ع.لعشير
جعل قشبال المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب بأزيلال زروال نفس القطاع بمثابة هارون من موسى عليهما السلام، إلا أن هذين المرسلين جاءا لإخراج بني إسرائيل من ظلم و جور فرعون، إلا أن لكل وقت فراعنته و هامانته و قاروناته. فبمجرد ما جمعتهم أقدار "تخلويض" حتى بدا قشبال في تعليم صاحبه هوايته المفضلة في فنون صيد الطرائد و توجيه البنادق الوجهة الصائبة و الصحيحة، فابتلي الثاني بما سبقه به الأول و أصبحا صيادان ماهران، و بما أن هذه الهواية تستدعي مصاريف كثيرة فقد عمد زروال لإدارة فواهة بندقيته نحو صفقات المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب -قطاع الماء- فاصطاد في أول الأمر شركة "إيماريكو" التي تفننت في جرائم الأشغال الفاسدة لا لشيء سوى أن هذه المقاولة تم تكليفها باقتناء الخرطوش و اقتناء كلاب الصيد و بطبيعة الحال تموين خرجات الصيد بأعالي الجبال بالإقليم أو خارجه و أشياء أخرى تعبر عن حسن الاهتمام و الاستقبال بمعالي زروال. كما أن زروال ادخل احد أقاربه في معمعة المناولة الإجبارية و وقعت إبانها حادثة شغل لعمال المقاولة الذين هموا بفتح إحدى البالوعات فسقطوا بداخلها و أصيبوا باختناق شديد كادت أرواحهم أن تزهق من جرائها و كان مصيرهم الطرد بعدما هدأت العاصفة بسلام و لم يتم التصريح بحادثة شغل للمصابين كونهم غير مصرح بهم في الأصل لا بالضمان الاجتماعي و لا التأمين ضد الحوادث.
استمر حال" المنشطان "على حاله فتفننا في التلاعب بالصفقات العمومية لما يخدم مصالحهما و نوايهما. و هكذا افتضح أمرهم مع مقاولة "إيماريكو" حينما فسخ احد المقاولين الصحراويين صفقة ربط المنازل بشبكة الماء الصالح للشرب فهما بإجبار مقاولة " بنها يونس" لربط منازل الزبناء بالماء رغم عدم توفر الصفقة الحائز عليها على هذه الخدمات، و ذلك خدمة لمصالح "ايماريكو" التي تدخل تلك الخدمات في بنود صفقتها بثمن بخس كانا سببا مباشرا في حصولها على الصفقة بعدما أشارا إليه ليصبح صاحب اقل عرض مالي.
لم يقف أمر هذان المنشطان عند هذا الحد بل تعداه إلى تفويت الماء بالمجان لشركة " صوبريد" الحائزة على صفقة الهندسة المدنية من أيت تكلا إلى حدود خزان حي بوسيف بأزيلال، إذ بهذه الطريقة استفادت الشركة من استغلال الماء من ثقب يتواجد بمكان الأشغال، في ضرب مفضوح لمساطر المكتب الشيء الذي افقده مداخل الربط المؤقت و استهلاك الماء لحوالي سنة من العمل في ورش بناء الخزانات. نفس العمل التفضيلي استفادت منه شركة " أفريك فوراج" التي قامت بتهيئة ثقب استكشافي بمحطة الدفع المتواجدة بحي الزاوية بازيلال، حيث استغلت بمباركة قشبال و زروال الماء المتواجد بخزان محطة الدفع و الذي تم إرجاعه لعملية التأكد من التسربات بالخزان، هذه العملية أيضا فوتت على المكتب مداخل مالية مهمة كون عملية الحفر تستوجب استغلال الماء بكثرة و الشركة لم تبادر لانجاز إيصال مؤقت كما هو متعارف عليه، هذه الخدمة المجانية ما قيمة تقديمها للشركة؟ بينما المواطن البسيط يؤدي فاتورة استهلاكه و مستحقات كل الخدمات التي يطلب من المكتب. قد يتساءل البعض ما هي غاية قشبال و زروال من كل هذا؟؟؟
