أمة المآسي و الضياع.
المصطفى توفيق
حصحص الحق ..
بزغ النور ..
و سقط القناع.
انكشف الأمر
وما عاد يجدي
الكذب والزيف
و لا الخداع ..
قد بلغ السيل الزبى
وشل اليأس الدماغ
قد خدعنا سنينا
قد لهتنا اجيالا ..
وراء السراب
نحلم بحكم رشيد
وفتات عدل
على الموائد
كالجياع...
أصبحنا شعوبا
كقطيع أغنام
تاه في الغاب
بين الضباع.
علمونا في المدارس
في المساجد
على المنابر...
أن الطاعة والخنوع
والامتثال
فروض عين...
وأن الأوامر
شيئ مقدس
يجب أن تطاع.
رودونا بالفتاوى
من أئمة
نبتوا كالفطر
ملءوا الاصقاع
و البقاع...
مشعودين...
لا يعرفون من الدين
غير صلاة الجنازة
وأدب الدفن
وسنن الغسل
بعد الجماع.
أئمة ..
مزهوين بوضعهم
ملفوفين بزيهم
يرفعون عقائرهم
يلوكون خطبا
جوفاء بلا انقطاع .
أئمة. .
لايفهمون من الدين
غير القتل
وجهاد النكاح
و حرب المذاهب
و إشعال الصراع.
علمونا أن من يحتج أو
يخالف الرأي هو
راس فتنة..
كافر..
زنديق...
خارج عن الجماعة
كبير الرعاع.
قديما...
كنا أمة الخير
حين كان الحق حقا
لا يشترى في أسواق المصالح
أو يباع ..
كنا أمة الخير
حين كان ولاة الأمور
يقولون:
أطيعونا ما اطعنا الله فيكم
وإن عصيناه. .
ما لنا عندكم
من أمر يطاع.
كنا أمة الخير لما
كان الحاكم منا.
يعيش بين الناس
يخاف الله
قبل الشعب
لا يتحصن وراء
أسوارالقصور العالية
ولا يحتمي بالقلاع.
كنا خير أمة حين
كان الحاكم
لا يطلب الحكم بل
يختاره الشعب مكرها
فيرضخ لمطالب الشعب
بالحجة والاقناع .
أما ونحن صرنا رعية
والحاكم راعي
بعصاه الغليضة
فما الغرابة إذن
إذا كنا بالعصا
نقاد...
ويفرض علينا الانصياع؟
فما الضير
إن كف الحاكم
عن خدمة الشعب
وصار الشعب له خادما
وكان له السلعة و المتاع؟
أمة العرب..
إذا كان هذا حالها
فماذا ننتظر منها
يا شعوبنا ..
غير المآسي و الضياع.