بين مخترع الصاروخ وصاحب البولفار ضاع التعليم
بقلم: محمد أمدغوس
أكيد أن الكثير من المغاربة سمعوا بالتلميذ الشاب أدم الزراري البالغ من العمر 17 سنة .الذي حاول صناعة صاروخ تحت مائي ,ورادار .وقضت بحقه محكمة الأستئناف بمدينة سلا بثلاثة سنوات سجنا نافذا .وانتهي به المطاف مثل طرد تتقاذفه أيادي المصالح الأمنية الي ان رمي مع عتاة المجرمين .في زنزانة عفنة من زنازين سجون المغرب الجديد. والكثيرين تساءلواعن سبب هذه المعاملة القاسية من طرف المخزن .مع شاب يافع بالكاد تجاوز مرحلة الطفولة .كان من الممكن توجيهه نحو معهد يصقل فيه موهبته .او استثمار تجربته كمخترع لصالح الدولة المغربية .أو جعله من نخبة الدرك الملكي أو الجيش الملكي. ومن يتتبع تصرفات المخزن وتفاعلاته مع أعمال وهوايات وأذواق المغاربة سيجد الجواب الشافي في ماتعكسه وسائل الاعلام الرسمية من توزيع للهبات والجوائز وتنظيم للمهرجانات الح ....ان المخزن وماكينته وأذرعه المالية والأعلامية ,يشجعون كل مايتماشي مع الجهل والجمود والبساطة. ويخنقون حتي الموت كل فكرة أو اختراع أو مشروع ينشد التطور. ان المخزن بتنكيله واعتقاله لشاب مخترع متفوق في دراسته بمعدل 17.75على 20 . يقول للمغاربة لا تخترعوا ان الاختراع يعاقب عليه بالسجن .ومقابل هذا السلوك القمعي يطلق المخزن العنان لاختيار أمهر الصناع التقليديين في برنامج ترصد له ميزانية ثقيلة من أموال المغاربة . فلماذا لاتقدم القناة الثانية برنامجا خاصا باختراعات بلادي على وزن صنعة بلادي يعرض فيه مواهب ونوابغ المغرب اختراعاتهم وافكارهم ؟ انهم يريدون تكريس الجهل والفقر كي يخلو لهم جو التحكم في المغاربة لعشرات السنين واذا زرع المخزن الجهل سيجني أمة كالعجين يخبزها كما يشاء ومن زرع حصد كما يقول المثل .
يتم تكريم كل من يمشي في توجه المخزن التسطيحي بمكافئات وأوسمة عالية كما حدث مؤخرا مع صاحب فكرة مهرجان البولفار الذي يجد الدعاية والتطبيل من الأعلام الرسمي و كما حدث مع الكثير من نجوم غنائية تافهة ماكان لها ان توجد لولا فتح أبواب الاذاعات والتلفزات أمامها. بتوجيهات من الدوائر العليا في السلطة.وهكذا نبتت كالفطر عشرات بل المئات من الاصوات النشاز التي تمنح لها الجوائز وتنجز لها المهرجانات وهي لاتقدم للثقافة المغربية شيئا ذا قيمة لكنها بقدرة المخزن والته الاعلامية رفعت الى مصاف نجوم تقدم للناشئة كنماذج جيدة يحتذي بها .لانها تنسجم مع خطة التضبيع. وبهذا يقول المخزن للمغاربة اتبعوا هذه الطريق تفلحوا ولا تتبعوا طريق الاختراع فتسجنوا ويسخط عليكم .
مخترع مجتهد يافع يزج به في السجن ومغني راب يتلقى الوسام مفارقة كبيرة تدعو كل من يبحث فى مشكلة التعليم أن يستنتج بأن المستوى المنحط الذي وصل اليه التعليم بالمغرب هو عمل مخزني مقصود ومخطط له منذ الشروع في نهج سياسة التعريب أواسط الثمانينيات من القرن الماضي .لأن تخريب التعليم يتماشي مع بقاء الدولة المخزنية وقدرتها على التحكم والسيطرة لمدة طويلة .واذا كانت الدولة التونسية كانت تساهم بنسبة ثلاثين بالمائة للنهوض بالتعليم زمن الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة في الوقت الذي كان وما يزال المغرب يساهم في قطاع التعليم بنسبة اثنين بالمائة مع التلميح بتقليص هذه النسبة أو التهديد بالغائها بين الفينة والأخري . وبهذا الصدد فقد استهجن الملك الراحل الحسن الثاني في لقاءه مع الحبيب بورقيبة نسبة الثلاثين بالمائة التي كان يدعم بها تعليم تونس محذرا اياه من قيام الثورة عليه فما كان من المجاهد الأكبر لحبيب بورقيبة سوي ان أجاب محاوره جوابا حكيما قائلا له من الأحسن أن يثور علي المثقفون لا أن يثور علي الجهال .ومن يشك في مسئولية المخزن في فساد التعليم بالمغرب ما عليه سوى أن يعود لقراءة دراسة في هذا الصدد أنجزها السوسيولوجي المغربي المشهور محمد جسوس اواسط الثمانينيات من القرن الماضي تحت عنوان: ( ( انهم يحاولون تكوين أجيال جديدة من الضباع ) ) قارعا أجراس الأنذار لكن لا أحد سمع له وهاهي نبوئته تتحقق