واويزغت: سوء فهم العريضة و المقال اسال مدادا كثيرا
وجهة نظر
ربما العريضة و المقال اثارا جدلا واسعا في الاوساط المحلية بواويزغت و هو دليل على الاهتمام بالشأن المحلي و تتبع مستجداته و بداية لانخراط الجميع في عملية تسييره و السهر عليه و مراقبته.
فرغم بعض التشنجات و الانفعالات في النقاشات الدائرة حول الموضوع - الردود- و التي نعتبرها عادية و صحية ان لم تكن تخدش في سمعة احد و تتدخل في حياته الشخصية .اما العريضة فهي شان محلي يهمنا جميعا لانها تطرقت لظاهرة اجتماعية تستدعي النقاش الموسع بين كل مكونات المجتمع و بدون اغفال او تطاول على قوة القانون الوضعي حتى يتعبأ الجميع من أجل التوافق و ارضاء الكل بصيغة وسط يجد فيها المواطنون راحتهم و المصلون كدلك و المحتفلون لان الدستور المغربي يكفل حق الجميع .
ففي نظري المتواضع فمن حق اي كان وضع عريضة دفاعا عن الهدوء و الطمانينة و السكينة و يقدمها للجهات المختصة على شكل شكاية للبث فيها تماشيا و القوانين الجاري بها العمل لكن ليس من حق اي كان و مهما كان و بقوة القانون كدلك و بعيدا عن اي حساسية سياسية او اديولوجية ان يخرج العريضة من المسجد او ان يناقشها فيه لان للمساجد وظائف محددة مرتبطة بالعبادة و الارشاد الديني و الوعظ و التربية و التكوين و ان زاغت عن هدا المسار ستصبح وسيلة لتصريف ايديولوجية ما اما اسلامية او علمانية او غيرهما و الا فلمادا تتميز وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية بالمغرب و منذ الاستقلال تقريبا بنوع من الاستثناء عن غيرها من الوزارات – نفس الاستثناء كان يسري على وزارتي الاعلام و الداخلية و لقد تقلص نسبيا مؤخرا- و الجواب بسيط وهو حتى تبقى بعيدة عن كل الصراعات السياسية و الاديولوجية التي تعرفها الاحزاب و التيارات فيما بينها و لانها اداة لتصريف السياسة الرسمية لان الحقل الديني جد حساس و قابل للاستغلال في كل الاتجاهات و التاكتيكات و هو ما وقع بالفعل بمصر و تونس فوقعت الفتنة .
لدلك فلنترك الشأن الديني بعيدا عن كل الصراعات و الشبوهات و المزايدات و التوظيفات......و ليتنافسي المتنافسون حول السياسة و البرامج السياسية و الالتزامات اتجاه المواطنين .
اما المحتفلون فمن حقهم كدلك الدفاع عن حقهم في الاحتفال لان دلك جزء من ثقافتهم الشعبية و تراتهم المحلي فلا مجال لاي محاولة طمسه من طرف اي كان بمبررات واهية كالازعاج او حق الجار و التستر وراء الدين و الا فلمادا لاتستعمل هده المبررات للاحتجاج على الحفلات الصاخبة و الاعراس الكبيرة ....فحتى القراءة الجماعية للقران الكريم في البيوت حتى منتصف الليل فهي تزعج الجيران لكن لايمكن بهدا المبرر الوقوف ضدها رغم ان كبار علماء الدين و المتمكنين من علوم الفقه اكدوا انه يجب ان تكون القراءة من طرف قارئ واحد و يستمع الجميع و تكون الاستفادة اكثر لكن هده عادة و ثرات مغربي لا مفر منه و يجب الاحتفاظ به.
و بالتالي فالحلال بين و الحرام بين و بينهما .........فاتقوا الشبوهات . ادا فالمساجد للعبادة و ليست للعوارض ومن يفعل دلك فقد وقع في الشبوهات و الشبوهات حرام .
اما واويزغت فهي حية و في حركية مستدامة لان النقاش دائر بين كل الاطراف و حول كل القضايا و بدون حرج و هي مؤشرات ايجابية على المضي في طريق تغيير العقليات و الانفتاح على الاخر و التشاور في القضايا المحلية الجوهرية بعيدا عن كل اشكال الاقصاء و الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة و الاصطفائية الزائدة فلنغدي النقاش المفتوح و التواصل الدائم و النقد البناء لانها اسس الوصول الى الحقيقة و ضمانة لارساء اسس ديمقراطية شعبية حقيقة يتعايش فيها الاسلامي و الاسلاموي و الماركسي اللينيني و اللائكي و العلماني و الليبرالي ........وكدلك اصحاب العريضة و كاتب المقال .