عفوا سيدي رئيس الحكومة : الشعب المغربي لم يعد يفهمك.بقلم : لحسن كوجلي
كثر هم من انقلبوا عليك من الشعب المغربي، ومن داخل حزبك ايضا. فاصبحت
فريسة وغنيمة للعادي والبادي ولخصومك السياسيين. الصحافة هي الاخرى حاصرتك من كل زاوية فلم تعد تملك ما تجيب به سوى الصراخ في وجوههم وتدكيرهم بأنك رئيس حكومتهم .
نصيحتي اليك سيدي، الهدوء وإظهار ابتسامتك القديمة. فإن سألوك عن السياسة قل فيها ادى. وإن عاودوا ليسألوك عن التماسيح قل لهم انتم هم التماسيح. وإن طالبوك
بالاستقالة فامرهم بذات الطلب.
إنهم لايفهمونك ولن يسطتيعوا، لن يفهموا ان ماوعدتهم به قبل انتخابك كان مجرد تصورات وتوقعات صادقة منك، وان ما اصتدمت به من صعوبات خلال حكمك هو واقع مر لا تستطيع لا انت ولاهم تغييره.
يتهموك انك استسلمت لاوامر غيرك، قل ما العيب في ذلك وماذا بعد. لن يفهموا انك اصبحت شيخا عجوزا وفرصتك في تسيير حكومة اخرى غير واردة على الاطلاق
وان امانة الحزب او بالاحرى الحزب كله لن يهمك بعد انتهاء مهمتك. وان استقالتك من السياسة كلها مسالة وقت فقط. يطالبونك بالمستحيل وهم لا يفهمون انك ناضلت طوال حياتك لاجل هذه الفرصة الفريدةو يريدون منك ان تفوتها . لاتفعل سيدي .
لايفهمون انك ضيعت حياتك ومستقبل عائلتك فلم توفر لهم ابسط حقوقهم، عشت فقيرا بدون مآوى، ويريدون منك ان تضحي بوضيفتك التي فيها معاشك. لايعلمون انك اذا افتقدتها سيلتوي عليك الزمن يوم يتنكر لك شعبك وحزبك ولا ينفعك يومها سوى تقاعدك. تاريخ اليوم لم يعد يسجل للفقراء ولايقبل تدوينهم في كتابه. تاريخ اليوم لايرحب سوى بالطواغيت والدكتاتوريين والراسماليين . لا يعترف بالاخيار ودوي النيات الحسنة واصحاب القلوب الرحيمة، ماذا صنعت لنفسي ولعائلتي باخلاصي للوطن . عقدين ونصف من الحب والعمل قضيتها لاجل هذا البلد في خدمتة وفي خدمة الناس، نتيجته مضروبة في صفر. اين تلك البراغيت التي ناضلت من اجلها، اعادي رؤسائي من اجل حقوقهم. حتى تلك الخفافيش التي كانت تتوسلني ان اضاجعهم اصبحوا الان رجالا في نضر الناس، يمرون من امامي بسياراتهم الفارهة، ويسوقفونها امام عماراتهم. رفضت الاتاوات والرشاوي سعيا مني تلقين الاخرين دروسا في التشهير بالضمائر المهنية. لكن ماذا بعد؟
يتهمونك بمجاراتك الفاسدين ، ويحملونك المسؤولية في ضياعك لهم فرصة الربيع العربي؛ يريدون منك اشاع الفوضى واعادة البلد الى زمن السيبة. اليسوا هم المفسدون؟
صحيح انهم لا يعرفون قيمة الامن والامان، لم يحضروا زمن الحرب ويجهلون نتائجه
فليسألوا متقاعدينا من الصحراء الذين تساقطت عليهم السماء بالرصاص، وشربوا بولهم بسبب الضمأ، اصوات الرصاص لازالت تطنطن في آدانهم واضحوا الان حمقاء في نضرهم . انهم بالفعل كذلك لانهم ناضلوا من اجل لاشئ.
واش فهمتيني ولا لا اسي رئيس الحكومة ؟
رغم اني الوحيد الذي افهمك الان، إلا اني اخبرك سرا ، وهو اني لم اصوت عليك ولا على غيرك، ولن اصوت الى ان تستقيم الامور.