تعقيب على ما كتب باسم البرلماني في احد المواقع   الصدق لا يُختزل في الشعارات… والولاء لا يُشترى بالديون

763
أزيلال 24 : ع.الجليل ابو الزهور 

 

 

 

نُشر مؤخرًا على صفحة أحد برلمانيي حزب التجمع الوطني للأحرار منشور يدعو إلى التوقف عن جلد الذات، ويرفض مقولة “كولشي فاسد”، مؤكّدًا أن في المغرب نساءً ورجالًا شرفاء يخدمون الوطن بإخلاص، في مختلف القطاعات، من الصحة إلى التعليم إلى الإدارة وحتى السياسة.
وهذا كلام جميل في ظاهره، لا يختلف حوله اثنان، لأن لا أحد يعارض فكرة أن في هذا الوطن من يعمل بضمير وبحب للوطن والمواطن.
لكن، في مقابل هذا الخطاب الوردي، تبرز وقائع مؤلمة لا يمكن التغاضي عنها، ولا يمكن تجميلها بشعارات عن “الأمل” و”النية الحسنة”.
فالواقع الذي يعيشه بعض المنتخبين الشرفاء على مستوى الجماعات المحلية يكشف وجهًا آخر للمشهد، حيث تتحول السياسة أحيانًا إلى أداة إذلال وتركيع بدل أن تكون وسيلة تدبير وتنمية.
لقد صار من المألوف أن نسمع عن برلمانيين أو من يدور في فلكهم، يدفعون أشخاصًا إلى توقيع اعترافات بدين بمئات الآلاف من الدراهم، لا لشيء سوى لضمان ولائهم الانتخابي، أو لإخضاعهم حين تقتضي المصلحة السياسية ذلك.
بهذا الأسلوب، تُخلق شبكة من “الديون السياسية” التي تتحول لاحقًا إلى سلاح تهديد وابتزاز، تُستعمل ضد كل من يخرج عن الطاعة، أو يحاول ممارسة استقلاليته في القرار المحلي.
أليس من العبث الحديث عن “الإخلاص في العمل” و”خدمة الوطن”، بينما تُستعمل هذه الوسائل اللا أخلاقية لشلّ جماعات ترابية بأكملها؟
كيف يمكن أن نتحدث عن النية والإصلاح، بينما هناك من يعرقل عمل رؤساء جماعات فقط لأنهم غير قابلين للترويض؟
هل خدمة الوطن تعني أن نحول المنتخبين والمستشارين إلى رهائن لعقود الدين والابتزاز القضائي؟
نعم، المغرب فيه الشرفاء، ولا أحد ينكر ذلك.
لكن الوطن لا يُبنى بالتجميل اللفظي ولا بالمنشورات الدعائية، بل بالاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، وبمحاسبة من يستغل موقعه ليفرض الوصاية على الآخرين.
الخطير اليوم هو أن البعض يختبئ خلف خطاب الوطنية والملكية والإخلاص، بينما يمارس عكسه تمامًا على أرض الواقع، محولًا العمل السياسي إلى شبكة مصالح خاصة، قائمة على الخضوع والولاء بدل الكفاءة والجدارة.
إننا نحتاج إلى الأمل، نعم، لكن الأمل لا يعيش في بيئة الخوف والابتزاز.
نحتاج إلى الشباب النزيه، نعم، لكن هذا الشباب لن يجد مكانه ما دام الولاء أهم من الكفاءة.
نحتاج إلى خطاب وطني صادق، لا إلى تلميع شخصيات تُمارس الضغط والإذلال تحت غطاء الوطنية.
فالوطن لا يُخدم بالتطبيل ولا بشراء الذمم،
بل يُخدم بالضمير، وبالنية الصافية التي لا تبيع الناس بالعقود ولا تهددهم بالمحاكم.
وختامًا نقول:
> من أراد أن يكون صوت الوطن، فليكن أولًا قدوة في احترام كرامة المواطنين.
ومن أراد أن يدافع عن الشرفاء، فليبدأ بتطهير بيته السياسي من الممارسات التي تُهين الشرف قبل السياسة.
2 تعليقات
  1. عز الدين يقول

    قرأت المقالة مرتين لعلي افهم القصد منها ، الا اني فشلت ، او ربما لم افهم الرمزية ، او … لعلي فهمت القصد ، وكاتب المقال يحاول ان يرد على البرلمانى الذي خرج مؤخرا بتدوينه يطلب فيها محاربة الفساد والمفسدين والوقوف ضدهم …انا الآخر تعجبت لهذا البرلماني الذي لم نراه الا في التدشينات والتقرب من قطع الحبل بالمقص امام هواتف ” المراسلين ” الموالين ، لا يملكون آلآت التصوير .. المهم ان البرلمانى هذا ، كنا قد ضننا فيه خيرا ، واستثنيناه من بين الآخرين وقلنا انه يستطيع تسيير الأمور وتقدم الإقليم خاصة دمنات ونواحيها ، بجلبه مشاريع .. لكن العكس هو الصحيح ، ونفس الشيء لكل البرلمانين الآخر جميعهم.. وما اكل اسبع .. فنسبة ظهورهم فيقبة البرلمان كالتالي : : برلمانى ازيلال : مرتين ، برلماني ابزو : صفر مرة ، برلماني دمنات : صفر مر باستثناء طرح اسئلة شفوية ، برلمان زاوية احنصال : ثلاثة مرات ، تدخلات فارغة … وما احوجنا كما جاء في المقال الى شباب مثقف ، نختارهم نحن الساكنة ، هناك مهندسون معماريون وأساتذة وأطباء ومحامون واصحاب الشواهد العليا ..كلهم شباب وغيورون … وقد استولي بعض الرؤساء على الجماعات الترابية مند زمن بعيد تزيد على ثلاثين سنة ، منهم ابزو وايت امحمد وفم الجمعة .. الا تولد امهاتهم رجالا ؟؟؟
    المهم اود ان احي السيد ابو الزهور عن غيرته ، ونحن نعلم ان دمنات تعج بالغيورين وبأمثلة دون حصرها ، لنتحرك يا شباب .

  2. مروان س يقول

    بدأت التحركات والتجمعات في المقاهي خاصة كفضاء للاجتماعات من اجل التنسيق والمشاورات في استقطاب عدد من الشباب والأعيان لمواجهة الإتنخابات المقبلة ومن اجل محاربة واسقاط الوجوه التى لم تعد صالحة حسب زعمهم ، لكن ومن المنظور الإتراضى ، وقد سيق لي ان كتبت مقالا حول هذا الموضوع ، من الصعب جد ان نزيل بعض المتشبتين من المجالس المنتخبة الحالية من موقعهم نظرا لعدة اعتبارات من اهمها ، ان احزابهم تساندهم باموال توزع على الناخبين ومن بينها حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الحمامة اما حزب السنبلة فقد تراجع عن مكانته لحد الآن وربما سيفاجئنا ، ولا يفوتنى ان بعض الوجوه الأصالة ستعرف انتقاله الى الحركة الشعبية وربما الى الوردة .المهم ان التخمينات واردة و ما يتم تداوله ، ولنا عودة الى هذا الموضوع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.