزعاجهم من هدا السلوك لكن من حق اهل دار العرس الاحتفال بابنائهم خاصة و ان مثل هده المناسبات تشكل متنفسا للعائلات الفقيرة للتعبير عن الفرحة و التخفيف من ضغوطات المعيشة اليومية و معانات أبنائها المعطلين و الزيادة الصاروخية في الاسعار و التهميش الدي تعاني منه. لدلك يبقى هدا الموضوع جد شائك و فيه يجوز الوجهان و يتطلب التبصر و الحكمة للتعامل معه بحذر و ليونة تضمن لكل الاطراف حقوقهم و ممارستها دون المس بحرية الاخرين.
لكن الغريب في هده العريضة هو كونها خرجت من داخل مسجد مركز واويزغت فجر يوم الاحد حيث اثير هدا النقاش بين بعض المصلين على هامش صلاة الفجر الذين خلصوا الى جمع التوقيعات على شكل عريضة احتجاجية و الاغرب في الموضوع هو تكليف موظف بقيادة واويزغت كان من بين المصلين بهده المهمة التي تحمل في طياتها اكثر من سؤال لكونها مبادرة خرجت من دار للعبادة و كون الساهر عليها موظف بوزارة الداخلية الى درجة ان المواطن الواويزغتي الدي يقترح عليه توقيع العريضة من طرف الموظف المكلف يتبادر الى ذهنه ان المعني مكلف من طرف السلطة المحلية لانه موظف معروف لذى الجميع لكونه مسؤول عن مصلحة التغطية الصحية بالقيادة .
و لقد خلقت هده العريضة و حيثيات وضعها و مكان تقريرها استياء كبيرا لدى الساكنة و بعض الاحزاب السياسية التي اعادت الى الواجهة المحلية نقاش دور دور العبادة و المساجد و دور الوزارة الوصية في حفاظ اماكن العبادة على دورها الديني و عدم استغلالها في مثل هذه المتاهات التي ستفتح الباب امام من يحاولون توظيف الدين لاغراض سياسية و الا ماذا سيكون موقف الوزارة المعنية لو اقدم شخص على اثارة نقاش الزيادة الاخيرة في الحليب و غلاء المعيشة داخل المسجد.
فاما ان نضع حدا لهده الممارسات التي تحاول استغلال دور العبادة و الركوب على الدين لاهداف سياسوية و احترام المساجد و قدسيتها و اما ان نعمل بمبدأ المساواة و تكافؤ الفرص الذي جاء في دستور 2011 و نتيح للجميع فرصة التعبير عن رأيه و اتخاد المبادرات داخل المساجد حتى يمكن ان نتكلم عن المساواة و الانصاف بين كل مكونات المجتمع – يسارية و يمينية و اسلاموية- .
فاليوم طلع علينا البعض بعريضة ضد الاعراس مباشرة بعد صلاة الفجر لكن غدا هل يستطيع احدا ان يتنبأ بالخطوة القادمة ....
فالاعراس و طقوسها ثراث محلي ووطني و الانزعاج منها يستدعي اللجوء الى السلطة المحلية لتدارس الحلول و المخارج القانونية – الرخص و التوقيت- اما ان يجعلها البعض مدخلا لأسلمة المجتمع و التعبير عن الاصطفائية و ادعاء ملك الحقيقة المطلقة كما خاطب الشهيد فرج فوذة الاخوان المسلمين في مصر في التسعينات من القرن الماضي في كتابه الحقيقة الضائعة فهو أمر مرفوض ولن نسكت عنه....
رافض للتوقيع بالعريضة