عبد العزيز المولوع
في إطار تحريك الاقتصاد الجهوي والرفع من التنمية السوسيو - اقتصادية والبشرية بجهة تادلة أزيلال، استقطبت جماعة دير القصيبة باقليم بني ملال وحدة صناعية لـ «إسمنت الأطلس» كلفت استثمار مالي ناهز 2,5 ملياردرهم, وانشأ هذا المشروع الضخم وفق أحدث المعايير الدولية في مجال إنتاج الإسمنت سواء على المستوى التقني, أو على مستوى احترام البيئة والاستغلال الجيد للطاقة حسب المسؤولين المشرفين على المشروع. إذ عهد بإنجاز المشروع الكامل إلى الخبرة الألمانية المتمثلة في شركة «بوليزيوس» الرائدة عالميا في مجال بناء مصانع الإسمنت. وتصل القدرة الإنتاجية السنوية المسجلة حاليا في الوحدة 1.6 مليون طن من الإسمنت، علما أن فائض الإنتاج سيتم تصديره إلى بعض الدول الإفريقية، وتعزيز السوق الوطنية بمصادر الإنتاج سينعكس حتما على خفض أسعار الإسمنت، وهذا الأخير يدخل ضمن المواد الأولية الأساسية في احتساب كلفة البناء. وجاءت هذه الوحدة الصناعية التي بدات في الانتاج بداية شهر يناير 2011 لسد حاجة الجهة من الاسمنت زيادة على السوق الكبير لجهة مراكش فضلا عن جهة مكناس تافيلالت. ومن المهم الإشارة في هذا الباب، إلى مشروع الطريق السيار الذي هو في طور الإنجاز ، التنمية الحضرية، سياحة الجبال، الإنتاج الفلاحي والصناعة الغذائية فهذه كلها مؤشرات واعدة للنهوض باقتصاد الجهة.
يجرنا الحديث هنا ايضا، إلى مسألة التحكم في تكاليف الإنتاج المرتبطة في شق كبير منها بجودة التجهيزات الصناعية، التحكم في مسار الإنتاج وكيفية إدارة المصنع. وفي هذا الصدد، نشير إلى أن مصنع "إسمنت الأطلس" بجهة تادلة ازيلال تم تصميمه وإنشاؤه وفق أحدث التقنيات المعتمدة في مجال إنتاج الإسمنت، كما عهد بإدارة الإنتاج داخلهما إلى فرق مؤهلة و ذات تجارب مهنية في المجال، لضمان اعلى مستويات التدبير الصناعي داخل المصنعين. اضافة الى أن هذا المصنع بعد سنتين من الانتاج ساهم في توفير 400 منصب شغل 200 منها مباشرة تستحوذ منها الجهة على نسبة مهمة تصل الى 72 بالمائة من اليد العاملة .
بالنسبة لمسألة التموقع التجاري و جودة العرض المقدم من طرف المقاولة وقدرتها على فرضه في السوق، نشير إلى أن "إسمنت الأطلس" تتوفر اليوم على العديد من المؤهلات، لاسيما فيما يخص توفرها على بنيات للتوزيع تضمن وصول منتوجها إلى الزبون في أي مكان يتواجد فيه، دون أ ن ننسى طبعا قدرتها على تأمين مختلف قنوات التوزيع.
من يرى هذا المشروع العملاق وكمية إنتاجه والمواد المستعملة في تحويل المادة الأولية، لابد وأن يتبادر إلى ذهنه السؤال حول الاحتياطات التي تم اتخاذها لحماية البيئة؟ كامل بن ابراهيم ، مدير الاستغلال بالمصنع أكد للجريدة ، أن «إسمنت أطلس» التزمت منذ مرحلة دراسة الآثار البيئية لوحدته الصناعية باحترام المعايير الأكثر صرامة على مستوى حماية البيئة عبر مختلف مكوناتها (الهواء، الماء، التربة، الموارد الطبيعية والمنظر العام).
فالبنسبة لحماية الهواء يعتمد المصنع تجهيزات تكنولوجية متطورة لتحصين البيئة. فالمداخن التي تم تثبيتها في مصنع الانتاج ببني ملال تم تجهيزها بمصاف ذات كفاءة عالية لتقليص الانبعاثات الغازية. وحصر المصنع معدل هذه الانبعاثات في 20 ميليغرام في كل متر مكعب، وهو معدل أقل بكثير عن المعدل المنصوص عليه في القانون المغربي والذي حدده في 50 مليغرام.
كما يقوم المشرفون على المصنع بمراقبة دقيقة وصارمة للمواد التي تدخل في صناعة الإسمنت وكذلك الوقود المستعمل يخضع لمراقبة دقيقة، وعلاوة على كل ذلك فإن مداخن أفران المصنعين تم تجهيزها بوسائل تعمل باستمرار على قياس الانبعاثات الغازية.
أما كل ما من شأنه أن يعرض تربة بني ملال الخصبة والمعطاء إلى أضرار وأخطار فإن «إسمنت اطلس» وضعت نظاما داخليا لتدبير النفايات، فضلا عن مطرح يخضع لمراقبة متواصلة داخل مصنعي الإنتاج. وهذه التقنية تمكن من تحديد كل النفايات الصادرة من الموقع والوجهة التي ستؤول إليها، وهي إما التدوير أو التخزين المراقب أو الحرق في الفرن. كما قام المشرفون على المصنع بتبليط أرضيته لتجنب تسرب المواد التي من شأنها الإضرار بالتربة.