الجواب كانت تتطرق له حركة 20 فبراير المجيدة من خلال شعاراتها التي كانت تدعو لمحاربة الفساد و الاستبداد. و كل و فسده في هذه البلاد التي تعطي مسؤولية التدبير لمن يحسنون لعق الأحذية بألسنتهم لأسيادهم و ليس لكفاءتهم. لم تنحصر عمليات الفساد عند هذا الحد بل شملت كل الخدمات التي تفوت للخواص لتدبيرها في إطار الصفقات العمومية. هذا يظهر جليا كلما تمعنا في بعض المقاولات التي تفوز بصفقات أصبحت بقدرة قادر حكرا عليها لا لغيرها من بينها مقاولة" الناجي" لتدبير التطهير و تدبير محطة معالجة المياه العادمة هذه المقاولة لا يزحزحها من مكانها احد فاستغولت و باتت تظهر ديناصورا يصعب مجاراته لا لشيء سوى انه يحسن تصريف فعل " أكل " في كل الأزمنة و يقحم ضمير "أنت تأكل" في غير محلها و في غير زمانها. و عليه فبنود الصفقات بالنسبة إليه مجرد تجزية للوقت و كلام مكتوب لا يطبق منه و لو النصف و هنا نعطي نماذج حية فالمقاولة تسير تدبير حراسة محطة المعالجة و صيانتها و تشجيرها و الاهتمام بها و لإنجاح كل هذه الخدمات أوكلت الصفقة للمقاولة توظيف حارسين و عامل مؤهل للصيانة و تقني بالإضافة للوسائل اللوجستيكية الكفيلة بتوفير الخدمات الجيدة، هذا ما تنص عليه الصفقة إلا أن المقاولة اكتفت بتوظيف حارسين فقط، و أموال الآخرين من يحصل عليها؟؟؟؟ نفس الشيء بالنسبة لحراسة محطات الضخ بتمنايت و التي حازتها شركة الناجي و شريكه بمقاولة " توكادر" الصفقة تنص على حارسين لكل محطة و بالخزانين الأول بحي الثكنات و الثاني بحي بوسيف حارسين اثنين، إلا أن هذا البند لا تطبق فيه المقاولة غير 50 في المائة. فمن يا ترى يلتهم أجور ثلاثة عمال بالشركة؟؟؟؟
نفس الشركة حصلت على صفقة صيانة شبكة الماء بالمدينة بعاملين اثنين فقط بينما الصفقة تشترط أربعة عمال لتقديم الخدمة للساكنة في وقت وجيز و بشروط مقبولة، رغم كل هذه الشروط التي وقع عليها المقاول ألا أن التطبيق يبقى " شيء ثاني" و الغريب ان جبين المسيرين لا يندى حينما تشاهد أعينهم الدراجة ذات العجلات الثلاث " تريبورتور" تجوب المدينة محملة بلوازم العمل الخاصة بالماء الصالح للشرب في حين أن الصفقة تنص على وسيلة نقل ذات أربع عجلات لكونها تقدم الخدمات داخل بلدية و ليس بجماعة قروية. مرة أخرى من يستفيد من فارق أجر العمال و الطوموبيل و من يغض الطرف و يجبر الآخرين على ذلك؟؟؟؟.
أما بالنسبة لصيانة شبكة التطهير بمدينة أزيلال، الصفقة مرة أخرى نالتها مقاولة "الناجي" التي لا تتوفر على مقر معتمد و لا على مخزن بل تكتفي بوضع مستلزمات العمل داخل محطة ضخ المياه العادمة المتواجدة بحي المسيرة في خرق سافر لدفتر التحملات و هذا بإيعاز من قشبال و ضغط من زروال. الخدمات تقدم للساكنة بشكل عشوائي خاصة و أن مدينة أزيلال دخلت مرحلة التهيئة الشاملة و رغم ذلك لازال الحفر يتم بشكل يدوي و عشوائي و إحدى بنود الصفقة تجبر صاحب المقاولة على توفير آلأليات الكفيلة بانجاز الخدمات و وسيلة نقل و ليس" تريبورتور" . مرة أخرى من يتستر على هذا المقاول و يمنحه الضوء الأخضر للعبث ببنود الصفقات و استغلالها أبشع استغلال لنفخ أرصدته المالية دون تقديم أية خدمة في المستوى للمكتب؟؟؟؟؟ بهذه الصفقة بند تبتلع من خلاله المقاولة أكثر من نصف المبلغ المرصود للصقفة كاملة دون أن تقدم أية خدمة للمكتب، في خدمة وهمية و خيالية، حيث تدعي أنها تجمع كل النفايات الصلبة التي يتم تجميعها من البالوعات و من تنقية القنوات المنزلية بعد ذلك تحملها للمطرح العمومي، هذه الخدمة وهمية بكل المقاييس إذا علمنا ان المكتب يتوفر على شاحنة و ثلاث عاملين بها و يقومون بكل الخدمات المرتبطة بتنقية و جمع النفايات و شركة "الناجي" لا تزاول هذه المهمة خاصة ان وسيلة النقل مجرد دراجة نارية يصعب عليها الوصول للمطرح البلدي.
