سبات أهل الكهف
- طرح السبات الشتوي الثقافي قد نُؤَسِّسُ له على نصوص مقدسة، الكل منا يعرف قصة أهل
الكهف، وكيف أنهم لبثوا سنينً غير معلومة في سبات مديد، ولم يتغير شيء من حالهم، أصحاب الكهف خرجوا زمن الملك برباريوس، ونعرف أنهم ظهروا زمن الملك دقيانوس، ولهم في كل سنة نقلتين كذا! ينامون ستة أشهر على جنوبهم اليمنى، وستة أشهر على جنوبهم اليسرى . قلت ها أنذا ( من إسبات ثقافي) أخرج في زمن آخر كما خرج أصحاب الرقيم (من إسبات) في عصر الملك دقيانوس
رقاد أهل الكهف مَثَّلْتُهُ بالسبات الشتوي البيولوجي و أعني بالمماثلة في “الحال” وليس في
"الإعجاز الإلهي"، وهذا التمثيل يمكن يسري على حالات تفرض على الإنسان أن يخلد إلى الراحة مكرها،
راحة قد تطول بعض سنين، غير معلومة أيضا.
- هذه الحالة تنطبق على السنوات التي مرت من عمري، لم أعشها بوعي كامل، لذلك هَرْوَلَتْ مسرعة لا
تلوي على شيء، وعندما تفتح وعيي ذات يوم، أصابني الذهول، لا أصدق، أطلب منكم أن لا تصدقوا أن هذه السنوات التي مرت من عمري هي سنوات انتهت هكذا وأنا لم أتمتع بها، لم استهلكها كما استهلكتني. مثل طير في قفص، لا يحرك جناحه، يشبه آلة ميكانيكية لا تتحرك لأنها مربوطة بخزان هائل من الطاقة.
قد تكون الحالة التي أتحدث عنها حالة خاصة، فردية(أنا)، او حالة استثنائية ، بل قد تكون حالة وهمية، متخيلة، لها اعتبار ثقافي فقط، لا اعتبار لها غير ذلك، لولا أنها تشبه حالة تهم على الأقل نصف البشرية برمتها، الإنسان المؤنث.
حالة أهل الكهف بالمؤنث
- الإنسان المؤنث الذي يسلخ جلده الآن، مثل الأفعى القرناء [[1]] ، عاش ما يماثل نومة أهل
الكهف (ما يعني قرونا غير معلومة أيضا). سيقولون ثلاثة... ويقولون... رجما بالغيب ... قل ربي أعلم بعدتهم (نصف البشرية على الأقل !)، ثم إن سبات المرأة الطويل يمكن أن ننظر إليه من وجهة ثقافية أو معرفية (ابستمولوجية)، نظام القيم الذي انتصر تاريخيا فرض على المرأة أن تخضع لنظام مركزية الرجل. الذي انتصر ليس هو الكائن البيولوجي الذي اسمه الذكر، انتصرت القيم التي قام عليها النظام الذكوري، وفُرِضَ على القيم النسوية كلها سبات شتوي (الفصول تحسب قرونا عددا). استفاقت المرأة، ثورة قيم جذرية. محاكمة للقيم الذكورية التي حكمت وأوصلت الإنسانية إلى حافة الكارثة. القيم النسوية تنطلق من بارادايم رقم 1: في البدء كان مركز.
الآن سقط آخر حصن لكل الأنظمة المركزية. بعض النساء لم يستوعبن الفلسفة النسوية، فهموها فهما شموليا (نموذج كل نظام مركزي)، تركوا المركز في مكانه، المركز هو المركز سواء بصيغة المذكر أو بصيغة المؤنث. ثم مسألة "المذكر والمؤنث" ليست قضية الذكر أو الأنثى، إنها قضيتهما معا.