الصفقة المقبلة لتدبير شبكة التطهير بازيلال و واويزغت حازتها شركة استعملت في حيازتها كل أساليب "تخلويض"من نوع ممتاز توج بسفرية معتبرة للديار الفرنسية، مبروك الحج فابور-عند هولوند الله أتقبل والله أكثر الصفقات-
ألم أقل لكم لقد تعلم زروال الصيد و أتقنه و أحسنه و تفنن في ممارسته سواء بالبندقية أو بغيرها الصيد في الغابات و في السماء وووو؟؟؟؟؟ .
حازت مقاولة "بنيوط" على صفقة بناء و إصلاح المنشئات بكل من ازيلال و دمنات و فم الجمعة، التهمت المقاولة مبلغ الصفقة دون انجاز المطلوب منها حسب المواصفات التقنية المنصوص عليها.
نفس المقاولة نالت صفقة التنقيب و إصلاح التسربات بالإقليم، و التي التهمتها دون القيام بالمهام التي رصدت لها الصفقة في وقت قياسي، بايعاز من المذكورين سابقا.
بايت أمحمد: كذلك مقاولة صغرى تسير محطتين و شبكة التوزيع بمجموع يد عاملة من 6 أعوان، إلا أن المقاولة لم توظف غير ثلاثة عمال و تلتهم شهريا أموال الثلاثة الآخرين و المستفيد دائما منشطا هذا المقال
الخطير أن بعض محطات الضخ تبقى فارغة و رغم ذلك يحصل صاحب الشركة على مستحقات الحراسة من أموال الشعب التي اؤتمنت عليها أياد غير نظيفة. و ما جاء في هذا الباب يمارس اخطر منه و اكبر منه و أكثر منه .
بافورار: محطة الضخ بتاعريشت بدون اي عامل، و لثلاث خزانات عاملين اثنين فقط. و بالنسبة لصيانة شبكة الماء عاملين اثنين و في نفس ألان يقومان بربط المنازل بالشبكة في إطار صفقة أخرى حازتها مقاولة "الناجي" و يتم استغلالهما في أشغال الصيانة و الربط بمركز بني عياط أما الخزانات الثلاث ببني عياط يتكلف بحراستهم عاملين اثنين عوض ستة عاملين. و محطتي الضخ بنفس المركز يدبرها عامل واحد و تبقى محطة أخرى فارغة. فمن يستفيد من فارق عدد العمال الذين يحصل بموجب استغلالهم المقاولون على أجور خدمات وهمية و لا تقدم للمكتب.
تيفني: يسير محطتها و خزانها عامل واحد و نفس الأمر بإيمليل.
دمنات: حازت مقاولة "بنيوط" صفقة صيانة شبكة الماء الصالح للشرب، أرغمت جبرا كسابقاتها على تفويتها للمسمى عبد الكريم المتغول بمركز دمنات مند زمان طويل و لا من يحد من تسلطه و جبروته على المقاولين و العامل و الخطير انه يستغل وسائل المكتب بما فيه سيارة المصلحة لأشغاله التي يؤديها لمجهول معروف.
هذا غيض من فيض و ما خفي كان اعظم بجميع المراكز التابعة للمكتب بإقليم ازيلال.
كل هذه المقاولات و الشركات محمية من طرف قشبال و زروال، و معفاة من التصريح بالعمال بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و من حوادث الشغل، و من توفير البسة العمل و وسائل الوقاية و السلامة و من التلقيحات الضرورية و الرعاية الصحية كل هذا يعد ضربا واضحا لقانون الشغل الذي يرفسه المقاولون بإيعاز ممن يوفرون لهم الحماية بإقليم أزيلال.
بمجرد اطلاع المعنيين بالامر على هذه الحقائق ستتفتق عبقريتهم على إخفاء كل معالم الخروقات و الخدمات الوهمية التي سبق ذكرها بل سيهرعون للبحث و التنقيب عن كاتب المقال كالعادة عوض الغوص في محتواه.
هذه حقائق خطيرة ترتكب في حق أموال الشعب من طرف شرذمة غرتها الحياة الدنيا، فهل من عاقل سيفتح تحقيقا دقيقا و شفافا للضرب على أيدي المتلاعبين بالمكتب و مصالحه.