المرأة اذ تتعرى، فهي مثل الافعى التي تغير جلدها لتلبس الجلد الصيفي، لكي يبدو مختلفا، لكي تنزع جلدها الشتوي: الرجل سجن المرأة وراء جدران البيت الذي صنعه من أجل حبسها، وزاد عليه جدرانا رمزية صنعها من قماش، اذا خرجت المرأة من البيت، نحجبها عن عين يمكن أن تتحول الى عين تغمز، قد ترد عليها المرأة بالتجاوب الممنوع، قد يقع هروب جماعي من السجن الجماعي في رمشة عين، غفلة من عين الذكر، صاحب البيت، أو غمزة (رمشة عين بِاسْمٍ ماسخ) من رجل في رحلة صيد، يصطاد الغزالات بإشارة عين تضيء للعين التي تستقبل الإشارة، كما يصطاد الوحوش بطلقة تدخل في جلد الوحش على غرة فتصيبه في مقتل
المرأة التي تسلخ جلدها في فصل الصيف البشري (السبات الشتوي نسويا)
السبات الشتوي (أو البيات الشتويhibernation )
- 4. النعاس، النوم، السبات هي حالة طبيعية من الاسترخاء في الثدييات والطيور والأسماك، تقل خلاله
الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط. لا يمكن اعتبار النوم فقدانا للوعي، بل تغيرا لحالة الوعي، لا تزال الأبحاث جارية عن الوظيفة الرئيسية للنوم إلا أن هناك اعتقادا شائعا أن النوم ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية.
الكائن الحي يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم، الاعتقاد أن النوم
عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، اعتقاد خاطئ:
العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة يحدث خلال النوم، النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة [[2]]
- وجعلنا نومكم سبات: يجب أن يكون السبات له معنى مختلف عن النوم، ليستقيم معنى الآية، معنى
السبات: الراحة، أي جعلنا النوم راحة لأبدانكم، ومنه قيل : يوم السبت، جاء في التوراة أن الخلق اجتمع يوم الجمعة، والرب فرغ من الخلق يوم السبت، قيل لبني إسرائيل: استريحوا في هذا اليوم، ولا تعملوا شيئا، فسمي يوم السبت.
يرتبط البيات الشتوي عند الثدييات الأخرى مع انخفاض درجة الحرارة انخفاضا كبيراً، نفتقد
العديد من الحيوانات في فصل الشتاء بحيث لا نراها. إنها تتوارى عن أعيننا في مكان ما وتخلد للنوم. يسمى هذا النوم " سبات الشتاء "[[3]].
- سبات المرأة الطويل يمكن أن ننظر إليه من وجهة ثقافية أو معرفية (ابستمولوجية)، نظام القيم الذي
انتصر تاريخيا فرض على المرأة أن تخضع لنظام مركزية الرجل. الذي انتصر ليس هو الكائن البيولوجي الذي نسميه الذكر، انتصرت القيم التي قام عليها النظام الذكوري، وفُرِضَ على القيم النسوية كلها سبات شتوي (الفصول تحسب قرونا عددا). لن يغير الله ما ب(قوم )حتى يغيروا ما ب(قيمهم. كأننا نتحدث عن التغير الجنسي على مستوى القيم (تغير القيم على مستوى الجنس)
- من قال أن المرأة مشكلة نسوية؟
------------------------
عبدالقادر الهلالي
hilali2048@gmail.com
[1] تتواجد الأفعى القرناء (Cerates cerates) في صحاري شمال أفريقيا مروراً بالشرق الأوسط لغاية الجزيرة العربية. في الشتاء، من شهر نوفمبر لغاية شهر أبريل تدخل الأفعى في البيات الشتوي، حيث تدخل جحور الجرذان البرية وتبقى في سبات البيات الشتوي. وفي بداية الشهر الرابع تبدأ في الخروج للتعرض للشمس لاستعادة حيويتها، حيث يتم بعد ذلك سلخ جلدها.
[2] عندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملة.
[3] العلجوم، الضفادع، العظاءات، الأفاعي، الخفافيش، الجرذان، القنافذ، السنجاب، بعض أنواع الحشرات مثل الفراشات، الدببة كلها حيوانات تسبت في الشتاء، بسبب صعوبة الحصول على الطعام في الشتاء ، عندما تنام نوماً عميقاً تحتاج إلى طعام قليل جداً للبقاء على قيد الحياة. تأكل ما يكفيها قبل أن تسبت بحيث تبقى على قيد الحياة طوال الشتاء. أما الخفافيش لا تدخل في حالة سبات تام، بل تمضي في نوع من خدار البرد ، تنخفض درجة حرارة جسمها ويتقلص معدل الاستقلاب، وتخرج منه بشكل متقطع للبحث عن الأزهار.